أليس فيهم رجل رشيد؟

منير إسماعيل الشامي

 

يتمادى نظامُ الرياض ويستمر في غيه وغبائه ويزداد غروره واستكباره كلما أطلقت قيادتنا الثورية أَو السياسية مبادرة لوقف العدوان.

مبادرة الأخ مهدي المشّـاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- الأخيرةُ التي أطلقها في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة الـ ٢١ من سبتمبر الخالدة، جاءت في وقتها ومثلّت فرصة ثمينة للنظام السعودي، خَاصَّة بعد أن تلقى نظامُ الرياض ضربةً قاسية من قبل الطيران المسيّر في “بقيق وخريص”، وتسببت في إدخاله في مأزق خطير جِـدًّا وكبيرٍ أَيْـضاً، انعكس في عجزه عجزاً تاماً عن توريد النفط لعملائه؛ نتيجةً لتوقف أكثر من ٥٠٪ من إنتاجه اليومي؛ بسبب عملية الرابع عشر من سبتمبر الجاري، وزادت كذلك من تفاقم وضعه المالي والاقتصادي، وتكبّدَ بسببها خسائرَ كبيرة ومتزايدة مع مرور الوقت.

ولذلك فمبادرة المشّـاط كانت بالنسبة لنظام الرياض فرصة ثمينة، وكان المفروض أن يعضَّ عليها بالنواجذ؛ لأَنَّها تصب في مصلحته بالدرجة الأولى في ظل الوضع الذي يعيشه والصعوبات التي يواجهها، فأقلُّ مكسبٍ له -لو رحَّبَ بهذه المبادرة- هو أنها تضمنُ له عدم تعرضه لضربة ثالثة من عمليات توازن الردع مستقبلاً، خَاصَّة بعد أن أيقن من فشل منظوماته الدفاعية في صد مثل هذه العمليات النوعية.

(٣٩) غارة هي ردُّ النظام السعودي على مبادرة رئيس المجلس السياسي بعد إعلانها، ما يؤكّـد أن هذا النظامَ الغبيَّ لم يكلف نفسه حتى في دراسة المبادرة لساعات قليلة وتحليل نتائجها، وتحديد من الطرف الأكثر استفادة منها، في حال قبولها ومعرفة المكاسب التي سيجنيها كُـلُّ طرف، فلو فعل ذلك لأدرك أنَّ الشعب اليمني ليس له من ورائها غيرُ مكسب واحد فقط، يتمثل في عدم سقوط ضحايا أبرياء جدد من المدنيين، أما غيره فلم يعد لدينا ما نخسره من خسائر أُخرى، ولم يعد أمامهم أي هدف يستهدفونه، لا مدنياً ولا عسكرياً، وقد استهدفوا خلال خمسة أعوام كُـلَّ شيء.

في المقابل، إنّ المكاسب التي كان سيحقّقها النظام السعودي لا حصرَ لها، وأولها الحفاظُ على بنيته الاقتصادية ومنشآته النفطية، وضمانُ عدم الاستهداف مرة أُخرى، وإعادةُ ترميم ما تمَّ استهدافه وإعادة تشغيله؛ ليخرج نفسه من ورطته التي وقع فيها، إضافةً إلى ذلك فتوقيفه لغارات طيرانه يوفر له مبالغَ باهظةً، يهدرها في الهواء ولا يجني من ورائها سوى سفكِ الدماء البرية فقط.

هذا يجعلنا على يقين أنه لا يوجد في هذا النظام رجلٌ عاقلٌ ورشيدٌ، فإن كان هذا النظام يضم مؤسّسات وهيئات وعقول وخبرات، في هذه الحالة نجزم أنَّ رجالَ هذا النظام كمثل قوم نبي الله لوط -عَليـْهِ السَّـلامُ- ليس فيهم رجل رشيد، وكلهم حمقى وساقطون وأغبياء، وتكون براقش من جنت على نفسها.

أما إن كان الأمرُ كلُّه محصوراً بيد محمد بن سلمان، فتلك كارثة كبرى على بني سعود وعلى دولتهم، ومؤشرٌ يؤكّـد أن هذا الغبيَّ الأحمق يقود هذا النظام الاستبدادي إلى هاوية الزوال السريع، وهذا هو الأرجح، فسلمان يعيش آخرَ أيّامِ خرفه، ولم يعد يعي شيئاً، ولا رأي للبقية، وقد قطع هذا الغر الأحمق عليهم كُـلَّ بابٍ ولَجَمَ أفواهَهم وختمَ عليها بالشمع الأحمر، وهو في هذا الحال كعاقرِ ناقة نبي الله صالح -عَليـْهِ السَّـلامُ- الذي تسبب بزوال قوم ثمودَ بعذاب أليم؛ بسبب عقره للناقة، وسيكون زوالُ السعودية بسبب المجرم محمد بن سلمان وبعذاب أليم، وهو ما سنشهده قريباً بعد إعراضهم ورفضهم لمبادرة الرئيس المشّـاط.

مقالات ذات صلة