هآرتس: السعودية تعترف بضعفها وتستعد للتصالح مع إيران

قالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية إن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحارب هذه الأيام على جبهتين، الأولى داخلية أمام خصومه في القصر والثانية على الصعيد الإقليمي، الأمر الذي يدفعه إلى اللجوء للمسار الدبلوماسي والتصالح مع طهران للحد من التهديدات التي تحيق ببلاده”.

وذكرت الصحيفة ان “رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قام بزيارة عاجلة للرياض ولقاء بن سلمان بهدف تحقيق السلام في المنطقة وبين السعودية وايران بسبب خشيته من اندلاع حرب جديدة في المنطقة قد يكون العراق هدفا لها، لهذا هرع من أجل التوسط بين إيران والسعودية.

وقالت الصحيفة: ان ترتيب لقاء في بغداد بين إبن سلمان والرئيس حسن روحاني، في وقت يعد فيه اندلاع حرب هو آخر ما يحتاجه رئيس الوزراء العراقي الذي يواجه الآلاف من المحتجين المطالبين بإقالته في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تعاني منها البلاد.

ولفتت الصحيفة ان “الرياض تعلم أن بغداد لا يمكن أن تنفصل عن طهران، وتدرك أن الأخيرة لن تقوم بسحب قواتها من العراق، لهذا تستخدم المملكة الآن استراتيجية جديدة، تعتمد على محاولة موازنة النفوذ الإيراني في العراق، وذلك بعدما أثبت الهجوم على المنشآت النفطية السعودية بشكل محرج الضعف العسكري للرياض”.

وقالت “بعد ثلاثة أسابيع من الهجوم على ارامكو، لا يوجد حتى الآن أي دليل حقيقي على كيفية تنفيذ الهجوم ، ومن أين جاء وما هي الجهات المباشرة التي تدير الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، في وقت فشلت فيه الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ التي اشترتها الرياض بمئات الملايين من الدولارات في العمل، وتأكد للرياض عدم استعداد واشنطن اتخاذ إجراءات ضد طهران”.

وأضافت الصحيفة “في ضوء ذلك، أصبح المسار الدبلوماسي هو الخيار الحقيقي الوحيد للرياض من أجل رسم خريطة الشرق الأوسط ،ويبدو أن المملكة تتجه الآن نحو الوسطاء المحتملين لصياغة شروط المفاوضات مع إيران، فبعد وقت قصير من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني تلقيه اتصالًا من بن سلمان للتوسط بين المملكة وإيران”.

وأشارت الصحيفة “إجراء مفاوضات بين الرياض وطهران يعد نتيجة حتمية لسلسلة الإخفاقات السياسية والعسكرية الخاصة بولي العهد بن سلمان، ومن بينها مقاطعة قطر والفشل في لبنان واغتيال الصحفي جمال خاشقجي والكارثة العسكرية في اليمن وتخلي الإمارات عن تلك الساحة، وأخيرا مهاجمة المنشآت النفطية”.

وختمت تقريرها “إدارة ولي العهد لجبهتين إضافة إلى انعدام الدعم الأمريكي، يدفع الأخير إلى طريق دبلوماسي جديد مع إيران لتقليل التهديدات ضد المملكة والحد من عدد القضايا القابلة للانفجار التي يتعين عليه معالجتها”.

مقالات ذات صلة