فحوى رسالة “توازن الردع الثالثة” إلى النظام السعودي

يحيى مقبل

 

إعلانُ الجيش اليمني عن تنفيذ عملية أسماها “توازن الردع الثالثة” استهدفت شركة أرامكو في مدينة ينبع السعودية بثلاثة صواريخ وباثنتي عشرة طائرة مسيّرة من نوع صمّاد٣ تأكيدٌ لمعادلة توازن الردع التي سبق أن رسّخها الجيشُ اليمني بضربة بقيق وخريص الشهيرة التي أوقفت نصفَ إنتاج المملكة من النفط.

عمليةُ ينبُع على ساحل الأحمر لم يُرَدْ لها أن تكونَ بالحجم نفسه الذي كان لسابقتها في المنطقة الشرقية بالقُرب من مياه الخليج؛ لأَنَّ صنعاء ربما لا زالت تراهِنُ على تعقُّل النظام السعودي؛ لذلك فإن صنعاء من خلال عملية ينبع تُريد أن توصلَ رسالةً للجانب السعودي مفادُها أن صبرَنا كاد ينفَدُ، وما لمسناه منكم طيلة الفترة الماضية لم يرتقِ لمستوى معادلة الردع التي أرستها ضربةُ الرابع عشر من سبتمبر وما قبلها وبعدها، وإعاقة تقدُّم قوات صنعاء في جبهات الداخل وإن كان بشكل خجول لم يعد مقبولاً البتة، وَأَيْـضاً ليس مقبولاً تخفيفُ الرياض لوتيرة ضرباتها الجوية مقابلَ تكثيف جهودها الاستخبارية الرامية لتقويض الأمن الداخلي المستتب وإشاعة الفوضى من خلال نشر شبكات واسعة من العملاء المحليين في كُـلّ الجغرافيا الواقعة تحت نفوذ صنعاء.

ولا يمكن لصنعاء القبول بأية تهدئة لا تشملُ التخفيفَ من وطأة الحصار، وعلى الرياض ألّا تراهنَ على جدوى الضغوط الدولية على طهران، فالاتّهامات التي تهدف لتأكيدِ تورط إيران في هكذا عمليات لن تجنِّبَ منشآتِكم الحيويةَ الدمارَ، وما عجزت عنه دفاعاتُ أمريكا فدفاعاتُ اليونان عنه أعجز.

تعقّلوا، لقد أفقد الركودُ الاقتصادي الناجمُ عن تفشِّي فيروس كورونا أرامكو كُـلَّ الأرباح التي حقّقتها بعد الاكتتاب، والأحرى ألّا تضاعفوا خسائرَ الشركة من خلال تعريضِها لضربات الصواريخ المجنَّحة والدرونز اليمنية.

مقالات ذات صلة