عام الحسم والنصر والتمكين

عبدالفتاح علي البنوس

 

يدلف اليمن واليمنيون في العام السادس من العدوان والحصار السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني بعزيمة أمضى، وإرادة لن تلين في مواجهة هذا التحالف الشيطاني الإجرامي ، الذي تقوده مملكة العهر والتصهين ، عدوان وحصار وقتل وخراب ودمار على مدى خمس سنوات ، واليمني الحر الشهم الأبي الغيور على أرضه وعرضه ثابتة أقدامه ، مطمئن قلبه ، واثق بربه ، سلم أمره لله ومضى في مقارعة الغزاة والمرتزقة ، بروحية جهادية إيمانية يمانية .

خمسة أعوام كان فيها المقاتل اليمني هو المتفوق على تحالف الشر ، بكل قواته ومعداته وآلياته وطائراته ومرتزقته ، لم يداخله الشك للحظة واحدة بأن الله سبحانه سيخذله ، وينصر البغاة المعتدين ، فظل صامدا صابرا ثابتا ثبوت الجبال الرواسي يسقي الأعداء كؤوس المنايا ، وينكل بهم في مختلف الجبهات ، رغم فارق الإمكانيات والقدرات المهوله، ولكن إيمانه بأن قوة الله فوق كل قوة ، وأن إرادته ومشيئته فوق كل إرادة ومشيئة ، وأنه يقاتل في جبهة الحق الذي لا شك ولا لبس فيه ، ضد جبهة الباطل الذي لا شك ولا لبس فيه ، وأن وقوفه هذا يرضي الله الكريم ورسوله ، ويجعله أمام خيارين لا ثالث لهما إما النصر أو الشهادة .

خمسة أعوام كان لثقة الشعب اليمني بربه ، وتسليمه لقرارات وسياسة القيادة الثورية والسياسية الحكيمة أبلغ الأثر في تحقيق الانتصارات والإنجازات التي كان الكثير منا يراها من المستحيلات قياسا على فارق الإمكانيات والقدرات ، الانتصارات التي أثبتت للعالم أجمع بأن الله مع هذا الشعب ومع اليمن الميمون ، يمن الحكمة والإيمان ، من عملية نصر من الله النوعية الغير مسبوقة في تاريخ الحروب والصراعات والمواجهات المسلحة ، مرورا بعملية البنيان المرصوص الخارقة للعادة ، التي تجلت خلالها بكل وضوح مصاديق الوعود الإلهية لأنصاره المؤمنين بالنصر والغلبة والتمكين ، وصولا إلى عملية فأمكن منهم التي لا تقل أهمية عنهما والتي نجح أبطال الجيش واللجان الشعبية وقبائل الجوف الشرفاء في تطهير محافظتهم من دنس الغزاة ومرتزقتهم ، وما يزال الأبطال المغاوير يسطرون الملاحم البطولية في مأرب ويتصدون لمحاولات المرتزقة استعادة المناطق التي تحررت من رجسهم ، وتطهرت من عمالتهم وخيانتهم ، ويخوضون في بقية الجبهات معارك شرسة مع قوى الطاغوت والإجرام وأدواتهم الرخيصة المبتذلة، حتى يتحقق النصر والتمكين .

إنها معركة النفس الطويل ولا مجال أمام الأعداء إلا العودة إلى جادة الحق والصواب والتعاطي بمسؤولية مع ما تضمنته كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عصر أمس وما تضمنه خطاب الرئيس مهدي المشاط عشية الاحتفال باليوم الوطني للصمود في ذكراه الخامسة وأن يرعووا ويسلموا لصوت العقل ويجنحوا للسلم ، ويوقفوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم ، ويصححوا مسارهم ، ويتراجعوا عن المضي والاستمرار في حماقتهم ، والتخلي عن سياسة الانبطاح والعمالة للأمريكان والصهاينة ، والتخلي عن لعب دور البيادق والأدوات التي تعمل لحسابهم وتخدم أهدافهم وتنفذ أجندتهم .

بالمختصر المفيد، إلى هنا ويكفي ما حصل خلال خمس سنوات ، فلا مصلحة لا للسعودي ولا للإماراتي في استمرار العدوان والحرب على اليمن ، وعليهم أن يتعظوا بحصاد خمس سنوات ، فمن فشلوا في تحقيق أهدافهم خلال خمسة أعوام لن يتمكنوا من تحقيقها في العام السادس ، وخصوصا إذا ما كان خصمهم مع مرور الأيام يزداد قوة وتمكينا ، ويمضي قدما في تطوير وتحديث قدراته الدفاعية للمستوى الذي بات ذلك يشكل مصدر رعب وقلق لهم ، يؤرق مضاجعهم ، ويدخلهم في حالة من الهسترة والتوتر .. الشعب اليمني ومن خلفه القيادة الثورية والسياسية الاستسلام غير وارد لديهم ، والمعركة التي يخوضونها ليست عبثية ، إنها معركة التحرر من الوصاية الأجنبية السعودية والأمريكية والإماراتية والإسرائيلية ، والتحرير من رجس الغزاة والمرتزقة العملاء ، وهم ماضون فيها حتى النهاية ، لذا على السعودية والإمارات أن تتداركا مخاطر الاستمرار في العدوان والحصار على اليمن واليمنيين بالاستجابة لصوت العقل والتوجهات الحكيمة للقيادة اليمنية لتدارك ما يمكن تداركه من خسائر ، قبل أن يقع الفأس على الرأس ، وينقلب السحر على الساحر .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .

مقالات ذات صلة