السعودية في المهرة: أنبوب واحتلال بغطاء إنساني

متابعات | 11 نوفمبر | مأرب برس :

لم تترك السعودية نتائج الإعصار «لبان» الكارثية على محافظة المهرة من دون استغلال، فسعت لتوظيفها خدمة لأجندتها الخاصة على حساب معاناة الأهالي، بزعم تقديم الإغاثة والمساعدة لتخطي آثار الإعصار؛ الرياض التي أعاقت جهود سلطنة عمان الإغاثية حين اشتدت معاناة الأهالي وتُركوا لمصيرهم، حضرت وحدها إلى الواجهة عندما هدأ، وهي تحاول جاهدة كسب أبناء المحافظة، الذين وجَّهوا رسائل عديدة للسفير السعودي محمد آل جابر، يؤكدون فيها أن مصيرهم لهم وحدهم حق تقريره.

بوابة الإنقاذ

استغلال السعودية لإعصار «لبان»، الذي ضرب محافظة المهرة في وقت سابق، للتوسع والانتشار في المحافظة تحت غطاء الإنقاذ والإغاثة، قسَّم السكان إلى ثلاثة؛ الأول مؤيد لما تقوم به السعودية، والثاني معارض، فيما التزم الثالث الصمت.

عبدالله مسعد، أحد سكان محافظة المهرة يقول في حديث إلى «العربي»، إن «الدمار الذي خلفه الإعصار أجبرني للرضوخ والاستسلام، ودفعني لأخذ المساعدات الإغاثية الغذائية من الفريق الذي يعمل مع السعودية»، مضيفاً أن «الحكومة اليمنية برغم حضورها للمهرة لم تقم بتنفيذ أي شيء من ما قالت لنا، ولم تقم بدورها المفروض الذي تقوم به أي حكومة تجاه مواطنيها».

أما صالح بن عامر، فيرفض أخذ المساعدات من السعودية قائلاً: «لم ولن أرضخ للسعودية التي تحاول كسب سكان المهرة من خلال الحضور للواجهة، وتوزيع المساعدات والمبالغ المالية».

عودة الاعتصامات

عادت الاعتصامات السلمية المطالبة برحيل «التحالف» من محافظة المهرة خلال الأيام الماضية، حيث يسعى المعتصمون للتصعيد سلمياً ضد القوات السعودية التي انتشرت في محافظة المهرة، وتسعى لمد أنبوب نفطي من السعودية إلى بحر العرب. ويشارك في الاعتصامات السلمية المئات من السكان والعشرات من الشخصيات الاعتبارية والاجتماعية، بالإضافة إلى مجموعة من النساء.

رسائل المهرة

ووجه المعتصمون رسائل عديدة للسفير السعودي محمد آل جابر، عبروا فيها عن رفض أبناء المهرة لما يقوم به، ومما جاء في الرسائل: «إذا كنت تعتقد أن اتفاقياتك مع ممثليك في حكومتنا من دون خلق بيئة حقيقية على أرض الواقع، فنحن أهل المهرة بشكل مخالف نؤكد أننا الممثلون الحقيقيون لهذه الأرض».

وخاطب المعتصمون آل جابر بالقول: «إذا كنتم تعتقدون أن مدرعاتكم وطائراتكم تستطيع أن تتحدث اللغة المهرية وتفرض واقعاً آخر، فنحن لا نعتقد ذلك، فنحن وليس غيرنا من يستطيع التحدث بهذه اللغة وواقعنا نصنعه بأنفسنا»، مشيرين إلى أن «أبناء المهرة المغتربين في السعودية هم الأحق برد الاعتبار».

عمل السفير السعودي باليمن

ويعمل السفير السعودي للسيطرة على الوضع في اليمن وتثبيت حكم «الشرعية». وفي هذا قال مصدر خاص في حديث إلى «العربي»، إن «السفير السعودي غادر من المهرة إلى مدينة عدن قبل أكثر من أسبوع لتسهيل عمل الحكومة الشرعية التي يقودها معين عبدالملك، الذي اختارته السعودية لمنصب رئيس الوزراء مقابل السكوت على المشروع السعودي في المهرة».

وأضاف أن «السفير السعودي يسعى لإنجاح حكومة معين عبدالملك من خلال الضغط على الأطراف التي تعيق عمل الحكومة، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الذي تدعمه الإمارات»، مؤكداً أن «السفير السعودي طلب من رئيس الوزراء المُعين حديثاً، رفض مقابلة أبناء المهرة الرافضين لتواجد السعودية».

وتسعى القوات السعودية والفريق الذي يقوم بتوزيع المساعدات إلى تشويه صورة الشيخ الحريزي، وتتهمه بتهريب الممنوعات دولياً. ولا زالت المهرة التي تعد المحافظة الأكثر أماناً في البلاد، مغتصبة من قبل القوات السعودية.

(العربي)

مقالات ذات صلة