وإن كان مكرُهم لِتزولَ منه الجبال

عبدالله هاشم السياني

 

نحنُ في صنعاء نطلُبُ دوماً السلام ونوافقُ عليه؛ لأَنَّنا أصحابُ حَـقٍّ؛ ولذَلك قَبِلْنا بالدخول في هُدنةٍ؛ لكي نصلَ إلى سلامٍ شاملٍ رغم علمنا بمقدار المكر الكبير الذي تمارسُه السعوديّةُ عند دعوتها للهدنة ومن وراءها أمريكا.

ولنفس السبب ترَون قائدَ مسيرة أنصار الله يقابلُ المبعوثَ البريطاني -عفواً المبعوث الأممي- كُـلَّما حضر إلى صنعاء، لا لكي يسمعَ منه جديداً، بل ليسمعه ويؤكّـدُ عليه رغبةَ اليمن واليمنيين في السلام ويطرحُ عليه القضايا الإنسانيةَ الملحة، مثل قضية المرأة التي خطفها حزبُ الإصلاح الإخواني من الجوف، لعلَّ وعسى أن يتحَرّكَ المبعوث ولو في إطار هذه القضية الفردية التي تمُسُّ إنسانة ومواطنة يمنية لها نفسُ الحَـقّ الذي للشعب اليمني كله.

ولكي يؤكّـدَ عليه أَيْـضاً قضيةَ الأسرى ويذكِّرَه بما كرّره على مسامعه عشراتِ المرات في قضية فتح مطار صنعاء الذي بسَببِ إغلاقه ظُلماً وعدواناً مات عشراتُ الآلاف من المرضى خلال سنوات إغلاقه، رغم علمِ قائد الثورة والقيادة السياسيّة بأن الأمم المتحدة طوال تاريخها تُمثِّلُ الغطاءَ الشرعي والرسمي للحروب في العالم التي يقومُ بها الكبارُ؛ حتى توظفَها أَو لكي لا تخرُجَ عن سيطرتها وبأن تحالف العدوان لن يصدُقَ يوماً في عهوده قبل أن يوقفَ ذَلك العدوانَ ويرفعَ الحصارَ، وهذا لا يكونُ إلا تحت وطأة قوةِ الحَـقِّ التي تجبِرُه على الخضوع للحل وقبوله للسلام.

كما أنه لم ولن يتركَ أَو يتخلى عن الكيد والمكر والخداع والكذب في تعامله مع الشعب اليمني الصامد، لكن يقولُ اللهُ تعالى: (فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ، إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ).

مقالات ذات صلة