حتى لا ننسى

احمد الحبيشي

 

قبل أن ترد ايران على جريمة قتل الشهيد قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني ، والشهيد أبومهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي ، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف 52 موقعا ثقافيا في إيران ، الأمر الذي أثار موجة عالمية من الاستنكار داخل وخارج أمريكا ، باعتبار ان المواقع الثقافية تُعتبر مُلكا للإنسانية جمعاء وليست حصريةً على البلد الذي توجد فيه.

صحيح ان الجيش الأمريكي لم يهاجم إيران بعد هجومها على قاعدة عين العرب الأمريكية في الأنبار ، كما أنه لم يقصف المواقع الثقافية الإيرانية التي هدد بتدميرها ، لكن الأمريكيين الذين يشاركون في تقديم دعم لوجيستي واستخباراتي لجيوش العدوان على اليمن اعترفوا بأنهم كانوا يحددون الأهداف التي قصفتها الطائرات السعودية الإماراتية على اليمن ، وبضمنها الآثار الحضارية التاريخية .

والثابت ان دول العدوان التي تشكلت في القرن العشرين ، تشعر بعقدة النقص في تاريخها الطارئ حديثا ، فيما تُكنُّ حقدا كبيرا على الشعب اليمني الذي يمتلك تاريخا حضاريا عريقاً تُعبّر عنه الآثار التاريخية والمواقع الثقافية القديمة التي تشهد على عظمة ذلك التاريخ الممتد عبر عصور وحقب تاريخية طويلة .

تحظر اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية لعام 1954م، في حالة النزاع المسلح واتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولان الإضافيان لعام1977م الملحقان باتفاقيات جنيف الأربع ، ارتكــــاب أي مــن الأعمـــال العدائيــة الموجهــة ضد الممتلكات الثقافية ، كالآثار التاريخيــــة أو الأعمــال الفنيــة أو أمـــاكن العبادة التي تندرج ضمن التـــراث الثقافــي والروحي للشعوب، أو وضع هذه الممتلكات الثقافية موضوعا لهجمات الردع، وتوجب تلك الاتفاقيات أن تتمتع الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة بالحماية اللازمة، وتُلزم الدول بوقاية هذه الممتلكات من أي أضرار أثناء النزاع المسلح، والالتزام بمنع الاعتداء على الممتلكات الثقافية، والامتناع عن أي عمل عدائي أو تخريبي موجه ضدها .

على النقيض من ذلك ، قام العدوان السعودي الإماراتي بانتهاك هذه الاتفاقيات الدولية، وأقدم على ارتكاب جرائم حرب، حيث لم يميّز العدوان السعودي بين الأهداف العسكرية والممتلكات الثقافية، بل تعمّد تدمير تلك الممتلكات التي لم تستخدم لأغراض عسكرية من الجانب اليمني، وما يدل على عدم استخدامها لأغراض عسكرية، أن الهجمات الصاروخية والمدفعية السعودية لم تُسفر عن أي ضحايا في تلك المواقع ، باستثناء قصف مدينتي صنعاء وزبيد التاريخيتين حيث سقط مدنيون قتلى وجرحى من سكان هذه المدينة التاريخية.

شواهد على الجرائم

لقد تعمد العدوان السعودي الإماراتي استهداف الممتلكات الثقافية اليمنية، مما عرّضها للتدمير الكلّي أو التلف الجزئي، وفي مقدمتها المواقع الأثرية والمواقع والمدن التاريخية والمتاحف ودور المخطوطات والكتب والمباني المعمارية أو الدينية ذات القيمة الآثارية والتاريخية والفنية، والتي لم تُستخدم في يوم من الأيام لأغراض عسكرية، ولكن تحالف العدوان على اليمن جعلها أهدافاً عسكرية، لدرجة أن المعتدين تعمّدوا استهداف مدن تاريخية مثل صنعاء التاريخية ومدينة زبيد المصنفتين دوليا كتراث إنساني يجب الحفاظ عليه تحت أي ظرف من الظروف.

الثابت إن التدمير والإتلاف المتعمد من قبل تحاف العدوان السعودي الإماراتي للآثار والمواقع التاريخية وسائر الممتلكات الثقافية اليمنية الأخرى، لا يمكن تبريره، ولا يمكن فهمه ، سوى أنه عمل مقصود للقضاء على هوية الشعب اليمني وتاريخه وثقافته .

