هَا أَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ

|| من هدي القرآن ||

 

في هذا الزمن أصبحت القضايا خطيرة جداً جدا ًبشكل رهيب فيما يتعلق بأعمال اليهود والنصارى لم تعد تقف عند حد, لم تعد تقف عند حد, أن يصبح مثلا أي زعيم عربي عبارة عن مدير قسم شرطة, يقولون له: نريد فلان, يقول: أبشر بنا! نريد زعطان, يقولون: تفضل, كلهم جميعاً! هذه الحالة رهيبة جداً.

وحتى نحن إذا فرحنا بأنهم مسكوا فلان, وفلان قالوا: مطلوب لأمريكا تحت عنوان خطير – قد يشمل أي إنسان يتحرك في هذا الموضوع – إرهابي, ما هم يقولون: إرهابي, إرهابي لمن؟ أي إرهابي لأمريكا, لمصالح أمريكا, إرهابي يحمل عداء لأمريكا, كيف ما كان وضعيته, أتركهم اليوم مسكوا فلان, أعجبنا؛ لأن فلان نحن نكرهه, لكن العنوان مفتوح, العنوان مفتوح, والقضية مفتوحة, أن هذا الزعيم أو ذلك الزعيم مكلف بأنه أي شخص إرهابي, تسميه أمريكا إرهابي فيلقى القبض عليه ويسلم لأمريكا فيتحول الزعماء العرب إلى مدراء أقسام شرطة عند أمريكا!.

هذه الحالة رهيبة جداً جداً, إذا افترضنا بأننا نحن نفرح إذا مسكوا فلان أو فلان أو كذا أو.. فمعنى هذا أن الموضوع أقفل أمام الجميع, أقفل أمام الجميع, وأن نفس القضية ممكن أنها تطبق مع الجميع تحت عنوان إرهاب ضد أمريكا, مطلوب من بوش, مطلوب مدري من أين, فمن تلفون نريد فلان, قال: تفضلوا, معنى القضية هذه بأنه في الأخير الناس يكممون أفواههم عن الحديث عن أمريكا وإسرائيل, عن اليهود والنصارى وخطورتهم, وأنت تلمس فسادهم يصل إلى كل بيت, إلى كل رأس, لأنه إذا ما تحرك هذا أو هذا أو هذه الفئة أو هذه الفئة تحرك باعتبار واجب إسلامي, أن ندافع فساد هؤلاء, أن نقاوم فساد هؤلاء, فساد تجاوز الحدود المعقولة أصبحت المسألة تهدد المقدسات الإسلامية كلها, تهدد البلاد الإسلامية كلها, تهدد المبادئ الإسلامية كلها.

ما العرب الآن حانبين في قضية القدس؟ احتمال فيما بعد يطلع لنا ثلاث مشاكل هي القدس ومكة والمدينة الكعبة ومسجد رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) والقدس.

وهؤلاء اليهود هم يفهمون أنها تمشي حاجة, تمشي حاجة يطمعوا إلى ما هو أكبر منها… يوم ما ضربت [أمريكا أفغانستان] حظيت بتأييد من كل الدول الإسلامية هذه واحدة, تطرقوا إلى أكثر من هذه إنه يصبح بدل ما نحن نمشي بطائراتنا وأدواتنا إلى البلد الفلاني نكلف الزعيم الفلاني أو الملك الفلاني أو الرئيس الفلاني إنه هات فلان وفلان وفلان, طارد فلان وفلان, ويتحرك بكامل قوته! ولم يعد تلك الدولة الضعيفة ويضرب هذه القرية ويضرب هذه ويضرب هذه ويطلّع فلان ويطلع فلان من أجل أمريكا. ما هذا يعني تجاوز؟

الأشرف لنا أن يأتي الأمريكيون هم, والأشرف لزعمائنا أن يأتي الأمريكيون هم يضربون, يضربون هم؛ لأن ضرب الأمريكيين هم لأي منطقة من المناطق يولد عداوة لأمريكا, يخلق عداوة لأمريكا, لكن لأنهم يعرفون أن العداوة مهمة, العداوة عداوة الشعوب المسلمة عداوة حقيقية يكون لها أثرها السيئ، وتجلس المنطقة هذه غير مستقرة, ولا يحققون أهدافهم فيها إلا بصعوبة.

وهم عادة ما هم أغبياء, دقيقين في تصرفاتهم, يريد أن يحقق أهدافه بأقل تكلفة, هذه قاعدة عندهم, أن يحققوا أهدافهم بأقل تكلفة مادية وبشرية, ميزان يمشون عليه, وقضية يحسبون لها ألف حساب, إذاً فبدل من أن نسير نحن نضرب فبالإمكان أن هذا الزعيم أو هذا الملك أو هذا يمشي المسألة, نقول: فلان مطلوب, فلان مطلوب, فلان إرهابي, وفلان كذا, ويلقطوهم له, أو يضربوا قراهم!.

