الهوية الايمانية بين عظمة اليمنيين ومخططات الأعداء

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الشعب اليمني صمد خلال خمس سنوات من العدوان في معركة هي الأكبر على وجه الأرض، بقوة الإيمان بالله والاعتماد عليه والثقة بوعده بالنصر.. مراهناً على أن الشعب اليمني سيواجه التحديات بقوة الإيمان وبكل ثبات.

وخلص السيد عبد الملك في كلمة لهُ، الشهر الجاري، بعنوان “الإيمان يمان” أثناء لقاء بالجامع الكبير الى أن اسباب فشل العدوان في احتلال اليمن رغم امتلاكه للمال والامكانيات، كان بسبب ان الشعب اليمني يمتلك رصيدا أخلاقيا ومعنويا وإيمانا قويا بالله.

وقال: ” اعتمدنا والتجئنا إليه ووثقنا بوعده بالنصر، لذلك كانت مواقفنا قوية بقوة الإيمان وصمود شبابنا ورجالنا في الجبهات”.

وفي أكثرَ من خطاب، يلفت قائدُ الثورة إلى لجوء العدوانَ الأمريكي السعوديّ الى استهداف الهُـوِيَّة الإيْمَـانية، باعتبار الهُـوِيَّةَ على صلة وعلاقة وثيقة جِــدًّا بالصراع والعدوان على اليمن، وأن جوهر المعركة على واقع الشعب اليمني وعلى مستوى الأُمَّــة هي معركة سيطرة والسيطرة تستدعي في المقام الأول كما يشير السيد القائد، سحق الهُـوِيَّة الإيْمَـانية لليمن..

وتأتي تأكيدات قائد الثورة حول اهمية الهوية الايمانية وخطورة استهدافها من الخارج، منسجمة مع توصيات سابقة للشهيد القائد السيّد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- الذي شدد في اكثر من مناسبة الى شمولية الصراع وتطوّر آليات الاستهداف الفكري وَالثقافي.

ومما قاله الشهيدُ القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في محاضرة (الهُـوِيَّة الإيْمَانية) التي القاها بمحافظة صعدة بتاريخ 31/1/2002م أن علينا النظر الى الدين كدين للأمة وبأن الإسلام جاء مترابطا وشاملا لكل مجالات الحياة ، وأن ننظر إلى التشريعات التي شرعها الله سبحانه وتعالى، وهدانا إليها، كمنظومة واحدة، وستجدها حينئذ كلها يخدم بعضها بعضا، ويهيئ بعضها للوصول بك إلى البعض الآخر الذي تراه في قائمة المستحيلات.. محذرا من النظر بنظرة تجزيئية للتشريعات الإلهية وللهدي الإلهي.

ويتحدّث السيّدُ الشهيدُ القائدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في ملزمة الهُـوِيَّة الإيْمَانية عن مصادق الإيْمَان، مُشيراً إلى أن “كلها حركة، حركة نشطة، كلها عمل، استقامة وثبات، إخلاص، ثقة بالله وانقطاع إليه.

ووفقاً لأعلام الهدى وتركيزهم على هذا الجانب المهم من حياة الناس، تتجلى أهمية الهوية الإيمانية خاصة لدى اليمنيين باعتبارها شرف كبير تقلده الشعب اليمني بين سائر الشعوب والأمم لا سيما بعد أن قال الرسول الاعظم صلوات الله عليه وعلى اله الطاهرين: “الايمان يمان ” ما يوحي أن الشعب اليمني يعد منبع يتدفق منه الإيمان كما ان بيئة ينبت وينمو فيها الإيمان.

ولقد اثبتت التجارب السابقة والحالية عظمة هوية (الإيمان يمان) كونها مكنت الشعب اليمني من نصرة الرسول الاعظم في الماضي وكذا الصمود لخمسة أعوام في وجه العدوان الحالي مع الفارق المهول في الإمكانيات أمام أكبر معركة على وجه الأرض اجتمعت فيها كل قوى الطاغوت واستخدمت ضدنا أفتك الأسلحة والحرب الاقتصادية.