لقد كانت الممتلكات الثقافية في العاصمة، صنعاء و17 محافظة يمنية أخرى على الأقل، هدفا للطائرات والبوارج الحربية، الأمر الذي أحدث تدميرا وخرابا لتلك الممتلكات.

وفي التقرير التالي سنسوق بعض الشواهد، وفي نهايته سنورد بإيجاز شهادات كل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ، حول التدمير والتخريب الذي تعرضت له الممتلكات الثقافية في اليمن .

محافظة مارب

في محافظة مارب، التي تضم عددا كبيرا من المعالم الثقافية الهامة مثل مواقع صرواح وبراقش وعرش بلقيس أو معبد برَّان وهو معبد سبئي كُرّس لإله القمر “إلمقه”، ومعبد ومقبرة أوام ووادي غفينه والسد القديم وقلعة حريب، وحصن جعبر، وحصن الأمير، السور التاريخي للمدينة.. استهدفت الطائرات في 11 ابريل 2015م موقع صرواح الأثري، ومدينة براقش التاريخية، ومعبد الأوعال بمديرية صرواح الذي يعود تاريخه الى عهد الدولة السبئية .

وفي 6 مايو 2015م استهدفت الطائرات موقع عرش بلقيس التاريخي – (ويُسمّى أيضا معبد برّان) وهو الأشهر بين آثار اليمن ، بعدد من الغارات تسببت في إلحاق ضرر جسيم بهذا المعلم التاريخي .

وفي 22 مايو 2015م شن الطيران السعودي عددا من الغارات الجوية على سد مارب التاريخي ، تسببت في إلحاق دمار هائل بالسد القديم بسد مارب ، وكرر العدوان غاراته أكثر من مرة ،إثر غارة شنها في (ليلة 31 مايو) على هذا المعلم التاريخي الذي يُعتبر عنوان الحضارة اليمنية القديمة.. كما دمّر القصف قلعة حريب، وحصن جعبر، وحصن الأمير، وموقع صرواح الأثري .

محافظة صعدة

وفي محافظة صعدة ، قصف طيران العدوان في 15 ابريل2015م مدينة صعدة القديمة ودمر سورها الأثري، وعددا من المباني التاريخية، التي يعود تاريخ بنائها الى القرن الثالث الهجري كما استهدف حصن القشلة التاريخي.

وفي 10 مايو 2015م دمّرت الغارات الجوية جامع الإمام الهادي بالمدينة الذي شُيّد قبل نحو 1200 عام، ويضم الجامع مقام مؤسس الدولة الزيدية في اليمن، وهو ثالث جامع بُني في اليمن، حيث يعود تاريخ بنائه إلى العام 290 هجرية، ومنذ ذلك الوقت وإلى ما قبل تدميره ظل هذا الجامع مقصداً لطلاب العلم ويعده الآثاريون والمؤرخون ــ على مدى أكثر من عشرة قرون ــ جامعة علمية ومنار إشعاعٍ فكرياً ودينياً وثقافياً، وهذا الجامع آية من آيات العمارة المبهرة وجمال العمارة الإسلامية في اليمن .

ترتفع إحدى منارات الجامع 50 متراّ، وله قبتان بنيت إحداهما وهي القبة الخضراء على شكل نصف دائرة كما يقف المسجد على خمسين عموداً ، وتم تقسيمه بحسب بعض المرويات التاريخية إلى محرابين ‏يفصل بينهما فناء مكشوف، خصص أحدهما للأئمة والآخر للعامة .

المؤرخون عدّوا الجامع على مدى أكثر من عشرة قرون خلت جامعة علمية ومنار إشعاع فكرياً ودينياً وثقافياً.. وقد حولته غارات الطيران السعودي إلى ركام وغبار متناثر.. كما دمرت الطائرات دار ومكتبة بدر الدين الحوثي التي تعد أكبر مكتبة شخصية في الجزيرة العربية، إضافة إلى تدمير مساجد تاريخية في مديرية ساقين، وضريح الشهيد حسين بدر الدين الحوثي في مران .

ريف صنعاء

وفي محافظة صنعاء ، قصفت الطائرات مسجد وضريح الإمام المحدث عبدالرزاق بن همام الصنعاني ، الذي يقع في قرية دار الحيد بمحافظة صنعاء، في 10 ابريل 2015م.. وأتى القصف على هذا المعلم التاريخي كليا، حيث يعد مسجد الإمام الصنعاني معلما أثرياً يعود تاريخه إلى عام 211 للهجرة.. والمعروف أن الإمام الصنعاني كان استاذا للإمام أحمد بن حنبل مؤسس المذهب الحنبلي .

