لهذا ننتصر ولهذا يُهزمون!

أمل المطهر

 

منذُ بداية العدوان والعدوُّ ومرتزِقتُه يمارسون أبشعَ الجرائم بحق الأسرى، فتارةً نراهم يسحلونهم حتى يتقطعوا، وتارة يرمونهم من الجبال وتارةً أُخرى يدفنونهم أحياءً!! والكثيرُ من القصص والصور الموجعة لتلك الممارسات الوحشية التي سمعناها ممن أُفرج عنهم من أسرانا وَرأيناها من خلال الفيديوهات التي ينشرها المرتزِقة أنفسُهم دونما خجل.

وها نحن الآن أمام جريمة جديدة بحق الأسرى ليتكشّف للجميع في الداخل والخارج من جديد وجهُ العدوان القبيح ووجهُ الأمم المتحدة والمنظمات التي تدّعي الإنسانية.

فطوالَ هذه السنوات من العدوان على اليمن رأى العالمُ بأسره نموذجين وُضِعا أمامه بوضوح، “نموذجٌ” لمرتزِق يقاتل مع عدو وطنه ويأتمر بأوامره ويسير بتوجيهاته فيراه كيف يعامِلُ الأسرى من أبناء الجيش واللجان الشعبيّة بمنتهى الوحشية والتجرد التام من الإنسانية.

حتى الأسرى الذي يقعون بين أيدي الجيش واللجان الشعبيّة رأيناه كيف يقوم بإعدامهم بالضرب المباشِر عليهم بالطيران الحربي، متناسياً خدمتَهم المتفانية له.

وفي الجانب الآخر رأى العالمُ نموذجاً لتعامل أبناء الجيش واللجان الشعبيّة مع الأسرى الذين في قبضتهم، رغم صعوبة الأوضاع فهم يكرمونهم ويعاملونهم كضيوفٍ، كما أمرهم اللهُ، لا يفزعونهم حتى بكلمةٍ فكيف بالعذاب الجسدي؟!، فيخرجون وكأنهم قد وُلِدوا من جديد من جراء حُسن المعاملة التي لاقوها وكرم الاستقبال لهم.

“نموذجٌ” مشرِّفٌ يعكسُ للعالم المنهجيةَ التي يسيرون عليها ويوضح رقيَّها وسموَّها في كُـلّ تحَرّك يقومون به، فهم كانوا قدوةً في تمثيلهم للدين المحمدي الأصيل، فانتصروا بتلك الأخلاق العالية قبل أن ينتصروا عسكرياً في ميدان المعركة.

أما أولئكَ الرعاعُ ومن يسودونهم فقد قدموا أسوأَ نموذج لتدنّي الأخلاق والتجرد من القيم والمبادئ، ووصلوا إلى قاع الانحطاط في كُـلّ المستويات فتكشف حقيقتهم بأنهم ليسوا سوى عصابات إجرامية مستأجرة لا قضية لها ولا حقَّ معها، فانهزموا أخلاقياً قبل أن ينهزموا عسكرياً وفضحوا وأصبحوا ممقوتين من الجميع.

بذلك كله انتصرنا وما زلنا ننتصرُ ولذلك هُزموا وما زالوا يُهزمون ويتجرعون ويلات الهزائم.

مقالات ذات صلة