ومن روائع ما ذكره الشاعر معاذ الجنيد حول عظمة الهوية اليمنية أن قال:

رسالةُ الله روحٌ في يديكَ.. وقد

وجدتَ شعبي لها دون الورى بَدَنا

فقُمتَ تقذِفُها فينا وقلتَ: ألا

إنّ اليمانيّ بالإيمانِ قد قُرِنا

وقال ربُّك: إن تكفُر قريشُ بها

فالحالُ معناه: (وكّلنا بها اليمنا)

حيثُ أؤتمِنّا على نصرِ الرسولِ كما

قد كان جبريلُهُ بالوحي مؤتمنا

أهمية الهوية الايمانية
وتتمثل أهمية الهوية الايمانية في كونها ترتقي بالإنسان ليحقق إنسانيته الكاملة وبدونه ينحط في روحيته وأخلاقه وسلوكه ويتحول إلى حيوان كسائر الحيوانات بل أسوأ {أولئك كالأنعام بل هم أضل}

ويؤكد اعلام الهدى أن الانتماء للهوية الإيمانية هو انتماء يترتب عليه مسؤولية في مواقفنا وأعمالنا، والمعيار المهم في الانتماء هو الطاعة والالتزام العملي وليس الانتماء المتأثر بالمزاج الشخصي الذي يلتزم فيه الإنسان ببعض أشياء وأشياء لا يلتزم بها.

لذا جاءت أهمية الحرص على الحفاظ على هويتنا الإيمانية التي تربطنا بالله مقارنة ببقية الأمم الأخرى التي حرصت على الحفاظ على هويتها وتوريثها للأجيال من بعدها رغم تضمنها معتقدات لا صلة لها بالله وتوجيهات من بشر أو فلاسفة، لأهمية ذلك في الحفاظ على تماسكها ككيان.

وفي واقعنا الحالي تبرز أهمية الهوية الإيمانية في عصر (العولمة) لتحصين الشباب والشابات والمجتمع بالمنعة الثقافية والتربية الإيمانية التي تحميهم من التأثر بثقافات وأفكار الغرب أو المتأثرين بالغرب؛ وكيف أن الفراغ الثقافي وحده يجعل الإنسان عرضة للتأثر بسرعة فما بالنا حينما يكون هناك استهداف ممنهج من الأعداء لضرب هويتنا عبر الإعلام والتواصل الاجتماعي والمناهج وغيرها من وسائل التأثير من اجل تفريغ المجتمع اليمني من الوعي والمفاهيم والمبادئ والقيم والأخلاق بما يفقِدُه السياجَ الذي يحفظ الشخصية ويحافظ على الإنْسَان ويحفظُ مؤهلاته الإنْسَانية وقدراته الإنْسَانية ودوره في الحياة والمواهب التي توفر إمكانية نهوضه بالمسؤولية وبفقدان هذا السياج يتحول الإنْسَان إلى مجرد دمية بكل ما تعنيه الكلمة وأشبه بالإنْسَان الآلي، بحسب السيد القائد..

ضرب هويتنا الإيمانية
وضمن مسار تتبعنا لمظاهر استهداف الهُـوِيَّة الايمانية، يرى الكثير من المهتمين والباحثين أن العدو الأمريكي الاسرائيلي سارع للتأثير على واقع الهوية من خلال نشر المذهب الوهّابي الذي عمل على كسر النسيج الاجتماعي الاسلامي القائم على اساس التعايش بين المذاهب .

كما سعى الأعداء للتأثير بأساليب مطبوعة وبعناوين حضارية على الهوية عبر المياعة والفساد والمنكرات والرذائل والانفلات من الضوابط والقيم

وقد حملت الآيات القرآنية دلائل عدة أن لأعدائنا عمل منظم مرتب بخطط وميزانيات وأساليب وبرامج لمسخ هويتنا حيث يؤكد المولى عز وجل: {ويسعون في الأرض فساداً} {ويريدون أن تضلوا السبيل} {ودوا لو تكفرون كما كفروا} {إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين}

ويسعى الاعداء من خلال استهدافهم لهويتنا للسيطرة التامة علينا؛ لأنهم إن لم يسيطروا على فكرنا وروحنا وثقافتنا ومواقفنا وإرادتنا ووعينا فلن يستطيعوا السيطرة على أرضنا وثروتنا ومصادرة استقلالنا .

وما مؤامرة التقسيم والتجزئة التي خرج به الاعداء تحت عناوين الأقلمة والحديث عن هُـوِيَّة مذهبية او هُـوِيَّة جنوبية الا دليل على سعي الأعداء للتأثير علينا ليس فقط في أفكارنا وسلوكياتنا ومواقفنا واهتماماتنا بل وحتى الى ما يمس السيادة والقيم وتاريخ حضارتنا عبر تهديم القبور والمقامات والقباب والمساجد والمدن القديمة، تماماً كما حصل في مقامات الأولياء في ساحل تهامة وفي صعدة وصنعاء القديمة.

ومن هنا تبرز خطورة فقدان الأمة لثقافتها وقيمها كونه يتيح للأعداء والغرب تصدير أوبئتهم إليها تحت عنوان “الحضارة“،

مقالات ذات صلة