محافظة عدن

وفي محافظة عدن ، استهدف طيران تحالف العدوان قلعة صيرة التاريخية، بمحافظة عدن، بعدة غارات جوية مساء يوم 21 يونيو2015م ، دمرت معظم أجزاء القلعة وادت إلى تساقط أجزاء من اسوارها إلى بحر خليج عدن.. وتُعتبر قلعة صيرة التاريخية من أبرز معالم عدن، وأهم القلاع والحصون في اليمن وأقدمها، حيث بنيت عام 1173م من قبل الحاكم التركي على عدن الأمير عثمان الزانغابيلي التكريتي.. كما طال القصف الجوي متحف عدن التاريخي المكون من إحدى عشرة قاعة تحوي بداخلها أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من العصور الحجرية وعصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية القديمة والعصر الإسلامي وعصر الاحتلال البريطاني ثم فترة حكم الأئمة والحركات الوطنية المعارضة لحكمهم .

محافظة تعز

وفي محافظة تعز ، قصفت الطائرات في أيام متفرقة من شهور ابريل ــ مايو، يونيو 2015م، واحدة من أهم القلاع التاريخية في اليمن، وهي قلعة القاهرة المُطلة على مدينة تعز، وقد أدى القصف المتكرر إلى تدمير كافة مكونات القلعة باستثناء السور المحيط بها .

شيد الغساسنة هذه القلعة قبل الإسلام، وفي القرن الخامس اتخذها الأمير عبدالله بن محمد الصليحي حصناً له، وقد استولى عليها (توران شاه) سنة (569هـ / 1173م) بعد أن قضى على قوات (عبد النبي الرعيني)، وصارت في عهد الدولة الرسولية حامية لمقر الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول، ثم آلت بعد ذلك إلى الطاهريين في سنة (924هـ / 1518م)، وظلت موقعاً عسكرياً إلى ما قبل ثورة1962م .

محافظة الحديدة

وفي محافظة الحديدة قصفت طائرات العدوان السعودي الإماراتي مدينة “زبيد” التي تعتبر أول مدينة إسلامية في اليمن، والمصنّفة في قائمة منظمة اليونسكو ضمن التراث الإنساني منذ عام 1993م، حيث أدت الغارات الصاروخية في 24 ابريل 2015م إلى تدمير عدد من المعالم الأثرية والتاريخية في المدينة القديمة، والتي ظلت عاصمة ومركز حكم للدويلات المتعاقبة مثل الدولة النجاحية والدولة المهدية والدولة الزيادية، ثم عاصمة شتوية ومركز علم وثقافة في عهد الدول الأيوبية والرسولية والطاهرية والمماليك، ثم أصبحت بعد ذلك مركزاً إدارياً وثقافياً منذ قدوم الأتراك حتى اليوم .

ونظرا لمكانة مدينة زبيد التاريخية العالمية فقد أصدرت منظمة اليونسكو عام 1993م قراراً باعتبار المدينة معلما حضاريا تاريخيا ضمن معالم التراث الإنساني العالمي .

وفى مارس من العام 1998م صُنفت ( زبيد) ضمن المدن التاريخية العالمية.. ويحيط بالمدينة القديمة سور من الياجور شُيد في القرن الثالث الهجري في عهد الأمير سلامة، وللمدينة خمسة أبواب هي باب سهام في الشمال، وباب الشبارق في الشرق وباب القرتب في الجنوب، وباب النخيل في الغرب، وباب النصر في الجنوب الشرقي حيث القلعة المعروفة بدار الناصري الكبير والتي أنشأت في عهد الملك الناصر الرسولي على أنقاض قصور الزياديين والرسوليين في عام 828هـ .

كانت مدينة زبيد التاريخية رمزا تاريخيا وتراثيا ، ومنارة علمية يشعُّ نورها في جميع أنحاء العالم، منذ تاريخ بنائها في القرن الأول الهجري، لم تتعرض طيلة تلك الفترة لدمار كالذي حصل لها في هذه الحرب العدوانية .

وفي 26 مايو 2015م تعرضت قلعة باجل التاريخية – بمحافظة الحديدة أيضا- لثمان غارات جوية سعودية إماراتية أدت إلى تسوية مباني القلعة بالأرض.. وتُعتبر قلعة باجل من أهم القلاع التاريخية في اليمن وتُطل على مدينة باجل وضمن سلسلة الآثار اليمنية القديمة حيث شُيِّدت في عصر دولة الزياديين في القرن الثالث الهجري.

