خبير استراتيجي: رسائل عمليات توازن الردع الثالثة.. لم تعد سماء وبر وبحر السعودية في مأمن

أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية يحيى السريع يوم الجمعة 21 فبراير تفاصيل العمليات العسكرية الجديدة للجيش واللجان الشعبية في عمق أراضي المملكة العربية السعودية ، وصرح في بيان أن عمليات توازن الردع الثالثة ، استهدفت شركة أرامكو وغيرها من الأهداف الحساسة في مدينة ينبع السعودية حيث ان الضربات حققت إصابات دقيقة للمواقع المستهدفة والحمد لله.

وجاء في بيان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية: انه تم تنفيذ هذه العمليات باستخدام 12 طائرة بدون طيار من طراز “صماد 3” وصاروخين سكود من طراز قدس وصاروخ باليستي بعيد المدى من طراز ذو الفقار ، وقد تم خلال هذه العملية استهداف شركة أرامكو الى جانب عدد من الأهداف الحساسة أخرى في منطقة ينبع ، بدقة متناهية.

وذكر البيان إن عملية توازن الردع الثالثة كانت رداً طبيعياً على جرائم المعتدين ، التي وقع آخرها في منطقة الجوف.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية في البيان: “نحن نعد النظام السعودي بضربات قاسية ومؤلمة في حال واصل عدوانه وحصاره على بلدنا”.

ومن جهة أخرى ازاح رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني مهدي المشاط ، يوم الأحد الستار عن أربعة منظومات جديدة للدفاع الجوي “ثاقب 1″ و”ثاقب 2″ و”ثاقب 3″ و”فاطر 2” والتي تم تصنيعها من قبل المتخصصين اليمنيين.

وحول أهم التطورات التي طرأت على الساحة اليمنية وخاصة حول عمليات توازن الردع الثالثة بالإضافة الى إزاحة الستار عن منظومات الدفاع الجوي الجديدة في الجيش واللجان الشعبية اليمنية ، تحدث في حوار خاص “رضا ميرابيان” الخبير الاستراتيجي في الشؤون الإقليمية ومنطقة الخليج الفارسي.

وفيما يتعلق بعمليات توازن الردع الثالثة قال ميرابيان: لقد أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى السريع يوم الجمعة 21 فبراير انه تم استهداف البنى التحتية النفطية لشركة أرامكو بالإضافة الى أهداف حساسة أخرى في ميناء ينبع على ساحل البحر الأحمر غرب المملكة العربية السعودية باستخدام 12 طائرة بدون طيار من طراز “صماد 3” وصاروخين سكود من طراز قدس وصاروخ باليستي بعيد المدى من طراز ذو الفقار ، حيث ان الضربات حققت إصابات دقيقة للمواقع المستهدفة ، وفي الواقع يتم ضخ النفط السعودي الى البحر الأحمر من شرق البلاد ، وكانت أنصار الله قد استهدفت هذه المنطقة من قبل. وقد تم تنفيذ العملية الأخيرة بدقة فائقة ، وتم تسمية هذه العملية باسم توازن الردع الثالثة ، كما تم استهداف البنى التحتية لشركة أرامكو منذ بضعة شهور ، حيث أطلقت أنصار الله على تلك العملية اسم توازن الردع الثانية ، وقالوا في ذلك الوقت ان السعوديون تراجعوا عن تصرفاتهم بعد تلك العملية.

