هجمات سعودية جديدة على اليمن.. ألم يتعّظ آل سعود من الهجمات على أرامكو؟!

تشهد منطقة الشرق الأوسط في هذه الأيام العديد التطورات الميدانية الجديدة والتي جلبت موجة من الأخبار والتحليلات المختلفة، ولكن بعض القضايا الاقليمية تسبّبت في تهميش البعض الآخر وهنا يمكن القول بأن إحدى هذه القضايا التي يتم تهميشها من قبل وسائل الاعلام هذه الأيام، هي استمرار الهجمات الوحشية التي تشنها مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي ضد العديد من المناطق المختلفة في اليمن.

ويبدو أن تحالف العدوان السعودي اغتنم الفرصة لتصعيد هجماته البربرية على مختلف المدن والمحافظات اليمنية، عقب حدوث العديد من التطورات الميدانية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بدءاً من الاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها العديد من المدن العراقية إلى الاضطرابات السياسية في لبنان والضربة العسكرية التركية على شمال سوريا وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا وانتقالها إلى العراق.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن المجتمع الدولي الذي طالما كان خلال السنوات الماضية صامتاً إزاء جميع تلك الهجمات والانتهاكات التي كانت تقوم بها مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي، ها هو اليوم يُفضّل السكوت مجدداً وحتى هذه اللحظة لم يعرب عن قلقه إزاء الأوضاع في اليمن والهجمات السعودية.

ولفتت تلك المصادر الإخبارية، بأن قوات تحالف العدوان نفّذت الكثير من الهجمات الوحشية خلال الساعات القليلة الماضية على عدد من المحافظات اليمنية، وخاصة محافظتي “صعدة” و”حجة”.

وأضافت تلك المصادر بأن قوات تحالف العدوان كانت تستهدف بشكل مباشر الأحياء السكنية والأسواق الشعبية، وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، أن تحالف العدوان السعودي زاد بشكل كبير من هجماته على الجبهات الحدودية، لكن مرتزقته فشلت في التقدم على الأرض.

صحيح أن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” تواصل مقاومتها ضد الغزاة السعوديين ونرى أنها أحبطت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من العمليات البرية السعودية على جبهات مختلفة، لكن لا ينبغي لنا أن نتجاهل تكثيف الضربات الجوية وقصف مقاتلات تحالف العدوان السعودي ضد اليمنيين خلال الأيام الماضية، حيث إن تلك المقاتلات ظلّت تقصف الأحياء السكنية لمدة 12 ساعة وقامت بشن أكثر من 30 هجمة جوية.

يذكر أن هذه الهجمات المكثفة لقوات تحالف العدوان السعودي على المناطق السكنية اليمنية، تأتي في الوقت الذي صرّح فيه رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني “مهدي المشاط”، بأن القوات اليمنية سوف توقف هجماتها الصاروخية وعمليات إطلاق الصواريخ على السعودية، لكن يبدو أن الجانب السعودي لم يرغب في تقديم يده للسلام وهذا الأمر تؤكده مواصلة مقاتلاته على قصف المناطق الشمالية اليمنية، وهنا يرى العديد من الخبراء السياسيين بأن السعوديين لا يسعون إلى السلام والهدنة في اليمن، بل يسعون إلى استغلال الظروف والتطورات الحالية في منطقة الشرق الأوسط، لتكثيف عدوانهم ومواصلة شن هجماتهم البربرية على اليمن.

وحول هذا السياق، قال “حميد عاصم”، عضو هيئة التفاوض الوطنية في صنعاء، في وقت سابق: ” إن السعودية ليست جادة في وقف عدوانها على اليمن وأنها لا تريد الجلوس مع حكومة صنعاء (أنصار الله) على طاولة المفاوضات”.

وأضاف “سوف نعيد النظر في حساباتنا على أساس القرار رقم 1934 وذلك لأن السعودية تواصل حتى هذه اللحظة استهداف المناطق السكنية في العديد من المناطق اليمنية ولا تزال تواصل حشد وتعبئة قواتها المرتزقة في الساحل الغربي، كما أنها تسعى إلى تفاقم الازمة في عدد من المدن وتغيير وضعها المنهزم على الساحة اليمنية والظهور بمظهر المنتصر”.

لقد أبدت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” نواياها الحسنة مراراً وتكراراً من خلال اقتراح وقف لإطلاق النار ووقف الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار ضد المواقع السعودية والإماراتية وذلك من أجل رفع الحصار الذي فرضه تحالف العدوان على اليمن، لكن هذا التحالف السعودي لم يقدّم يده للسلام، بل إنه كان يقوم بعقد العديد من الاجتماعات مع المرتزقة القابعين لإقناعهم بمواصلة سياساتهم الخاطئة تجاه البلاد.

يذكر أن الاقتراحات التي تقدمت بها حكومة صنعاء والأمم المتحدة، والتي تم الترحيب بها على نطاق واسع، فشلت حتى الآن في الحد من شدة الهجمات السعودية على اليمن وإقناع هذا التحالف العدواني بالجلوس على طاولة المفاوضات.

إن السعوديين يظهرون للعالم يوماً بعد يوم أنهم لا يلتزمون بأي اتفاقات أو مقترحات وإنما هدفهم الوحيد هو تحقيق أطماعهم وأهدافهم الخبيثة في المنطقة، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن النظام السعودي مارس الكثير من الضغوط على مرتزقته القابعين في فنادق الرياض أثناء عقد محادثات يمنية خلال السنوات الماضية في عدد من البلدان العربية والأوروبية، لإفشال تلك المحادثات التي عُقدت من أجل إيجاد حلول للأزمة اليمنية من خلال الحوار الدبلوماسي.

الجدير بالذكر هنا، أن الجولة الجديدة من الهجمات السعودية على اليمن لم تثر حفيظة المنظمات الحقوقية والبلدان الغربية حتى الآن، حيث يبدو أن المجتمع الدولي لا يشعر بأن هذه الهجمات الوحشية تشكل تهديداً أو حتى قلقاً على المنطقة في الوضع الحالي، وهنا يجب على السعوديين ألّا ينسوا العمليات اليمنية التي نفّذتها الوحدة الصاروخية ووحدة الطيران المسّير التابع لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على عدد من المطارات السعودية ومصافي النفط ولا سيما “أرامكو”، لأن اليمنيين لا يزال لديهم القدرة على تكرار هذه العمليات ولديهم القدرة عن تنفيذ العديد من الهجمات المماثلة، وإذا استمرت مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي في مهاجمة الأبرياء اليمنيين، فإن القوات اليمنية سوف ترمي بجميع المقترحات التي تقدمت بها في السابق عرض الحائط وستبدأ بتنفيذ عمليات جديدة داخل العمق السعودي.

على أي حال، لا ينبغي على دول العالم والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان تجاهل القضية اليمنية وسط التطورات الميدانية التي تشهدها المنطقة، ولا يجب عليهم أيضاً السكوت تجاه الهجمات السعودية المتزايدة على المناطق السكنية اليمنية.

“الوقت التحليلي”

مقالات ذات صلة