صنعاء العاصمة

وفي أمانة العاصمة ، تعرّضت خلال الأشهر ابريل ومايو ويونيو، مواقع أثرية وتاريخية لقصف جوي سعودي إماراتي ، ألحق بها أضراراً كبيرة… ففي 26 ابريل 2015م شن طيران تحالف العدوان غارة على الحصن التاريخي في منطقة فج عطان، وفي 12 مايو 2015م أغارت الطائرات السعودية على قصر “غمدان” وهو قصر أثري يقع في مدينة صنعاء القديمة، يعود تاريخ بنائه إلى عام 220 للميلاد، حيث بناه الملك السبئي “شعرم اوتر” ملك سبأ وذي ريدان، ويعتبر القصر من عجائب الهندسة المعمارية ومن أقدم القصور الضخمة في العالم كما أدت الغارات الجوية إلى تدمير المتحف الوطني وجزء من صنعاء القديمة وعدد من المساجد والمباني التاريخية في أمانة العاصمة ، وهذا ما دعا منظمة اليونسكو لرفع صوتها، كما ذكرنا سابقاً .

في 5 يونيو 2015م قصفت الطائرات المعادية قرية القابل بوادي ظهر، حيث يقع “دار الحجر” المشهور، وتسبب القصف في إلحاق اضرار كبيرة بأحد المصارف التابعة لهذا المعلم التاريخي .

بُني “دار الحجر” في القرن الثامن عشر الميلادي، ويُعد من أهم المعالم الأثرية والتاريخية في الجزيرة العربية، وهو مُدرجٌ ضمن التراث الإنساني ، كما يعد قِبلةً للزوار المحليين والسياح الأجانب.. وفي 9 يونيو 2015م تعرض مُجمّع “العرضي” التاريخي لأضرار هائلة جراء القصف، وللعلم أن مجمع العرضي (أو الأورطي بالتركية) شيده الاتراك العثمانيون في القرن الثامن الهجري .

محافظة ذمار

وفي محافظة ذمار ، دمرت الطائرات السعودية في 24 مايو 2015م المتحف الإقليمي للآثار بمنطقة هران شمال مدينة ذمار، تدميرا كاملا وأتلفت جميع مقتنيات المتحف من المحتويات الآثارية والتاريخية، سواء التي في صالات العرض أو المخازن، وعددها الدقيق 12500 قطعة .

تم تشييد هذا المتحف سنة 2002م وهو المتحف الرئيسي في المحافظة ويتكون من دورين وخمس قاعات كبيرة لعرض الآثار والمخطوطات والموروث الشعبي، وغرف مخصصة لتخزين القطع الأثرية ومعامل لترميم وصيانة وحفظ الآثار.. كما عاودت الطائرات غاراتها في وقت لاحق مستهدفة مبنى يضم متحف ومكتبة الشاعر العظيم عبدالله البردوني، حيث دُمِّر بالكامل .

محافظة الجوف

وفي محافظة الجوف ، شن الطيران السعودي الإماراتي غارة في 11 ابريل 2015م على مدينة معين الآثارية، وفي 19 من الشهر نفسه عاود الطيران السعودي قصفه لمواقع أثرية أخرى .

وفي محافظة الضالع ، أغارت الطائرات السعودية الإماراتية في 24 ابريل 2015م على دار الحسن الأثري التاريخي بمديرية دمت -محافظة الضالع، وأتت الغارات على الدار بالكامل، ويُطلق الدار على مبنى تاريخي، يُستخدم جزء منه مدرسة للتعليم الديني.

محافظة حجة

وفي محافظة حجة أصابت صواريخ طيران تحالف العدوان وقذائف المدفعية السعودية جامع الإمام يحيى بن حمزة الذي يعود تاريخه إلى بداية القرن السادس الهجري، وقلعة كحلان عبس بمديرية عبس، وقلعة نيسان بالمغربة، وحصن الشرف بالمحابشة، وجامع هجرة الظهرين، والحمامات الساخنة، ومدينة حرض القديمة .

أبين ولحج

وفي محافظتي أبين ولحج، استهدف الطيران المعادي موقعين آثريين، بدأ التنقيب فيهما عام 2005م، وعثر الخبراء فيهما على كنوز أثرية ثمينة .. وهذان الموقعان هما: موقع الحصمة الآثاري في منطقة شُقرة بمحافظة أبين، وهو موقع يحتوي على كنوز تاريخية بدأ التنقيب عنها في عام 2005م.، وموقع الرعراع الأثري في مديرية تبن بمحافظة لحج ، وهو موقع كان التنقيب فيه جاريا قبل العدوان.

