ابن سلمان محاصر من جديد

يوما بعد يوم يشتد الطوق على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ويتجه الأمير الشاب نحو الغرق أكثر فأكثر في وحل الملفات الشائكة التي أصبحت تضيق الخناق عليه، ويبدو انه لامفر بعد اليوم من هذه المخمصة التي وقع بها جراء سياسته الفاشلة التي اتبعها في الأعوام الماضية، وهاهم بعض أعضاء العائلة الحاكمة ينضمون الى مجلس تنسيقي للمعارضة السعودية، هدفه الاطاحة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب ما كشف الناشط السعودي عبد الرحمن السهيمي.

المجلس التنسيقي الجديد لايبدو أنه معارض للملك سلمان بقدر ما هو معارض لنجله، لدرجة أنهم حذروا الملك سلمان من أن بعض المسؤولين يخططون لاستهداف قطر.

المعارض والناشط السعودي عبدالرحمن السهيمي قال في تسجيل بث على موقع يوتيوب إن المجلس يضم 18 عضوا منهم ثلاثة أمراء، مشددا على أن هذا المجلس لا يدعو إلى اعتصامات ولا إلى عصيان مدني ولا إلى حمل السلاح، وإنما سيقتصر عمله على مراسلات لدول العالم والهيئات الرسمية والدولية.

وأضاف أنه تمت مخاطبة البرلمانات الإسلامية والدول الخليجية، وكذلك أعضاء في الكونغرس الأميركي، بالإضافة إلى أعضاء في البرلمان الأوروبي.

وأوضح أنهم يتجهون إلى دعم الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود في ولاية العهد، على أسس تكون فيها السعودية دولة مؤسسات ومملكة دستورية، وأن يكون فيها برلمان منتخب.

وأضاف الناشط السعودي “نطالب الملك سلمان بإزاحة ولده من كل المناصب بما فيها ولاية العهد، وأن يكلف بها الأمير أحمد بن عبد العزيز”، وأكد على وجود 17 دولة إسلامية “مؤيدة لتوجهنا، ولكن ننتظر أن تكون البداية من الملك سلمان.

ان بقاء ابن سلمان في السلطة مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية، التي تغاضت عن كل أفعال ابن سلمان وهي من أعطاه الضوء الأخضر لكي يقمع هنا وهناك وينقلب على افراد العائلة الحاكمة وعلى الاعراف والتقاليد والسياسة الكلاسيكية القديمة للمملكة والتي كانت الادارة الامريكية تعلم كل شيء عن تفاصيلها، ولكن اليوم وبسبب الحماية العمياء التي قدمها الرئيس الامريكي دونالد ترامب لولي العهد السعودي اصبحت سياسة السعودية غامضة ومجهولة المصير.

الغريب أن الادارة الامريكية كانت تدافع دائما عن الأمير محمد بن نايف وكان رجلها المفضل بين أبناء العمومة وتعتبره الاذكى بين ابناء جيله، وخاصة انها كانت تجد فيه الرجل الأقوى في محاربة الارهاب، ومواجهة تنظيم القاعدة وغيره، إلا أن واشنطن ترامب لاتريد القضاء على القاعدة ولاتريد للمملكة السعودية أن يحكمها رجل ذكي أو قائد ذو خبرة وانما رأت ادراة ترامب أن وجود شاب مثل ابن سلمان عديم الخبرة قد يساعدها اكثر على تمرير مشاريعها في الشرق الاوسط ويصبح كما يقول المثل “مثل الخاتم باصبعها”، وبالفعل اصبح كذلك ولكن ماذا كانت النتيجة؟.

النتيجة كوارث في السياسة الخارجية للمملكة، وفوضى عارمة في الشرق الاوسط، ومع ذلك لم تكن واشنطن متاثرة كثيرا بهذه الفوضى إلى ان وصلت الكوارث اليها، وبدأت سياسة ابن سلمان الفوضوية تصل واشنطن وتعاقب اقتصادها من خلال الحرب النفطية التي اشعلها ابن سلمان مع روسيا لتنتهي باتصال هاتفي من ترامب مع الامير الشاب لايقاف هذه الفوضى، ولكنه وصل متاخرا، فالسعودية بدأت تتجه شرقا ليحاول ترامب الدخول على الخط مجددا وثني السعودية عن الاتجاه نحو اعداءها والتهديد بسحب الجيش الأمريكي من المملكة، وبالفعل نفذت واشنطن جزء من تهديدها وسحبت بطارية دفاع جوي “باتريوت” لتشعر المملكة بالخطورة، ويبقى السؤال هل تنجح الادارة الامريكية في اعادة الامور الى نصابها القديم ام ستخرج السعودية عن اوتستراد الولايات المتحدة وتستدير نحو الشرق.

استهداف قطر

بحسب ما قال السهيمي في مقطع الفيديو الذي بثه على “يوتيوب” فإن هناك محاولات من بعض مسؤولي المملكة لاستهداف دولة قطر بتفجيرات قبل مونديال كأس العالم بأشهر عدة لسحب تنظيمه من الدوحة.

ونقل عما اعتبره “أحد وكلاء النظام السعودي” قوله إن كأس العالم لن يقام في قطر عام 2022، ولما سأله عن السبب أجاب بأن “إفشال الأمر لن يكلف أكثر من عدد من السيارات المفخخة في الدولة الصغيرة قطر“.

وفي قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، قال الناشط السعودي إنه يملك اسم المتعاون الذي تعامل مع جثة خاشقجي وسيسلم الاسم للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذا الشخص لم يذكر قط في ملفات القضية في تركيا ولا في السعودية.

وأضاف السهيمي أن مؤسسة القضاء والمؤسسات الدينية في المملكة أصبحت مسيسة وفي خدمة ولي العهد محمد بن سلمان، وضرب قضية خاشقجي مثلا، وقال إنه “إذا كان الملك سلمان يريد توريث الحكم لابنه فنحن لسنا عبيدا عنده، فهذه دولة وليست لعبة”.

وقال “نشعر أن البلد أصبح في وضع خطير حيث عادت الدولة لتنافس المواطن في رزقه وقوت عياله، وذلك نتيجة لخوضها حروبا لا طائل منها في اليمن حيث تستنزف المليارات وفي دعم الأكراد ضد تركيا، ودعم المجموعات المسلحة في كل من العراق وسوريا.

وشدد الناشط على أن ولي العهد السعودي دمر المملكة وعلاقاتها بباقي الدول، كما اعتقل العلماء والحرائر والعشرات من الفلسطينيين وكل معارضيه حتى من أبناء عمومته، وقام بتصفية بعض العلماء والمعارضين أيضا.

وأشار إلى وجود نحو 900 ألف مواطن سعودي خارج البلاد، مطالبا أبناء الأسرة الحاكمة وجميع المعارضين في الخارج بالاتحاد وتأسيس مجلس تنسيقي بينهم، وأكد على وجود حراك للقبائل داخل السعودية ضد سياسة محمد بن سلمان.

“الوقت التحليلي”

مقالات ذات صلة