امريكا وسياسة النفط السعودي

مارب برس|17/مارس/2016م|  السعوديه تستخدم النفط كسلاح لأسقاط الأنظمة التي لاتستسيغ لواشنطن .

كشفت “صحيفة“نيويورك تايمز” الأمريكية عن خلفيات إستخدام المملكة السعودية النفط


لإسقاط خصوم واشنطن، وإحداث قلاقل ومشكلات مع أنظمة الدول التي لا تستسيغها منذ أكثر من خمسة عقود مضت، وكيف تحول هذا السلاح حاليا ضد المملكة.

وقالت الصحيفة في مقال عنونته بـ “كيف صوبت السعودية أخطر سلاح إلى نفسها” إن النفط كان رهينة دولة واحدة فقط هي السعودية، إلا أنه خرج عن سيطرتها عندما استخدمته للمرة الأخيرة في خريف 2014.

وسردت الصحيفة أمثلة من التاريخ المنقضي والقريب تظهر فيها كيف استخدمت السعودية النفط كسلاح، منها إقدامها على خفض أسعار النفط لخنق الاقتصاد الإيراني عام 2006، وقبل ذلك قرارها في عامي 1985-1986، بإغراق الأسواق بالنفط والذي جاء بتوجيهات من إدارة “ريغان” في واشنطن للإطاحة بالاتحاد السوفيتي، كما ذكرت الصحيفة، وعودتها مرة أخرى لخفض أسعار النفط  خلال الأعوام الماضية لضرب الاقتصاد الروسي.

وأكدت “نيويورك تايمز” أن سلاح النفط كان ناجعا، حيث تضررت الكثير من الدول الأخرى التي يعتمد اقتصادها على النفط مثل العراق وفنزويلا ونيجيريا.

وبحسب الصحيفة، فإن الحروب النفطية للقرن 21 قد بدأت، معتبرة أن أزمة النفط الحالية ناتجة عن السياسات الإقليمية وليس عن تقلبات العرض والطلب في السوق، مشيرة إلى أن الحروب الحالية لا تشكل خطرا على اقتصاد الغرب، كونه لا يشكل هدفا رئيسا للسعوديين.

وفي تساؤل لها حول هل ستتأثر السعودية نفسها؟، ذكرت الصحيفة “نعم ستتأثر والسبب أن المسؤولين في السعودية لم يتوقعوا على الإطلاق أن تنخفض أسعار النفط تحت 60 دولاراً للبرميل، ولم يتوقعوا أن تفقد البلاد سيطرتها على السعر، على الرغم من كونها أكبر منتج داخل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.

وأوضحت “على الجانب الآخر، كان صندوق النقد الدولي قد حذّر من أن السعودية قد تواجه الإفلاس بحلول عام 2020 إذا لم تتحكم في الإنفاق الحكومي بشكل مناسب. ففي مشهد غير معتاد تسعى السعودية، التي تعتبر صاحبة أكبر احتياطي من الذهب الأسود في العالم، إلى اقتراض مليارات الدولارات من جهات أجنبية حالياً، وزادت من خططها التقشفية”.

وطرحت الصحيفة العديد من التساؤلات عن قدرة الملك السعودي على تحمل أعباء الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما وأنه يواجه جبهتين كبيرتين في الوقت ذاته، وهو ما لم تتمكن منه أي دولة نفطية سابقاً.

واختتمت بالقول” في الوقت نفسه، تحررت إيران من العقوبات الدولية الأمر الذي يضيف مصدراً جديداً للنفط في السوق العالمي الذي فقدت الرياض السيطرة عليه بالفعل لما يسود فيه من حالة عدم الاستقرار والمتاعب الاقتصادية الراهنة ، ويبقى الجانب الرئيسي في القضية هو كيف تأذّى السعوديون من سلاحهم”

مقالات ذات صلة