وفي محافظة عمران، تضررت مدينة ثلا التاريخية جراء قصف متعمد من قبل طيران تحالف العدوان، كما استهدف القصف مساجد تاريخية منها: العويدين، العقود، تقي، بوبان.

أما في محافظة البيضاء، فقد قصف طيران تحالف العدوان قلعة العامرية التاريخية التي بُنيت في القرن الثامن الهجري.. وكانت الممتلكات الثقافية في محافظة المحويت، هي الأقل تضررا، حيث لم يدمر سوى حصن المخير.

شهادات دولية

نص بيان منظمة اليونسكو في 23 مايو 2015م ، حول صنعاء القديمة على ما يلي:

” فيما تتواصل التقارير المثيرة للقلق بشأن تعرض موقع التراث العالمي في مدينة صنعاء القديمة للقصف بالقنابل، تدعو المديرة العامة لليونسكو كافة الأطراف إلى حماية التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن.

خلال الأيام القليلة الماضية، تلقت اليونسكو تقارير عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بمواقع التراث الثقافي البارزة في اليمن، فوفقاً للعديد من التقارير الواردة من وسائل الإعلام والمصادر الرسمية، فإن المدينة القديمة في صنعاء، عاصمة اليمن، تعرّضت لقصف بشكل كبير أثناء ليلة 11 مايو 2015م، ما أسفر عن وقوع خسائر جسيمة في عديد من الأبنية التاريخية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن مدينة صعدة القديمة، المدرجة في قائمة اليمن المؤقتة للتراث العالمي، وكذلك الموقع الأثري لمدينة براقش المحصنة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، لحقت بهما أضرار جسيمة.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا :”إنني أدين ممارسات التدمير هذه، وأدعو كافة الأطراف إلى إبعاد التراث الثقافي عن دائرة النزاع، وإنني قلقة أشد القلق بسبب الأخبار الخاصة بالضربات الجوية على مناطق كثيفة السكان، مثل مدينتي صنعاء وصعدة، فبالإضافة إلى المعاناة الإنسانية القاسية التي تسفر عنها هذه الهجمات، فإنها تدمر التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن، الذي يضم في طياته هوية وتاريخ وذاكرة الشعب اليمني، فضلاً عن أنه يشهد على إنجازات الحضارة الإسلامية”.

وأضافت المديرة العامة لليونسكو : “إنني أدعو كافة الأطراف إلى الامتناع عن القيام بأي عمل عسكري من شأنه استخدام أو استهداف مواقع التراث الثقافي والآثار، وذلك احتراماً لالتزاماتهم بموجب المعاهدات الدولية، ولاسيما اتفاقية لاهاي بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح وبروتوكوليها (1954م) واتفاقية اليونسكو بشأن التراث العالمي (1972م)”، وحثت على حماية مواقع التراث العالمي في اليمن من الأضرار الجانبية أو الاستهداف المتعمد.

وجدير بالذكر أن مدينة صنعاء القديمة أُدرجت في قائمة التراث العالمي في عام 1986م، وأصبحت هذه المدينة، التي تقع في واد جبلي يرتفع إلى 2200 متر، مأهولة بالسكان منذ أكثر من 2500 سنة، وتحولت المدينة في القرنين السابع والثامن إلى مركز هام لنشر الإسلام، فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في 113 مسجداً، و14 حماماً و6000 منزل بُنيت جميعها قبل القرن الحادي عشر، أما المساكن البرجية المتعددة الطبقات ومنازل الآجر القديمة فتزيد الموقع جمالاً.

تصريح مدير عام اليونسكو حول قصف مارب القديمة

أدانت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، الضربات الجوية على مدينة مارب القديمة في اليمن ، ودعت جميع أطراف النزاع إلى الامتناع عن استهداف التراث الثقافي الفريد للبلاد، وتلقت اليونسكو معلومات عن أضرار لحقت بسد مارب إثر غارة جوية ليلة 31 مايو .. ووفقاً للتقارير الواردة، يمكن أن تكون النقوش السبئية القديمة على جدران السد قد تأثرت كذلك بسبب القصف :

وقالت إيرينا بوكوفا: “إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الأنباء المؤلمة عن اليمن وعن الضرر والدمار اللذين لحقا بتراثه الثقافي الفريد” .

مقالات ذات صلة