السعودية وأزماتها الاقتصادية إلى أين .؟

عبدالباري عبدالرزاق

 

في الوقت الذي تحقق عدد من دول العالم الثالث تقدماً على الصعيد الاقتصادي والتنموي ، تصيب الشعب السعودي الذي يوِّدع حياة الرفاهية والفشخرة خيبة أمل جديدة جراء تحمله تبعات سياسية التخبط التي ينتهجها نظام بلاده وأخرها اجراءات الحكومة بزيادة نسبة ضريبة القيمة المضافة وإيقاف بدل غلاء المعيشة، في محاولة لإنقاذ الاقتصاد السعودي من التدهور المتواصل

 

بعثرت الرياض أموال طائلة خلال عقود وسنوات ماضية في مشاريع سياسية مشبوهه، وقضايا تأمر وتخريب لبلدان شقيقة رغم حاجة الشعب السعودي لكل ريال لمواجهة أزمات بلاده الإقتصادية المتلاحقة ، ولو تحدثنا على سبيل المثال عن مليارات الدولارات التي أنفقها النظام السعودي في العدوان على اليمن فانها كانت كفيلة  بسد عجز الموازنة السعودية لهذا العام ، بل وكفيلة لمواجهة أزمة الرياض الاقتصادية الاخيرة جراء انخفاض اسعار النفط وتراجع الطلب وخفض الانتاج  .

 

من يصدق أن البلد الاول في إنتاج وتصدير النفط بالعالم يتراجع للوراء بهذا الشكل ، دون أي حرب اقتصادية علية من دول أخرى ورغم ما يملك من احتياط نقدي وأموال هائلة ، وهناك أسئلة كثيرة تفرض نفسها حول مصير النظام السعودي في حال واجه حرب إقتصادية حقيقة من دول مصدرة للنفط .. وما الذي حققته السعودية على الصعيد السياسي والإقتصادي من تحالفها مع النظام الامريكي الذي قدمت له مئات المليار من الدولارات وما زالت تدفع له دم قلبها حتى اليوم ؟.. وأين ذهب ويذهب المال العام السعودي من عائدات النفط وغيرها من الايرادات ، وإلى أين يتجه الاقتصاد السعودي ؟.. كل هذه الاسئلة وغيرها تبحث عن إجابة ومراجعة شاملة من نظام الرياض لسياسته الخاطئة تجاه الكثير من الملفات ومصارحة الشعب السعودي بما يجري .

 

الاحمق عدو نفسة .. وهذا ما  يجسده النظام السعودي في جميع مواقفة وافعالة ، ولا يمكن أن تجد أي نظام في العالم يفعل بنفسة ما لم يفعلة  الخصوم به إلا نظام الشقيقة الكبرى ، ففي الوقت الذي وصلت فيه ماليزيا وغيرها من الدول التي لا تمتلك أي موارد كتلك الموارد التي تزخر بها المملكة السعودية إلى مصاف الدول المصنعة والمصدرة للعديد من الصناعات ، تذهب السعودية بعيدا نحو التراجع والتدهور نتيجة نظرتها القاصرة وطيش ولي عهدها محمد بن سلمان الذي ظهر منذ اللحظة الاولى كحاكم متهور وعديم الخبرة في معظم الأمور والقضايا الخارجية والداخلية ، فلم يكن الشعب السعودي بحاجة لهيئة ترفيه وبارات ومراقص أكثر من حاجته لتوظيف أموالة في مشاريع داخلية خصوصا في ظل اعتماد اقتصاد المملكة على النفط وعدم قيامها بمشاريع استثمارية وصناعية تسهم في تحقيق المزيد من الرفاهية لكل السعوديين ، لكن يبدو واضحا أن منشار تقطيع خاشقجي يجتز عمود الاقتصاد السعودي وطموحات وأحلام شعب المملكة ومكانتها تدريجيا.. والسلام تحية .

مقالات ذات صلة