هذا وقد أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني مهدي المشاط عن وقف إطلاق النار أحادي الجانب في خطوة لإظهار حسن النية ، قائلاً: “طالما أن السعوديين ملتزمون ، فسوف نلتزم نحن أيضًا ، وإذا قام السعوديون بالاعتداء مجدداً ولم يلتزموا ، فسنتخذ إجراءات أشد وأكثر إيلامًا وحساسية في المستقبل”. وهذا ما أكد عليه أيضاً عبد الملك بدر الدين الحوثي ، رئيس حركة أنصار الله ، ويبدو أن السعوديين سعوا إلى فتح الباب أمام المفاوضات حتى يتمكنوا من توفير الأمن النسبي لعاصمتهم ومدنهم مع حلول موعد انعقاد قمة مجموعة العشرين في نهاية عام 2020. ولكن على ما يبدو أن أنصار الله قد أدركت هذا الامر وحذرت السعوديين مرارًا وتكراراً من أنه “إذا لم يكن لديكم نية حسنة ، فسنتخذ إجراءات أكثر إيلامًا” ، الإجراءات التي اتخذت في الشمال الشرقي وشرق صنعاء ، والتي تم من خلالها تقدم قوات أنصار الله حلفاءها نحو محافظتي مأرب والجوف واستعادوا جزءًا كبيرًا من الأراضي اليمنية ، والتي كانت في الواقع بداية لعملية جديدة ، ولكن لماذا تم تسمية العمليات التي أجريت في الأيام القليلة الماضية بعمليات توازن الردع الثالث؟ وذلك لأنه تم في هذه العمليات استخدام صواريخ حديثة وصواريخ دفاع جوي كانت تستخدم قبل هذه العملية ، والتي جعلت الأجواء اليمنية لأول مرة غير آمنة لمقاتلات وطائرات بدون طيار وحوامات النظام السعودي.

وهذا يعني أن الصواريخ المضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي الجديدة قد دخلت فئة الدفاع الجوي اليمنية ، مما يعني أنه من الآن فصاعدًا ، لن تكون سماء اليمن آمنة بالنسبة للمقاتلات والمروحيات والطائرات بدون طيار السعودية والاماراتية ولا حتى الامريكية ، وبعبارة اخرى يجب إيضاح هذه النقطة ان حركة أنصار الله قامت بالتقدم في عملياتها على مدى السنوات الخمس الماضية ، من خلال التحول من الموقف الدفاعي إلى التثبيت على الأرض ، ومن التثبيت على الأرض إلى الهجوم ، ومن مرحلة الهجوم إلى الاخلال بموازين القوى لصالحها ، أي أنها بلغت مرحلة الردع الفعال ، حيث أصبحت السماء اليمنية خط آخر. بالإضافة الى وجود حرية التصرف داخل أراضي المملكة العربية السعودية بين أيدي حركة أنصار الله ، إلى جانب أن الأجواء السعودية أيضاً لم تعد آمنة من صواريخ أنصار الله وطائراته بدون طيار ، وفي الحقيقة هذا هو ذروة الردع التي وصل إليها المقاتلون اليمنيون.

وحول إزاحة رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن ، مهدي المشاط ، الستار يوم أمس الاحد عن أربعة أنظمة دفاع جوي يمنية جديدة ، وهي ثاقب 1 و2 و3 وفاطر 1 قال ميرابيان: في الواقع هذا استمرار لتوازن الردع الثالث ، وأنظمة الدفاع الصاروخية الجديدة هذه دخلت التشكيلة العسكرية والأمنية اليمنية ، مما يعني أنه من الآن فصاعدًا ، ستكون السماء اليمنية غير آمنة وممنوعة كلياً على أي طلعات جوية سعودية أو إماراتية أو لحلفائها.

وحول تأثير هذا الوضع على مستقبل الأزمة اليمنية قال الخبير الاستراتيجي في الشؤون الاقليمية: “إنها بالتأكيد ستؤثر على مستقبل الأزمة اليمنية ، وعلى السعوديين الآن أن يعدوا أنفسهم لدفع تعويضات الحرب لليمنيين ، وهذا ما أخبرتكم به قبل عام واحد بأنه يجب على السعوديين ان يتجهزوا لدفع تعويضات الحرب إلى أنصار الله.

