وثيقةٌ أمنيّةٌ غربيّةٌ: حزب الله سينقل الحرب إلى داخل إسرائيل والقتال سيكون طويلاً جدًا بقلب الكيان وأخطر بكثيرٍ من حرب لبنان الثانيّة

متابعات | 25 ابريل | مأرب برس :

قال تقريرُ عكفت على إعداده كوكبة من المسؤولين الأمنيين السابقين، من دولٍ أوروبيّةٍ متعددةٍ، قال إنّه في ظلّ شراء حزب الله لكمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحة فإنّ الصراع القادِم سيكون أسوأ بكثيرٍ من أيّ صراعٍ ممّا سبقوه، لافتًا في الوقت عينها إلى أنّ الحرب الثالثة بين كيان الاحتلال وحزب الله هي مسألة وقت، ليس إلّا.

 

ومن الجدير بالذكر، أنّ التقرير الذي سيصدر قريبًا، قامت بإعداده مجموعة  من الجنرالات ومسؤولي أجهزة الاستخبارات السابقين لعددٍ من الجيوش الغربية، بينها بريطانية وفرنسا وألمانيا وأستراليا وإيطاليا والنرويج، حيث جاء في الوثيقة التي تمّ تقديمها يوم أمس الأربعاء في افتتاح مؤتمر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط أنّ حزب الله يُفضِّل نقل الحرب القادمة إلى عمق كيان الاحتلال، مُشيرًا إلى أنّ القتال بين الطرفين داخل العمق الإسرائيليّ وفي لبنان سيكون طويلاً جدًا، دون أنْ يُحدّد المُدّة الزمنيّة، علمًا أنّ حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 استمرّت 34 يومًا.

 

بالإضافة إلى ذلك، زعمت الوثيقة التي تأتي في سياق الحملة الغربيّة المسعورة ضدّ المقاومة وقدراتها والخطر الذي تُشكلّه على الدولة العبريّة، ويترافق نشرها مع الحملة لسحب سلاح المقاومة الفلسطينية في غزة، زعمت أنّ حزب الله يمتلك مخزونًا صاروخيًا يصل إلى مائة ألف صاروخ وقذيفة جمعها منذ حرب 2006، حيث ركّز على الحصول على معداتٍ وأسلحةٍ مُضادّةٍ للدبابات، وطائرات مُسيرّة، وتمّ توزيع الذخائر في المدن التي وصفها التقرير بـ”الشيعيّة”، حيث تتواجد معاقل حزب الله، على حدّ زعم التقرير، وعُلاوةً على ذلك، ادعّى التقرير الغربيّ أنّ حزب الله عبر عملياته على طول الحدود يُريد إجبار إسرائيل على الردّ واستدراجها للحرب وأنّ  صراعًا جديدًا وخطيرًا ليس سوى مسألة وقت، وأنّ السؤال ليس هل ستنشب حرب لبنان الثالثة، إنمّا متى، أكّد التقرير.

 

ومن الأهميّة بمكان، التشديد في هذه العُجالة على أنّ المسؤولين الإسرائيليين، من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، يُقّرون أنّ كلّ بُقعةٍ داخل كيان الاحتلال باتت في مرمى صواريخ المُقاومة، بما في ذلك مفاعل (ديمونا) النوويّ، في جنوب الدولة العبريّة، كما يؤكّدون على أنّ حزب الله بات ملك الصواريخ الدقيقة جدًا، التي قامت إيران بتزويدها للحزب عن طريق شحنات الأسلحة من سوريّة إلى لبنان، علاوةً على المزاعم الإسرائيليّة بأنّ إيران أقامت مصانع للصواريخ الدقيقة في بلاد الأرز. بالإضافة إلى ذلك، يُشدّد قادة الدولة العبريّة على أنّ منظومات الدفاع مُعدّةً لحماية المنشآت الحيويّة والقواعِد العسكريّة في الداخل، وليس حماية المُواطنين.

 

ويُشار في هذا السياق إلى أنّ الفريق الذي أعد التقرير كان قد تمّ تشكيله عام 2015 من أجل دراسة حرب لبنان الثانية، ويضم الجنرال ريتشارد دونيت، القائد السابق للجيش البريطانيّ وعضو مجلس اللوردات، وكذلك الجنرال كلاوس نويمان، رئيس أركان الجيش الألمانيّ السابق، والجنرال ريتشارد كيمب، القائد السابق للقوات المسلحة البريطانية في أفغانستان ورئيس لجنة المخابرات البريطانية وآخرون.

 

وزعم الجنرال دونيت أنّ وجود حزب الله كجزءٍ من السكان المدنيين يعتبر جريمة حرب، وأنّه يُعرِّض استقرار قوّات الأمم المُتحدّة في الجنوب اللبنانيّ (اليونيفيل) للخطر، وأضاف أنّه يجب أنْ نعمل بسرعةٍ للحدّ من نشاط حزب الله من أجل المساعدة على منع حرب لبنان الثالثة، وفقًا لتعبيره.

 

من ناحيته، قال الجنرال نيومان: نحن بحاجةٍ لضغطٍ عاجلٍ، وليس فقط في أوروبا، إنمّا على جميع جوانب عمليات حزب الله و إيران والحكومة اللبنانيّة لدرء الحرب القادِمة بين حزب الله وإسرائيل، لأنّ البديل الآخر، أضاف التقرير، سيكون مُواجهة حربًا جديدةً ستكون أسوأ بكثيرٍ من النزاع الأخير، أيْ حرب لبنان الثانيّة، على حدّ تعبير الجنرال نيومان.

(رأي اليوم)

مقالات ذات صلة