تصفية القضية مقابل الوعد بالطعام في “ورشة المنامة”

مقالات | 27 مايو | مأرب برس :

بقلم / صلاح الداودي*

* كاتب وأُستاذ جامعي تونسي، منسق شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية.

في الواقع الذي تتّجه فيه الصفقة المُسمّاة صفقة القرن مع صهاينة العصر العربي بهدف التصفية النهائية للقضية الفلسطينية نحو سرعتها القصوى، بإعلان ما يُسمّى ورشة الازدهار التي كُشِف عن إنجازها في غضون الشهر المقبل في إحدى ممالك التطبيع وهي البحرين، توضح أَكْثَــر من ذي قبل اتِّجاه ومشروع هذه التصفية التي يريدها العدوّ الصهيوني برعاية أميركية ووكالة إقليمية عربية خليجية، على خلفية استراتيجية كثّفها الكتاب الذي يؤكّد على المرحلة التي يُسمّيها “ما بعد الربيع العربي”، ألا وهي استراتيجية ” تحالف الاقليات في الشرق الأوسط” بحسب الكاتبين الثنائي زفي هاوزر سكرتير حكومة العدوّ من 2009 إلى 2013 والحاخام إسحاق تسرفاتي، وتحت عنوان “الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان” الذي هو عنوان الكتاب. وما الجولان السوري المحتل ضمن هذه الاستراتيجية إلا صورة مُصغَّرة عن الوضع الذي يريده العدوّ.

بالمقابل، وفي نهاية الأمر لا يمكن أن تصوغ المقاومة معادلة استراتيجية من وجهة نظر المقاومة إلا على النحو التالي:

لا مساومةَ على سلاح المقاومة، بل أَكْثَــر من ذلك: سلاح المقاومة مقابل السلام الاقتصادي، بمعنى إسقاط صفقة ما يُسمّى السلام الاقتصادي وليس مقابل تحقيقه وليس السلام الاقتصادي مقابل نزع سلاح المقاومة.

هم يريدون تسويق إطعام الفلسطينيين مقابل تصفية فلسطين أَو الأرض مقابل الطعام ونحن نقول: بقاء الإنْسَــان مقابل زوال الكيان؛ إنقاذ الإنْسَــانية مقابل إنهاء الصهيونية.

ولأجل هذا وفي سياق تواصل مسيرات العودة الكبرى وكَسْر الحصار وبحلول يوم القدس العالمي الوشيك، نرى أنه من الواجب على شعبنا في تونس وعلى قواه الوطنية وعلى أمّتنا قاطبة أن تُعيد ترتيب نظرتها إلى العدوّ وإلى صفقة القرن وعرّابيها حسب المُحدّدات أَو الأطروحات أَو حسب العناوين المُتراكمة التي تلي:

1- عروبة القدس جزء لا يتجزّأ من أمننا القومي.

2- مقاومة الصهيونية عنوان سيادتنا الوطنية.

3- بالعودة والتحرير تتحرّر فلسطين.

4- بمقاومة العدوان تسقط صفقات الكيان.

5- رهن قرارنا الوطني خضوع لهيمنة العدو.

6- الولاءات التطبيعية تبعية للصهيونية.

7- منظومة التطبيع والتجويع جزء من منظومة الإرهاب والفساد والترويع.

8- السياحة التطبيعية خيانة وطنية.

9- لا لوضع التونسيين على ذمّة العدوّ وتحت تصرّفه.

10- التطبيع مع العدوّ اعتراف بالسيادة الصهيونية على الإرادة التونسية.

11- التطبيع الاقتصادي تأبيد للهيمنة الاستعمارية الغربية ووضع تونس تحت الحماية الصهيونية والضمانة الخليجية.

وعليه، يكون تقديرنا لمقولة من “الأرض مقابل السلام” إلى الأرض مقابل الطعام أَو الاستسلام للأَعْدَاء مقابل مجرّد البقاء أَو أيضاً: إطعام الفلسطينيين مقابل تصفية فلسطين.

*كاتب و أستاذ جامعي تونسي

مقالات ذات صلة