لتحالف العدوان.. الجزاءُ من جنسِ العمل

مرتضى الجرموزي

 

وتحسبون أنكم رجالٌ وشجاعتكم على نساء وأطفال، فليست الرجولةُ أن تستعرضَ على الأبرياء وتُغيرَ بصواريخك وقنابلك على المستضعفين، هي الخسةُ بحقِّكم وهي الدناءةُ والاحتقارُ، زمانكم منحطون أراذل وأقزام، حتى وإن كنتم تملكون ثروةً هائلةً من النفط، فحتماً ستُجّفف آبارُكم النفطيةُ يوماً إن لم تكن قد جفّت؛ بفعلِ ابتزازكم من قبل ترامب..

وليست الأموالُ مَنْ تصنعُ الرجولةَ أَو تُسجّل التاريخ، ولن تُصنع المعجزات أَو البطولات، ومَنْ يصنعُ الانتصارات هو الحقُّ لا غيره وهو الذي لا تملكونه ولن تملكوه على الإطلاقِ..

ما يُقارب الخمسة أعوام، ومن قبل عدوانكم على اليمن والإدارات الأمريكية المتعاقبة تحلبكم النفط والمال، وعلى مرأى ومسمع العالم قالها ترامب: السعوديةُ ويعني بعباراته الشهيرة -النظام السعودي- بقرةٌ حلوبٌ تُدِرُّ علينا بالنفط والمال، ومتى ما جفّ لبنُها سنذبحها، بمعناه أنكم معرّضون للذبح في يومٍ من الأيّام، وستغيّر الدنيا وجهها عنكم وستقهركم جزاءَ تكبّركم على شعوبٍ استضعفت؛ بفعلِ عمالة أنظمتها لفتات أرضٍ وشعبٍ تنهبون خيراته، فلماذا المزايدة ولماذا التملّق وأنتم تعرفون حجمَكم بين شعوبِكم التي تُتنظر صحوتها، وحين تصحوا سيكون مصيرُكم إلى زوالٍ وستُرمى زعاماتكم إلى براميل النفايات؟!..

ولماذا الهرجُ والضحكُ على الدقون، وأنتم تعيشون في جغرافيا ضيّقة بشرِّ أعمالكم الخبيثة والدنيئة؛ بسبَبِ عدائكم لمحيطكم وشعوب الجوار؟!.

أنتم مفلسون دينياً ثقافياً وأخلاقياً، ورهانُكم على حداثة سلاح أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وعربات كندا، لن تفيدَكم بشيء وستنقلب عليكم وبالاً وثبوراً، وستُفعّل بإذنه تعالى ضدَّكم وستُقتلون بنيران قذائفها وصواريخها، ولن يرحمَكم أحدٌ طالما وأنتم تنخرون جسدَ الأمة العربية والإسلامية، وتعبثون إسرافاً بدماءِ وأرواح الشعب اليمني؛ خدمةً للمشروع الصهيوني الكبير وأحلام الدولة الإسرائيلية التي ما كانت لتكون لولا وجودكم في الوطن العربي، وتتقمّصون رداءَ السنة وتتحكّمون بمصادرِ شعب نجد والحجاز المالية والنفطية، وتسيطرون على المقدّسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورّة، ومنحتم الصهاينةَ ما لا يستحقون، سلبتم الحقَّ من أهله وأعطيتم الحقَّ لمن لا يملكه، وبفتاويكم المضللة حرفتم الدينَ وجعلتم الحقَّ باطلاً وأجزتم الباطلَ حقاً وفقَ تشريعات تُسنُّ في البيت الأبيض حسبَ الطريقة الماسونية.

للنظامِ السعودي والإماراتي وحاشيتهم ومن يدورُ بفلكهم ويخطوا خطاهم، بما أنكم ترتمون بأحضانِ من ضُربت عليهم الذلّةُ والمسكنةُ وباءوا بغضبٍ من الله، فأنتم الفشل والهزيمة تسابقون الزمانَ وتعجّلون من نهاية سنوات وعقودٍ من الظلم والاضطهاد والوصاية والاستعباد قضتها شعوبُكم تحت مطرقة الخوف وسندان النفي والتعذيب والقتل، وحتى شعوب الجوار والمحيط العربي لم تسلم من شرِّكم وفسادِكم وأنتم تنصبون زعاماتٍ تَدين لكم بالولاء والطاعة، لتكونَ بذلك الأنظمةُ والزعاماتُ قد جعلت نفسها أحذيةً لأحذية الصهاينة والأمريكان، وفي نفس الوقت ينتعلكم من نهانا اللهُ وحذّرنا من توليناهم، وهو يقولُ جلَّ سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا)، وأعقبها بآية تثبت أن من يتولاهم منافقٌ، حيثُ قال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)، وقال أَيْـضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)..

فقد أصبحتم منهم والآيةُ صريحةٌ، ولن تجدوا من دونِ الله والمؤمنين نصيراً، إن أنتم عُدّتم إلى رشدِكم وجاهَرتم بعدائكم لليهود والنصارى قبل أن يأتيَ يومٌ تتحسّرون على ضياع أعماركم وطاعتكم لأولئك الطغاة والجبابرة، ولن تنفعَكم أَو يقبلَ اللهُ أعذارَكم، فيجيب اللهُ عليكم: (بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) ومهما تلبستم بالدين كذباً وزوراً، ودفعتم الأموالَ لتحسين صورتكم أمام الآخرين، وإصدار فتاوى وجوب طاعتكم، ومهما ظلمتم وقصمتم الظهرَ وسلبتم الحقَّ وزنيتم وسكرتم، فهذا لن يجديَ نفعاً يوم لا مفرَّ من اللهِ إلّا إليه، وستعلمونُ لمن عقبى الدار، فما زرعتموه في الدنيا ستحصدونه في الآخرة، فالجزاءُ من جنس العمل وكما تُدين تُدان..

مقالات ذات صلة