الأمم المتحدة وسيط للحل أم طرف في الصراع؟

زيد البعوة

 

صار الأمر واضحاً ومكشوفاً لدى الجميع أن الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن تمضي عكس التيار وتعمل في الاتجاه المعاكس وتخدم مصالح الجلاَّد المعتدي وتساعد في تفاقم معاناة الشعب اليمني، فقد غطت على جرائم العدوان الفظيعة بحق اليمنيين وتنصلت بل تعمَّدت استمرار الصراع إلى أبعد مدى من خلال سياستها القائمة على النفاق وتنصلت عن دورها المنوط بها وفق ما تنص عليه مواثيقها ووفق ما يتطلبه الوضع والمرحلة في اليمن وتوزع دورها وعملها بين التصريحات التي تعبِّر عن القلق والتقارير التي تحذر من حجم الكارثة الإنسانية في اليمن وبين الزيارات المتكررة للمبعوث الأممي الخالية من أي نتائج إيجابية، وبين الدور السياسي المغلَّف بالخداع الذي يعمل على خدمة مشاريع دول تحالف العدوان..

 

خلال خمس سنوات من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن كانت مواقف وأعمال الأمم المتحدة -ولا تزال -تجاه ما يحصل في اليمن من طغيان وإجرام قائمة على النفاق والمكر والخداع، حيث غلب الجانب السياسي غير الإيجابي على الجانب الإنساني الذي هو أيضا في حكم المنعدم والضعيف جداً بل والمسيَّس أيضا بما يخدم مصالح دول تحالف العدوان إلى درجة أن المبعوث الأممي يعمل بطريقة سياسية بعيدة عن مواثيق الأمم المتحدة وليس لها أي صلة بالمهام المفترض به القيام بها والتي منها تحريك عجلة السلام والملف الإنساني والتخفيف من معاناة الشعب اليمني والدفاع عن حقوق الإنسان اليمني الذي يتعرض لأبشع الجرائم على ايدي دول تحالف العدوان.

 

لقد لعبت دوراً سلبياً سياسياً لا إنساني، ومواقفها كلها بلا استثناء منذ بداية العدوان حتى اليوم مواقف متذبذبة ومتناقضة ومترددة ومضطربة بل إنها مواقف هزيلة إنسانيا وخبيثة سياسياً ودبلوماسياً من قبل الأمم المتحدة كمنظمة عالمية لحقوق الإنسان بشكل عام ومبعوثها الأممي ودوره في اليمن بشكل خاص جميعها تصب في مصلحة العدوان وتضر باليمن أرضا وإنسانا، وهناك الكثير من الأدلة والشواهد والأعمال والمواقف التي تؤكد وتثبت الدور السلبي للأمم المتحدة ومبعوثها تجاه ما يجري في اليمن وأنها انحازت بشكل مباشر وواضح ومكشوف إلى دول تحالف العدوان ضد الشعب اليمني ولم تتقدم خطوة واحدة نحو السلام على مدى خمس سنوات..

 

هناك معطيات ومواقف تؤكد أن الأمم المتحدة ليست طرفاً محايداً أو سيطاً أممياً من أجل الحل السياسي الشامل في اليمن، منها اتفاق السويد المزعوم الذي حظي بهالة إعلامية كبيرة لكنه لم يحقق أي نتائج ملموسة في الواقع منذ أكثر من عام رغم المبادرات التي صدرت من القيادة في صنعاء، أضف إلى ذلك دورها السلبي للغاية في مجال الإغاثة الإنسانية من خلال برنامج الغذاء العالمي الذي جعل من الجانب الإنساني قضية سياسية بحد ذاتها، بدلاً من العمل بحيادية ومهنية وإنسانية ومساعدة الإنسان اليمني، ومؤخراً الموقف المفضوح للأمم المتحدة عبر مبعوثها الذي قام بزيارة إلى مارب خشية أن تتحرر من أيدي العدوان والمرتزقة وجعل من نفسه ومن دور المنظمة التي ينتمي إليها طرفاً يعمل لمصلحة العدوان باسم السلام وحقوق الإنسان ،وغير ذلك الكثير من الأعمال التي خيبت آمال اليمنيين وجعلتهم يفقدون الثقة في هذه المنظمة وفي مبعوثها..

 

لقد أثارت زيارة غريفيث الأخيرة لمارب موجة من الغضب في أوساط الشعب اليمني ،وأثارت موجة من التساؤلات حول دور المبعوث الأممي الذي كشف عن مضمونه من خلال حرصه على حماية مصالح العدوان ومرتزقته والدفاع عنهم، فعندما اقترب أبطال الجيش واللجان الشعبية ورجال القبائل من تحرير محافظة مارب هرول غريفيث مسرعاً إلى مارب متحدثاُ عن الحل السياسي الشامل كنوع من أنوع المغالطات والمكر والخداع ،ولكنه في الحقيقة يهدف إلى إنقاذ العدوان ومرتزقته في مارب ووقف تقدم الجيش واللجان نحوها لأنه رأى هزيمتهم وشيكة ووصل إلى قناعة، بأن إمكانياتهم العسكرية غير قادرة على حمايتهم فعمد إلى تحريك الورقة السياسية تحت عنوان الحل الشامل كخيار يضمن بقاء مارب تحت سيطرة العدوان والمرتزقة.

 

وفي كل الأحوال الشعب اليمني لم يعوِّل يوماً واحداً على الأمم المتحدة ولا على مجلس الأمن ولا على المجتمع الدولي بشكل عام فجميعهم منظومة واحدة أعمالهم ومواقفهم مشتركة تصب في مصلحة دول العدان، ورهانه فقط وفقط على الله تعالى، وعلى جهوده الذاتية وعلى عزيمته وقضيته المحقة وعلى أبطال الجيش واللجان الشعبية..

 

ونحن كشعب يمني صامد مستمرون في الصمود والثبات والمواجهة والدفاع والهجوم وخوض معركة التحرير والاستقلال كيفما كانت المعوقات والتحديات وثقتنا عالية بالله حتى يتحقق وعده الصادق بالنصر، وقد تحقق الكثير ولم يتبق إلا القليل.

مقالات ذات صلة