الأبعاد المروّعة لجرائم الهندوس الوحشية ضد المسلمين في الهند

زيارة الرئيس الأمريكي للهند جددت الاختلافات الدينية في هذا البلد. وهناك العديد من القتلى والجرحى في أعقاب الهجوم العنيف من قبل الهندوس المتعصبين ضد المحتجين المسلمين علی زيارة الرئيس الأمريكي وإصدار قانون المواطنة التمييزية.

هؤلاء الهندوس المتعصبون، الذين يعرفون باسم “هندوتفا” ولديهم نوع من الدعم الضمني من قبل الدولة، فعلوا بالمسلمين کل ما أرادوا لمدة ثلاثة أيام.

ووفقًا لصحيفة “هندوستان تايمز”، فقد وصل عدد القتلى حتى الآن إلی 50 شخصاً، وتشير التقارير الميدانية أيضًا إلى إصابة 300 من المسلمين الآخرين على الأقل خلال الهجوم العسكري الهندي.

وبالنظر إلى قرب رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” من الولايات المتحدة والکيان الصهيوني، فمن المحتمل جدًا أن تكون هذه المذبحة ضد المسلمين قد وقعت بأمر من تل أبيب.

كما تم اتهام مودي بقتل “المهاتما غاندي” الزعيم الراحل للهند أيضاً، بالإضافة إلى ملفه المتعلق بقتل المسلمين في ولايات شمال شرق الهند. وقد تم قتل المسلمين في “نيودلهي” بعد فترة وجيزة من زيارة ترامب إلى الهند.

الصور التي بثت وتبث على الشبكات الافتراضية في الهند هذه الأيام مروعة وتظهر عمق الكارثة، بحيث يمکن القول إن العنف الذي ظهر بعد حوالي ثلاثة أيام من زيارة ترامب ضد المسلمين لا مثيل له، بعد الحرب التي نشبت بين الهندوس المتعصبين والمسلمين في عام 1984، والتي لن تنسى أبداً.

ومن الأمثلة علی صور العنف هذا، صورة مسلم ملقی علی الأرض والهندوس يضربونه بعصا كما لو كانوا ينظفون السجاد؛ أو عائلة مسلمة تختبئ وتصلي خوفًا من الهندوس المتطرفين الذين أشعلوا النار في منزلهم؛ أو الهندوس المتطرفون المعلقون من مآذن المساجد ومنشغلون بهدمها؛ والصورة الأكثر إيلاماً هي مشهد وأد طفل مسلم وأمه وغيرها.

لكن موقف ترامب من هذه الفظائع كان ملفتاً. حيث كتبت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية على موقعها على الإنترنت: “لقد رفض دونالد ترامب يوم الثلاثاء إدانة قانون الجنسية الهندية الجديد المثير للجدل والذي هو قانون تمييزي بالنسبة للمسلمين، بعد زيارته التي استمرت يومين إلى الهند”.

وفي مؤتمره الصحفي الذي عقد في نيودلهي، بدا الرئيس الأمريكي مضطرباً تمامًا، محاولًا الحرف وعدم الإجابة عن الأسئلة المحيرة حول العنف الديني في الهند، كما لو أن بيع أسلحته الفتاكة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي كان أكثر أهميةً من إدانة سياساته المعادية للمسلمين.

وبهذا الصدد، قالت صحيفة “رأي إليوم” الالکترونية: دونالد ترامب بعد السفر إلى الهند، وإلقاء محاضرته الشهيرة في ملعب حضره عدة آلاف من الهنود، حيث أكد على ضرورة مواجهة ما يسمى بـ”الإرهاب الإسلامي”، وشجع الهندوس على فصل المسلمين عن المجتمع الهندي، أشعل فتنةً في الهند كانت نائمةً، وسمح للشعب الهندوسي أن يكون حراً وأن يفعل ما يريد ضد المسلمين، بما في ذلك الحرائق والضرب والذبح وتدمير المساجد. إن كراهية المسلمين تعزز روح العداء بين أهل البلد وتدخل البلاد في الفتن الداخلية والحرب بين الديانات والحضارات.

وتوضح صحيفة “الغارديان” البريطانية الكوارث الأخيرة في الهند بالقول، إنه في الاشتباكات في شمال شرق نيودلهي، تم إحراق عدد من المساجد وإحراق المسلمين أحياءً في منازلهم، أو يتم جرهم إلى الشوارع وضربهم بشدة، وتم إحراق المتاجر والأماكن التي يملكها المسلمون، وفي الشوارع التي اعتاد المسلمون والهندوس العيش فيها بسلام، عُثر على جثث الموتى في الشوارع ودُمرت العديد من المتاجر والمنازل. كما أضافت الغارديان أنه في كثير من الحالات، وقفت الشرطة الهندية إلى جانب الهندوس، أو ساعدتهم وانضمت إليهم في هذه الجرائم.

وذكرت الصحيفة أيضًا أن الهندوس المتعصبين يعترضون الرجال في الشوارع ويطلبون منهم بطاقات هويتهم، وإذا رفضوا فإنهم ينظرون في تصرف مهين أنه ما إذا كان قد تم ختان الشخص المطلوب أو لا! وإذا ثبت أنه مسلم، فسوف يبدأون في ضربه حتى الموت.

وبعد أسبوع من هذا الهجوم الوحشي، لا تزال جثث المسلمين تكتشف. ووفقاً لصحيفة “ملت تايمز”، تم اكتشاف جثث ثلاثة مسلمين آخرين في النفايات ومياه الصرف الصحي حول نيودلهي.

وأفادت مصادر محلية بهذا الصدد: إن الجثث تعرضت للتعذيب قبل القتل علی يد المتطرفين الهندوس ثم تم إلقائهم في الأجواف المتعفنة بعد الموت. من ناحية أخرى، فإن البحث عن مزيد من الجثث مستمر، مع توقع ارتفاع عدد القتلى.

وهناك تقارير تتحدث عن تجمع الآلاف في مدن أوروبية مختلفة، مثل بروكسل وهلسنكي ولاهاي وستوكهولم ودبلن وباريس وبرلين وميونيخ ولندن، وحتى في بعض المدن الأمريكية مثل بوسطن ونيويورك، احتجاجًا على العنف أمام السفارات الهندية، مطالبين بوقف أعمال العنف وملاحقة مرتکبيها. وبطبيعة الحال، بالنظر إلى أن حزب “بهاراتيا جاناتا” حزب هندي متعصب بشدة وهو يحکم الهند، فإن هذه المطالب قد لا تتحقق.

کما دافع وزير الداخلية الهندي “أميت شاه” عن هذه العملية العسكرية، وقال “سنواصل السير على طريق أمريكا وإسرائيل”.

بالطبع، يجب على هؤلاء الهندوس المتشددين، المعروفين باسم “الهندوتفا” ، أن يدركوا أنه في بعض الأحيان ينتهي الطريق الذي يفتحونه بغير ما يرغبون فيه، ولا يمكن زرع الضغينة وحصد الاستقرار والتقدم.

والسؤال المطروح هو، هل هؤلاء السياسيون هم ورثة المهاتما غاندي، زعيم مقاتلي استقلال الهند عن الاستعمار حقاً؟ والذي قال أيام نضاله: “إن اللاعنف هو أعظم قوة للبشرية وأقوى من أي أسلحة دمار شامل صنعها الإنسان”.

“الوقت”

مقالات ذات صلة