في ظِلال الشهداء

مرتضى الجرموزي

 

ونحنُ على أعتاب الذكرى السنوية للشهيد، إذ نعيشُ الأمنَ والأمانَ والسعادةَ والانتصارَ في ظلال الشهداء الأخيار الذين وهبوا لله حياتهم ومماتهم في سبيله، إعلاءً لكلمته ونصرةً لدينه ودفاعاً عمّن ظُلموا واستُضعفوا من أبناء الشعب اليمني الذي يعيش حربَ وحصارَ الطغيان السعوديّ الأمريكي وعلى مدى ما يُقارب خمسة أعوام من الحرب والعدوان، الذي يقابله شعبُنا ومجاهدوه من الجيش واللجان الشعبيّة ببسالة وصمود يماني وإيمانيّ قهر الأعداءَ وأرعبَهم، وهم من يمتلكون السلاحَ بالكم الهائل والمهول وبمتخلف أصنافه وتشكيلاته العسكريّة والتخصصية.

ومع حلولِ الذكرى الخالدة يجبُ علينا كيمنيين إن كنّا صادقين وأوفياء مع رجالاتنا المؤمنين من صدقوا بما عاهدوا الله عليه، فمنهم رجالٌ هم محور حديثنا؛ لهذا اليوم رجالٌ قضوا نحبَهم إلى ملكوت السموات والأرض، لهم علينا حقٌّ نقفُ وقفتهم نستلهم منهم الدروسَ والعِبَرَ والآيات؛ لنحييّ ذكراهم لنجدّدَ لهم الولاءَ والعهدَ والطاعةَ والسيرَ على الخط الذين ساروا عليه، مجاهدين مقاومين وأنصاراً لله وعباده المستضعفين.

فبدماء شهدائنا نستنشق الهوى ونعيش الأمنَ برغد العيش، ففي ظلالهم وبكرة دمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة ونفسياتهم التي تشبّعت بثقافة الإيمان والجهاد والتضحية والاستشهاد في سبيل الحريّة والسيادة والاستقلال، فشهداؤنا كانوا وما زالوا وسيكونون دوماً مع تعاقبِ السنين والأيّام، وقوداً تحرق من اعتدى على شعوبٍ مسلمةٍ تصرخُ بملء فيها بالعداء لمن أمرنا اللهُ بعدائهم، وهم اليهودُ والنصارى والمنافقون.

فبدماء الشهداء وتضحياتهم الجسام نعيش واقعاً طالما حلمنا به من قبل، نعيشُ واقعَ الحياة المعاصرة والتطورات الحديثة في شتّى مجالات الحياة بما فيها المجال العسكريّ بتصنيفات مختلفة، منها الجوية المسيّرة الباليستية كماً وعدداً وبتقنيات عالية دقة وإصابة للأهداف المعادية ـ

وفي ظِلالهم شهدت اليمنُ صحوةً شعبيّةً اجتاحت أنظمةَ العمالة والخيانة وخسفت بأشرار الإنسانية ورمت بهم قاعَ الحضيض ليرتموا بأحضان دول الخليج نزلاء بفنادق وحوانيت بلا عزة بلا كرامة بلا شرف ولا رجولة، تافهون وسُذّج ليس لهم دين سوى النفاق والانبطاح وليس لهم وطن غير خنوعهم لأقدام من ينتعلهم الأمريكان في دويلات الخليج وزعامات تحتسي الكحولَ والمخدرات وترتشف بولَ البعير علاجاً لإدمانها.

شهداؤنا عناوينُ الصمود والثبات، بعزهم وإبائهم وعنفوانهم وحقِّهم، نردُّ العدوانَ ونقهر الطغيانَ، وتضحيات شهدائنا تسطّرها الحروفُ كملاحم بطولية عسكريّة قادها رجالنُا أبطالنا ومجاهدونا، وكان لشهدائنا بصماتٌ تُسجّل بحروف من نور يماني، تجلّت صوره مع عظيم ما قدّمه الشهداءُ من البذل العطاء حتى استحقوا رضوانَ الله ومنحهم الدرجات العلى، في جناتٍ عرضها السموات والأرض أُعدّت للذين آمنوا، اتقوا، جاهدوا، صابروا، وطابت بنورهم السمواتُ والأرضُ.

ولو لم يقدّم الشهداءُ الدّمَ ذوداً عن اليمن الدين والعقيدة والإنسان، لما نعمنا يوماً واحداً بالحياة الكريمة في أمنٍ وأمان، لكنّا في خبرٍ تاه رجالُه في دهاليز الخسّة والابتعاد عن تكليف النفس حتى نفض الغبار من على كاهلها، لكنه وبفضل الله ثم بفضل من تعب سهر عانى واجه الصعاب والتحديات، نحنُ اليومَ في وضعٍ يُحسد، وفي مكانة عالية بين الأمم ونحن نواجه تحالفَ الشر والإرهاب السعوديّ الأمريكي.

فسلامُ الله على شهدائنا الأفاضل ما دامت السمواتُ والأرضُ قائمةً تفتخر بوجود كوكبة من المجاهدين الأخيار العظماء في جغرافيا اليمن، واقفين بحزم وثبات ضد المعتدين والمستكبرين أراذل الإنسانية.

مقالات ذات صلة