هل يحضّر العدوان على اليمن مناورة التفاف بعيداً عن الحديدة..؟

متابعات | 30 نوفمبر | مأرب برس :

من دون العودة للتفاصيل الميدانية التي تؤكد ذلك لقد اصبح واضحا لتحالف العدوان على اليمن إستحالة احتلاله الحديدة وانتزاع النقطة الاكثر استراتيجية وحيوية على الساحل الغربي من الجيش واللجان الشعبية وفي نفس الوقت أصبح وأضحاً أيضاً للجميع إستحالة انسحاب تحالف العدوان وخاصة قائدته السعودية من المستنقع اليمني دون تحقيق الحد الادنى من بعض الأهداف في اليمن والا سيترتب من جراء ذلك تداعيات كارثية لن تقتصر فقط على الهزيمة والاستسلام بل ربما تتعداها الى ما يشبه السقوط والانهيار من الداخل.

من هنا نشاهد هذا الأرتباك للعدوان على اليمن والدوران في حلقة مفرغة بين عشرات المحاولات الهجومية الفاشلة وبين طرح عشرات مناورات الخداع : وقف اطلاق النار”الهش” تجميد العمليات العسكرية “الموضعية” الهدنة للتفاوض “تحت الصواريخ” والتفاوض للتسوية ” في ظل القنابل الذكية وغيرها من المحاولات للالتفاف على الفشل في الميدان ومحاولة إكتساب بعض النقاط والمواقع.

حتى الأن وبالرغم من ادعاءآتهم بعكس ذلك يبدو ان الضوء الاخضر الأمريكي بالتحديد ما زال ساري المفعول أمام السعودية لأنتزاع ما يحفظ ماء الوجه قبل وقف العدوان ومسرحيات المجتمع الدولي وخاصة الأوروبي وتمثيليات مجلس الامن ومبعوثيه لا تقدم ولا تؤخر في القرار الأمريكي الذي تنفذه السعودية الإمارات والقاضي بمتابعة العدوان على اليمن.

من ناحية أخرى لم يعد من إمكانية ميدانية أو عسكرية على الأقل في المدى المنظور لأستكمال أية محاولة هجومية على مدينة ومرفأ الحديدة فالأمكانيات التي سُخِّرَت لجميع العمليات تلاشت مع صمود ابطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية والجهود الواسعة والدعم المفتوح للعدوان لم يعد ناجعاً في ظل شحّ المقاتلين من المرتزقة والتحالف الذين يتناقصون بالمئات بعد كل عملية هجومية فاشلة، ومن ينجو منهم في المحاولات الهجومية يعود لِيُقتل او يُصاب في مستنقع الاستنزاف على كامل مساحة الساحل الغربي .

أمام هذا الأفق المسدود على الساحل الغربي وأمام هذا العجز عن وقف العدوان قبل تحقيق ولو هدف على الأقل من أهدافه بالأساس لأ يمكن أستبعاد قيام تحالف العدوان بتنفيذ مناورة ميدانية بعيداً عن الحديدة من جهة تحقق له بعضاً من أهدافه قبل أي تفاوض ومن جهة أخرى لا تتعارض مع ما طرحه إعلامياً عن وقف عملياته العسكرية والتي حصرها في الساحل الغربي وبالتحديد على الحديدة وهذه المناورة يمكن إستنتاجها من متابعة جبهات المواجهة و خطوط الاشتباك بين الجيش واللجان الشعبية من جهة ووحدات العدوان والمرتزقة من جهة اخرى حيث تظهر أكثر من نقطة ممكن ان تكون نقطة اختراق او محاولة إختراق لجبهة الجيش واللجان الشعبية وتتوزع بين مناطق ( الضالع والبيضاء) شرق طريق تعز ـ أب ـ ذمار ـ صنعاء وبين مناطق (حجة وعمران) غرب طريق صعدة  ـ عمران ـ صنعاء وذلك على الشكل التالي:

شرقاً: يتم تنفيذ عملية هجومية واسعة ومُركَّزة انطلاقا من منطقة الضالع حيث تسيطر وحدات العدوان وذلك على محورين الأول : حمام دمت ـ يريم على طريق إب ـ ذمار والهدف قطع طريق صنعاء وفصلها عن تعز والمحور الثاني : وادي خشبة ( في الضالع ) –ـ أب والهدف ايضا قطع طريق صنعاء تعز والضغط على مدينة إب ومحاولة السيطرة عليها ويملك المحوران إمكانية النجاح حيث المسافة لا تتعدى الثلاثين كلم لكل منهما ويمكن زج وحدات كافية عليها مع تغطية جوية كبيرة .

غرباً: يتم تنفيذ عملية هجومية واسعة ومركزة انطلاقا من المناطق الغربية محافظة حجة وأيضاً على محورين الأول : المرجلة مران – السواد والبقعة ( جنوب صعدة ) والهدف قطع طريق صعدة ـ عمران والمحور الثاني : وادي الشوارق ـ قاع مقبرة والهدف قطع طريق صعدة ـ عمران أيضاً ويملك المحوران أيضاً امكانية النجاح ولكن بنسبة أقل من المحور الشرقي في الضالع حيث المسافة حوالي الستون كلم مع جغرافية اصعب واكثر تعقيدا من المنطقة الشرقية .

طبعاً من الناحية النظرية هذان المحوران صالحان ميدانياً للاختراق فالمسافة مقبولة وامكانية الحشد وزج القوى واردة حيث يمثلان طرقاً معبدة وواسعة ومع تغطية جوية واسعة وعنيفة من التحالف يمكن تأمين دعم للوحدات البرية التي ستتقدم ولكن …

يبقى السؤال الذي يفرض نفسه من الناحية العسكرية وغير العسكرية هل ما زال تحالف العدوان يملك القوى البرية الكافية لتنفيذ العمليتين أو أحداها؟ و هل ستتغير قدرة هؤلاء المرتزقة القتالية عن ما اظهروه من ضعف على الساحل الغربي؟ حيث فشلوا في التقدم عبر الجغرافية السهلة على عكس الجغرافيا الوعرة في جبال البيضاء والضالع او في جبال صعدة وعمران؟ والاهم من ذلك كله هل سيقاتل الجيش واللجان الشعبية اليمنية بغير المستوى الفعال الذي قاتلوا وبرعوا به وصمدوا حتى الان في كافة معارك الحرب على اليمن ؟ وهل سيستسلمون في المرحلة الاخيرة من تلك الحرب التي اجادوا فيها المواجهة والصمود والقتال ؟؟؟

طبعاً تبقى الأجوبة على هذه الاسئلة واضحة والإستنتاج الوحيد منها هو ان أبناء اليمن أنتصروا وما على العدوان الإقليمي والدولي إلا الأعتراف بذلك والعمل على بدء التسوية السياسية التي تحفظ أولاً: وحدة اليمن وقراره الحر والتي تؤمن ثانياً الحقوق العادلة لجميع مكونات اليمن.

مقالات ذات صلة