ذكرى الشهيد القائد و اليوم الوطني للصمود .. اقتران متكامل لصمود يمن الإيمان بالمشروع القرآني للشهيد

كمال أبوطالب

 

تحل علينا الذكرى السنوية للشهيد القائد، هذه الذكرى الأليمة بفقد الأمة لأحد عظماء التاريخ المعاصر، و قبل التطرق إلى ملابسات الجريمة الرهيبة بحق الأمة، لفت انتباهنا تزامن الذكرى مع اليوم الوطني للصمود بفاصل عدة أيام يفصل بين التاريخين.

هذا الاقتران بين المناسبتين في هذه الأيام يستحق الوقوف والتأمل، لان هناك عوامل اقتران بينهما غير تقارب التواريخ، فالسيد الشهيد القائد رضوان الله عليه، وفي ذكراه التي تمر في ظل استمرار العدوان الأمريكي الظالم على شعبنا، كان الشهيد القائد ولا زال حاضراً وسيبقى حضوره ممتداً عبر حضور واستدامة مشروعه القرآني الذي قدمه للأمة.

لأن هذا المشروع يتبين لنا يوماً بعد يوم أهميته لكل الأمة، خصوصاً في هذه الفترة من تاريخها التي تمر فيها بأسوأ المراحل، من حيث الاستهداف والاستعداء من أعدائها.

فمشروع الشهيد القائد بين للأمة واجباتها في التوحد والنهوض والاستعداد للمواجهة، كما بين من هم أعدائها وما هي طرق الاستهداف.

مشروع الشهيد القائد رضوان الله عليه ربما لم يجد في بداياته استجابة أو قبولاً لدى البعض، لكن الأيام كانت كفيلة بدليل إثبات أهمية وضرورة بل وحتمية هذا المشروع ومدى حاجتنا إليه.

ولن نسهب في سرد الحقائق التي جاء بها، يكفينا في يمن الإيمان والحكمة أن هذا المشروع لهذا العلم كان وسيبقى سر انتصار وصمود الشعب في مواجهة أعتى جيوش العالم المدججة بأفتك ما وصلت إليه عقولهم الإجرامية من أسلحة.

وكما أن مشروع الشهيد القائد كان سر الانتصار والصمود فانه كان كذلك سبب اجتماع الضلال على قتل الشهيد لمحاولة وأد المشروع في مهده قبل انتشاره.

فقد كان قتل السيد حسين بدر الدين الحوثي ضرورة لقوى الشر لأنه جاء بمشروع يعرفون انه سيكون عقبة في وجه مشاريعهم التدميرية والاحتلالية.

وبمقارنه بسيطة بين المشروع الأمريكي الصهيوني الذي تنفذه السعودية والامارات في اليمن، وبين الصمود الأسطوري لمواجهة هذا المشروع، يتبين لأولي الألباب سر سعي العدو لقتل هذا العلم الشامخ، ويتبين أيضاً سر الصمود اليماني.

المشروع القرآني للشهيد القائد جاء متكاملاً شاملاً للمجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية، هدفه تحرير الأمة من واقعها الذي وصلت إليه لأسباب حذر منها، ورفع وعيها بواجباتها في مواجهة العدو (أمريكا و إسرائيل) و المشروع الصهيوني الذي يحارب الأمة بكل الأساليب العسكرية و الفكرية او الناعمة كما يطلق عليها، والاقتصادية، وأيضاً عبر أدواتها الداخلية، وهذه الأساليب نلاحظ ان العدوان الأمريكي يستخدمها طيلة الخمس سنوات الماضية ولايزال، وهي نفس الأساليب التي حذر منها الشهيد القائد هذه الأمة، داعياً إلى مواجهتها بالفهم الصحيح للعدو وأساليبه وفق رؤية قرآنية مستمدة من هدى القرآن الكريم كتوفير الوعي أمام العناوين الزائفة، ونشر ثقافة العداء والسخط بين أوساط الأمة ضد عدوها كي تكون في حصن منيع من استغلالها وتكون حرة مستقلة بعيدة كل البعد عن التبعية وثقافة التبعية، ولن يتأتى هذا إلا بنهضة شاملة للأمة بعد ان تستشعر المخاطر المحيطة بها وبعد أن تستوعب هذه المفاهيم الواردة فيما قدمه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.

مقالات ذات صلة