لماذا لا ينتحر آل سعود؟

مقالات | 3 مايو | مأرب برس :

بقلم / منيب السايح

يرى العديد من المراقبين صعوبة في تفسير “ظاهرة” الاهانات المتكررة والخارجة عن المألوف للرئيس الامريكي دونالد ترامب لآل سعود ، في مناسبة وبدونها، رغم انهم اعطوا مفاتيح خزائنهم للرجل يأخذ منها ما يشاء ومتى شاء.

تزداد صعوبة تفسير “ظاهرة” اهانات ترامب لآل سعود ، والتي خرجت حتى عن نطاق البذاءة، اذا ما علمنا ان آل سعود لم يعطوا مفتاح خزائنهم لترامب على طبق من ذهب فقط ، بل جندوا كل امكانياتهم وامكانيات السعودية كبلد يحتضن اقدس مقدسات المسلمين، لتنفيذ مخططات الصهيونية العالمية في المنطقة، منذ زرع الكيان الصيوني في فلسطين وحتى اليوم.

بالامس حارب آل سعود كل حركات التحرر العربي والاسلامي، التي نادت بتحرير فلسطين، عبر ذراعها المذهبي المتمثل بـ”الوهابية” والذي تحول في العقود الثلاثة الماضية الى ذراع عسكري، بفضل القاعدة والجماعات التكفيرية الاخرى، واليوم تواصل سياستها القديمة وبشدة اكبر، حيث تحولت الى رأس حربة لتمرير صفقة القرن و تصفية القضية الفلسطينية والى الابد.

كل هذه الخدمات التي قدمها آل سعود لاميركا والصهيونية العالمية، لم تشفع لهم عند ترامب الذي يواصل اذلالهم بشكل مقزز، حتى ان اهانات ترامب وصلت حدا حركت الغيرة في عروق معارضي آل سعود في داخل السعودية وخارجها، فانبروا للدفاع عن البلد الذي يحتضن مقدساتهم، مطالبين آل سعود بالرد، مجرد الرد اللفظي على اهانات ترامب، ولكن دون جدوى، فالغيرة والكرامة والعزة، تبخرت من عروقهم، حتى تحولوا الى جثث تتحرك.

لم نجد من تفسير لـ”ظاهرة” الاهانات التي يوجهها ترامب لآل سعود ، غير انها تستهدف بالاساس المسلمين بشكل عام، وليس آل سعود، فآل سعود اصغر من ان يخاطبهم ترامب او يردوا على اهاناته، فهم عائلة ينحصر دورها فقط، في العمل لدى الاميركيين للحفاظ على استمرارية تدفق النفط الى اميركا، ووضع عوائد هذا النفط في خدمة الاقتصاد الاميركي، في مقابل نسبة تحصل عليها هذه العائلة ازاء خدماتها.

اهانات ترامب تنطلق من حقده الدفين على الاسلام، وكذلك من عنصريته وتعصبه، فهو يعتقد انه من خلال اهانته لآل سعود، مع ادعاء هذه الاسرة انها تمثل الاسلام السني وانها حامي حمى المقدسات الاسلامية، فانه بذلك يفرغ حقده على الاسلام وعلى الارض التي شهدت انطلاق فجر الاسلام على العالم، والا لو كنا امام حالة طبيعية، وامام نظام طبيعي يمتلك ادنى مقومات النظام المتعارف، لوجدنا آل سعود يردون على اهانات ترامب، او على الاقل في حال عجزهم على الرد ان ينتحروا لان الاهانة لا تحتمل، ولاننا امام نظام شاذ واسرة شاذة، نرى آل سعود وهم يرقصون رقصة “العرضة السعودية” ، وهي رقصة تعود الى ايام الجرائم التي ارتكبها جد ولي العهد محمد بن سلمان، الملك عبدالعزيز ال سعود ، حيث كان يطلق عليها حينها “العرضة النجدية” ، وكان سفاحو عبد العزيز يرقصونها، بعد كل غزوة من غزواته، بعد ان يعمل السيف برقاب المسلمين، لفرض سيطرته على الحجاز، وهو سيف يتحول الى خشب امام المعتدي والاجنبي.

“العالم”

مقالات ذات صلة