المرحلة الثانية للانتصار الكبير

عبدالفتاح علي البنوس

 

لا حديث للشارع المحلي والرأي العام العربي والدولي غير عملية نصر من الله اليمانية الحيدرية الخارقة للعادة ، العملية التي ما تزال تفاصيلها تتبدى يوما بعد آخر ، من خلال المؤتمرات الصحفية التي يعقدها بشير الانتصارات المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع ، تفاصيل جديدة أفصح عنها العميد سريع حول المرحلة الثانية من عملية نصر من الله والتي أطلق عليها اسم عملية الشهيد العقيد محمد يحيى صالح الزعرور ( أبو الحسنين) والتي انطلقت في الثالث من سبتمبر حيث كشف العميد سريع عن تحرير العديد من المناطق والمواقع في محور نجران والتي توغل فيها الأعداء وقاموا بالتمركز فيها خلال عملية الاستدراج النوعية التكتيكية الناجحة التي أسقطتهم في فخ أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين أطبقوا عليهم الخناق من كل الاتجاهات وفرضوا عليهم حصارا خانقا ، وأشار سريع إلى أن أبطال القوة الصاروخية نفذوا 6 عمليات خلال المرحلة الثانية لعملية نصر من الله ، أبرزها عملية دك مطار نجران بصلية من صواريخ بدر البالستية إضافة إلى المشاركة في عملية الإسناد الصاروخية خلال المعركة بدفعة من الصواريخ القصيرة المدى والتي كان لها فاعليتها وتأثيرها في صفوف العدو ، كما شارك في المرحلة الثانية لعملية الانتصار الكبير سلاح الجو المسير بـ 16 عملية ، اثنتان منها بالاشتراك مع القوة الصاروخية واثنتان مع وحدة المدفعية ، علاوة على مشاركتها الفاعلة في جانب الرصد والاستطلاع لقوات العدو وتحركاتها ومواقع تموضعها في وادي آل أبو جبارة . ولعل اللافت في تصريحات المتحدث العسكري حديثه عن مشاركة قوات الدفاع الجوي والتي أشار إلى قيامها بتنفيذ 40 عملية تصد لطائرات الأباتشي التي حاولت إسناد المرتزقة وتمشيط مسرح العمليات لتأمين تقدمهم ، ومن ثم تأمين هروبهم وانسحابهم ، حيث تمكن أبطال الدفاع الجوي من إجبار طائرات العدو على التراجع ، وأشار سريع إلى أن أبطالنا في المرحلة الثانية لعملية النصر تمكنوا من تطهير منطقتي الفرع والصوح وصولا إلى المرتفعات المطلة على مدينة نجران بمساحة تزيد عن 150كم مربع ، كما تمت السيطرة على ثلاثة معسكرات تابعة للعدو واغتنام أسلحة نوعية وذخائر بكميات كبيرة ، علاوة على تدمير 120آلية ومدرعة ، وأدت إلى مصرع وإصابة قرابة 200وأسر أعداد كبيرة من المرتزقة بينهم جنود وضباط سعوديون . ولكم أن تتخيلوا أن هذا الانتصار الكبير الذي تحقق خلال المرحلة الثانية ، جاء في ظل إسناد وغطاء جوي مكثف ومشاركة واسعة لمروحيات الأباتشي والطائرات الاستطلاعية ، حيث وصل عدد الغارات في هذه المرحلة إلى قرابة 611غارة ، هذا الكم الهائل من الغارات الجوية ، والمصحوبة بكم هائل من الآليات والمعدات ، وبأعداد كبيرة من المرتزقة الذين تم جلبهم من قبل السعودية عبر تجار الحروب من مختلف المحافظات للقتال بالنيابة عنهم والدفاع عنهم ، لم يحقق لهم أي إنجاز غير الهزيمة والفضيحة الكبرى المدوية التي ستظل وصمة عار تلاحقهم عبر الأجيال المتعاقبة . بالمختصر المفيد عملية “نصر من الله” في مرحلتها الثانية ، نقطة تحول مفصلية في مسار أحداث العملية ، حيث أربكت حسابات الأعداء وخلقت في أوساطهم حالة من الارتباك ، في ظل الصمود والثبات والإقدام الذي أظهره أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وهو ما دفع الكثير منهم إلى الاستسلام بعد أن شاهدوا مصير رفاقهم في الارتزاق والعمالة ، وبعد أن شاهدوا طائرات السعودية التي يقاتلون دفاعا عنها تفتك بالمئات منهم بكل وحشية ، إنه الله ، وهذا الانتصار الكبير نتاج تأييده وعونه وتوفيقه ، وما يزال في جعبة متحدث القوات المسلحة الكثير من المفاجآت ، والكثير من المشاهد التي تشرئب لها أعناق كل اليمنيين الشرفاء ، وترتاح بها نفوسهم ، وتقر بها أعينهم ، وما النصر إلا من عند الله .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .

مقالات ذات صلة