تفاوض واحتلال

بقلم/ د. جمال محمد الشهاري

مع بدء المفاوضات في الكويت، سادت حالة من الركود والركون لدى الناس، مع آمال بأن تؤدي هذه المفاوضات إلى وقف العدوان ورفع الحصار، ولكن ومع دخول العدو الأمريكي إلى البلاد واحتلاله مواقع هامة يتضح أن العدوان الظالم افتتح فصلا آخرا من فصول عدوانه تتجلى سماته فيما يلي:

الاحتلال المباشر لجنوب اليمن وفرض واقع وبيئة جديدين تهيئ لتقسيم البلاد – الجنوب خصوصا- إلى أقاليم ومناطق مختلفة.

تمهيدا لذلك يتم استخدام ورقة الحرب ضد داعش والقاعدة كذريعة للتدخل الأمريكي.
طبعا لن يكون هناك قضاء للقاعدة وداعش، ولو كانوا صادقين لقضوا عليها من زمان في أفغانستان، والعراق، وسوريا وغيرها. وسيعلن الأمريكيون وحلفاؤهم أن الحرب على القاعدة وداعش في اليمن ستطول، تماما كما أعلنوا في غيرها من البلاد.

  • تطويل الصراع يعني: انتشار الفوضى وانعدام الأمن – يعني افتعال الحروب والصراع والدمار والاستنزاف- يعني انتشار القتل والاغتيال وانعدام الأمن والاستقرار- يعني المزيد من التسويغ للتدخل الأجنبي ووضع البلاد تحت الوصاية الأجنبية- يعني خلق البيئات المختلفة التي تهيئ لتقسيم البلاد ووضعها تحت براثن الاحتلال والوصاية- يعني الاستنزاف المستمر لمقدرات البلاد وخيراتها وثرواتها – يعني الرجوع إلى الوراء والتأخر المستمر والانحطاط سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، – يعني اشاعة الفتن الطائفية والمناطقية والمذهبية وثقافة الحقد والكراهية- يعني الكثير والكثير.
  • أمريكا تريد من خلال هذا الاحتلال تثبيت احتلالها للممرات المائية الهامة وطرق الملاحة البحرية على البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، كما تريد أن تسيطر على جزيرة سقطرى الهامة جغرافيا واستراتيجيا، وبذلك تحقق السيطرة التامة على طرق الملاحة البحرية، وعلى مضيق هرمز، وعلى الجزيرة العربية، وتشرف من هذه الجزيرة على إيران أيضا، وغير ذلك.
  • ستعمد السعودية على استمرار العدوان تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وكذلك الإمارات.
  • ستستمر السعودية في تمويل العملاء والخونة لإثارة الحروب وجعل الصراع دائما مستمرا حتى يتم إضعاف البلاد واستنزافها تماما.
  • سيسعى المعتدون بشكل ما أو بآخر إلى استمرار الحصار، وسيختلقون الذرائع المختلفة لذلك، وذريعة إيقاف ومراقبة تمويل الجماعات الإرهابي عبر الممرات البحرية جاهزة.
  • يسعى المعتدون من إطالة أمد الصراع إلى خلخلة الصفوف، وإضعاف الجبه الداخلية، وإيجاد بؤر للتنازع الداخلي، حتى تتسنى الفرصة المناسبة للانقضاض على البلاد واحتلالها وتمزيقها.

 

وعليه فإن المعتدين يراهنون على يأسكم ومللكم وركودكم، وانطفاء شعلة حماسكم، لذلك نهيب من الجميع رفع مستوى الجاهزية، والحماس، والروح المعنوية، والصبر والثبات، والتوكل على الله، فبصبر وثبات الجميع، وعزيمتهم وجهادهم في مختلف الميادين، وتوكلهم أولا وأخيرا على الله يتحقق النصر الذي بدت بشائره للعيان. على الجميع الاستمرار في جهادهم وصبرهم بنفس الروح العالية الثابتة سواء كانت هناك مفاوضات أم لم تكن.

وليتذكر الجميع أن لحظة ضعف أو ركون أو تهاون أو كسل تعني احتلال أرض وإذلال شعب.

مقالات ذات صلة