ما أمريكا هناك سلمت؟ وإسرائيل سلمت؟ ما خسروا شي لا عملوا عمل يؤلب نفوس الناس عليهم, ولا خسروا شيء من جيوبهم, خليهم يعطوا مساعدة معينه, أو كذا, لأي طرف من الأطراف, لكن هم يحسبون ألف حساب للتأثيرات النفسية, كما حسب القرآن ألف حساب لقضية الموالاة والمعاداة, الموالاة والمعاداة يكون لها آثار كبيرة جداً؛ لهذا هم عملوا على أن تمسح استخدام كلمة: عدو إسرائيلي, وعداوة للغرب, وعداوة لليهود والنصارى, عداوة لإسرائيل, أن تمسح.

هم يحاولون بقدر الإمكان أن لا يخلقوا عداء من جديد في نفوس الأجيال هذه, هم يريدون أن يجعلوا أنفسهم مقبولين, لماذا مقبولين؟ هل من منطلق الحب والتودد لنا؟ نصبح إخواناً؟ لا, يريدون من أجل أن تقل التكلفة عليهم, من أجل أن يصلوا بلادك وترحب بهم, ما يخسروا شيء, ما يضحوا بشيء إلا بأقل ما يمكن, وهذه من الناحية الاقتصادية توفر لهم أشياء كثيرة, من الناحية السياسية توفر لهم أشياء كثيرة, تخلي المواقف لديهم سهلة.

ما المسألة أنه تودد أنهم يريدون أن يكون هناك صفا في النفوس فيما بيننا وبينهم, الله نبه على هذه المسألة {هَا أَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}(آل عمران119) فهم لا يحبونكم, هم حاقدون عليكم حتى ولو أنتم تحبونهم, ها أنتم هؤلاء تحبونهم وهم في نفس الوقت لا يحبونكم, ويعضون عليكم الأنامل من الغيظ, هذا من قمة الحقد, من الغيظ.

هم عندما يحاولون أن يمسحوا اسم عداوة يحاولون أن يقدموا كلمة سلام, وعالم مسالم, وأشياء من هذه إنما ليجمدوا نفسياتنا, يموتوا كل مشاعر العداوة التي ركز القرآن على خلقها بالنسبة لهم؛ لأن هذه حالة نفسية مهمة؛ لأنه إذا برزت نفسيتك لا تحمل عداوة لن تبذل نفسك, لن تبذل مالك, لن تعد أي عدة, معنى هذا أننا سدود!, إطرح بندقك هنا, أو تبيع بندقك لم يعد هناك حاجة, سدينا! وهم هناك شغالين وفي الأخير ما تدري وقد أنت هناك أسفل, وهم هناك فوق, أنت مجرد من كل إمكانياتك وأسلحتك, لم تعدّ شيئاً! وهم يظهرون لك في وقت معين أعداء شرسين في وقت أنت لا تتمكن أن تعمل شيء؛ لأنهم قد قدموا لهم.

نهتم بالأطفال كما قال كوفي أنان وهو يوعظ زعماء المسلمين: لا نريد أن يكون الطفل اليهودي يتصارع مع الطفل المسلم, ويبكي الطفل اليهودي والطفل المسلم! إذاً يتعايشوا جميعاً في عالم مثل ما تقول: في حالة من الإخاء والإحترام المتبادل, والسلام يسود الجميع!!.

هذا كذب كله, كذب كله, يريدون أن يقتلوا فينا.. يقتلوا فينا كل مشاعر العداوة بالتثقيف ثم بالإرهاب, {يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ} لا تتكلم أنت في أمريكا سيقولون إرهابي, وتكلف علينا, أسكت ما لم سنسلِّمك! ما هذه واحدة منها؟.

هذا نقطة وصلوا إليها, لم يكتفوا بالتأثير الإعلامي، على أن عناوين كثيرة تغيب من الساحة هي ضدهم, مشاعر معينه تغيب من النفوس هي ضدهم, تمسح كلها, وتنتهي كلها, ثم لم يقفوا عند حد, لم يقفوا عند حد إلى درجة أن يستخدموا جانب الترهيب لمن هو قد لا ينفع فيه جانب التثقيف، يمسحون نفسيتك، جانب الترهيب, ويكلفوا الدولة في كل بلد عربي تضرب المسلمين, تقوم هي بالدور بدلاً عنهم.

دروس من هدي القرآن الكريم

#ملزمة_المولاة_والمعاداة

#ألقاها_السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي

بتاريخ: شهر شوال 1422هـ

اليمن – صعدة

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

مقالات ذات صلة