مشكلتُكم مع أنصار الله؟ أم مع رسول الله؟

حمزة إسحاق

حين نرى المستائين من “اللون” الأخضر الذي يزيّن المناطقَ الحرة، فنحن نعرفُ أنه حالَ اختيارنا لونكم المفضَّل المختلف عن لون قبة مسجد الرسول، لكان موقفنا وموقفكم سيان؛ لأَنَّ “اللونَ” ليس مشكلتكم!..

حين نسمعُ الكلامَ اللاذعَ لبعضِكم عن “زينة” المولد، الذي يعكس الاشمئزاز والتضايق منها، ثم نرى منهم من يعلّق “زينة” رأس السنة الميلادية وشجرة الميلاد، أو نراه يمتدحها ويبتهج برؤيتها -ولو على التلفاز-: نعرف أن “الزينةَ” ليست مشكلتكم!..

وحين نرى بعضَكم يصوّرون “الاحتفال” بمولد خير البشر تشدّداً ومغالاةً، ويرون “احتفالَ” أيِّ مسلمٍ بأعياد الكريسمس والهالوين والفُصح والشكر حريةً شخصيةً، وفي معارضته أَو انتقاده تشدّداً وتزمتاً وتدعوشاً: نفهم أنَّ “الاحتفالَ” ليس مشكلتكم!..

حين نشاهدُ منكم من يفتون بأنَّ الاحتفالَ بالمولد النبوي “بدعة”، بينما يفتون بأن طاعتَنا للوالي الظالم الزاني السكير وأنَّ جلدَ ظهورنا وأخذَ أموالنا تقرُّبٌ إلى الله: نعي بأنَّ “البدع” ليست مشكلتَكم!.

وحينما نرى بعضَكم يربطون إحياء مولد الرسول بأسباب “التخلف” كمناسبةٍ ولّى عليها أكثر من 1400 عام، ويربطون إحياء مولد المسيح قبل أكثر من 2000 سنة بملامح التقدّم والتطور لتلك الأمم، وكأنها خلال قرونٍ من “التخلف” لم تحتفل بمناسباتها الدينية التاريخية تقديساً لها: نتأكّـد أنَّ “التخلف” الحقيقي ليس مشكلتكم!..

أما حينما يتحدث بعضُكم أنَّ إحياءَ المولد بذخٌ لا يراعي معاناة “الجوعى”، ثم نراهم في مراسم عرس ابنهم المطولة ينفقون مليوناً لقاعةٍ وفنانٍ، ومثلها لولائمَ مخصصةٍ لكروش الشبعى، وضِعفها مهرٌ لابنة عمّه وكسوةٌ لها ولأمها وعماتها وجداتها، التي أُنفِقت أضعاف ذلك على ذبالها ونقشها وحفلتها وثالثها، نتيقّن أنَّ وجودَ “الجوعى” ليس مشكلتكم!..

أما حينما نسمعُ منكم منتمين لذات الرسول الذي يوحّد أمته ولا يفرقها، يصورون إحياءَ مولده كمناسبةٍ سياسية -لا دينية- بما يفرّقون به الناس، ثم نراهم يحيون المناسباتِ الدينيةَ والسياسية والوطنية للديانات والجماعات والدول المغتربين فيها، معلّلين أنَّ هذا هو “التعايُشُ” بين الأديان والأعراق: ندركُ أنَّ “التعايشَ” مع أبناء دينكم وتربتكم هو مشكلتُكم!..

إن مواقفَكم المتناقضة هذه تجاه إحيائنا المولد النبوي الشريف، لا تعكس مشكلةً مع أنصار الله، بل ربما مشكلة مع رسول الله نفسه؛ لذا راجعوا أنفسَكم!..

مقالات ذات صلة