ورداً على اتهامات وادعاءات المسؤولين السعوديين بأن إيران متورطة في هذه الضربات الصاروخية ، قال ميرابيان: “هذه خطوة للهرب الى الأمام ، فهم لا يمكنهم تصديق وإخبار شعوبهم ودول المنطقة بأن أنصار الله هي التي تقوم بتصنع هذه الصواريخ”. كما أنهم زعموا وادعوا ذلك حول أرامكو أيضاً ، لكن خبراء الأمم المتحدة قد أعلنوا إنه لا يوجد أي دليل يثبت أن للجمهورية الإسلامية الإيرانية يد في الهجوم على أرامكو ، لأنه بعد خمس سنوات يمكنهم أن يستنتجوا أن سماء المملكة العربية السعودية وأرضها تتعرض لهجمات أنصار الله وهذا في الحقيقة أسوأ شيء تتعرض له المملكة العربية السعودية بعد مرور خمس سنوات.

وفيما يتعلق بآخر التطورات الميدانية على الساحة اليمنية قال: “يمكن القول على المستوى الأرضي أن معظم المناطق في شمال اليمن تقع من الناحية العملية تحت سيطرة أنصار الله وحلفائه ، باستثناء أجزاء من محافظتي مأرب والجوف ، والتي من المحتمل أن يتم تطهيرها في عمليات لاحقة. وقبل بضعة أشهر ، نفذوا عملية نصر من الله في محافظتي صعدة وحجة شمال اليمن واستردوا الكثير من أراضيهم التي كانت في حوزة المملكة العربية السعودية ومرتزقتها. وفي حال استرجعوا بقية المناطق التي يحتلها الغزاة ، فربما لن يتبقى للمملكة العربية السعودية ومرتزقتها أي بقعة تحت سيطرتها.

وعن احتمالية استخدام المملكة العربية السعودية الجماعات الإرهابية مرة أخرى مثل داعش والقاعدة وغيرها قال: في البداية استخدموا هذه الجماعات وما يزالون يستخدمونها ، لكن الشيء المثير للاهتمام هو أن جميع المناطق والأراضي الخاضعة لسيطرة أنصار الله آمنة للغاية ولم تسجل أي حالة تفجيرات انتحارية أو تفجيرات في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله.

وحول أخر تطورات جبهة مرتزقة السعوديين والاماراتيين قال: ان التطورات في هذه المناطق ترجع إلى التنافس بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومرتزقة هذين البلدين ، الذين يقاتلون في بعض الأحيان مع بعضهم على الأرض ويختلفون في وجهات النظر ، كما حصل في جنوب اليمن.

كما قال ميرابيان عن مسألة تبادل الأسرى: “إن الأمم المتحدة تتابع قضية تبادل الأسرى وقد قامت أنصار الله لإثبات أنها لا تعارض تبادل الأسرى ولديها نية حسنة ، بخطوة من شأنها إظهار حسن نيتها وضمن عمل إنساني أحادي الجانب ، أخلت سبيل عدد من أسرى العدو لتقول “اننا جادون في عملية السلام” وهذه هي العملية التي يتابعها أنصار الله وينسقها مع مبعوث الأمم المتحدة غريفيث في الشؤون اليمنية.

وعن السيناريوهات المحتملة للأزمة اليمنية قال “أشعر أن السعوديين ليس لديهم أي طريق سوى الجلوس والتفاوض بجدية مع حركة أنصار الله ، ولا أرى ذلك بعيداً”. ونظرًا لأن عملية أنصار الله الاستباقية والرادعة في تصاعد مستمر ، فلن تكون أرض المملكة العربية السعودية ولا سماء المملكة العربية السعودية ولا بحرها في مأمن بعد الان ، خاصة بالنظر إلى تصريحات رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط خلال مراسم إزاحة الستار عن أنظمة الدفاع الجوي الجديدة. ان أنظمة الدفاع الجديدة متطورة للغاية وستغير مسار المعركة كلياً.

“الوقت”

مقالات ذات صلة