سنة إلهيه في رسالات الله أن نهاية الطواغيت تكون على يد المستضعفين الواعيّن وليس على يد دول عظمى

وليد الجبل

 

لا تستغربوا إن قلت لكم أن نهاية الطواغيت  أمريكا وإسرائيل ستكون على يد المجاهدين ألمستضعفين  من أبناء الشعب اليمني. القرآن الكريم قد وضح وأثبت ذلك ‘ كيف؟!

كانت نهاية الطاغية فرعون على يد من كان يستضعفهم على مستوى الكرة الأرضية انظروا كيف حكى الله ذلك ﴿إِنَّ فِرعَونَ عَلا فِي الأَرضِ وَجَعَلَ أَهلَها شِيَعًا يَستَضعِفُ طائِفَةً مِنهُم يُذَبِّحُ أَبناءَهُم وَيَستَحيي نِساءَهُم إِنَّهُ كانَ مِنَ المُفسِدينَ}.

 

علا في الأرض ولكنه تعمد استضعاف بني إسرائيل ولكن سنة الله تقتضي كما قال تعالى :﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِيَ فِرعَونَ وَهامانَ وَجُنودَهُما مِنهُم ما كانوا يَحذَرونَ﴾.

 

وهكذا أوفى الله بوعده عندما ثبت المستضعفون على مبادئهم وصبروا  وتحركوا بوعي أمام مؤامرات فرعون وملئه :﴿وَأَورَثنَا القَومَ الَّذينَ كانوا يُستَضعَفونَ مَشارِقَ الأَرضِ وَمَغارِبَهَا الَّتي بارَكنا فيها وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسنى عَلى بَني إِسرائيلَ بِما صَبَروا وَدَمَّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَقَومُهُ وَما كانوا يَعرِشونَ﴾

 

[الأعراف: ١٣٧]

 

فاذا كان شعب اليمن أشد شعوب العالم استضعافاً من قبل أمريكا وإسرائيل من خلال عدوانهم وحصارهم وظلمهم فهذا شيء إيجابي جداً للشعب اليمني الواعي لأن هذا الشعب المستضعف هو من سيجعل اللُه نهاية أمريكا وإسرائيل وآل سعود وتغيير واقع الحياة إلى الأفضل على أيدي أبناء شعب الإيمان الواعين، كما جعل الله نهاية فرعون وهامان وجنودهما على أيدي أشد الناس استضعافاً في عهد فرعون وهم بنو إسرائيل لكن عندما كانوا واعين وتحركوا بمسؤولية أمام فرعون وجنوده.

 

تعالوا لنسأل  الشهيد القائد رضوان الله عليه ونقول له هل هذه حقيقة ثابتة عبر كل العصور؟؟

 

الشهيد القائد : جـ (تلك الآية التي قرأناها: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}(القصص5) وتلك الآية الأخرى التي كانت تحكي واقع صدر هذه الأمة: {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ}(الأنفال26) إنه يؤكد أن المستضعفين هم محط تأييد الله ونصره إذا ما وعوا، إذا ما كانوا من ذلك النوع الذي يعرف واقعه، ذلك النوع الذي أمر الآخرين أن يجاهدوا عنهم عندما قال: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ}(النساء75).هم يفهمون واقعهم، يفهمون وضعيتهم، يرجعون إلى الله، يبحثون عن ولي من أولياء الله يعملون تحت لوائه، {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً}.هذا النوع من المستضعفين لا يضيعهم الله أبداً، وعلى أيديهم تقوم الرسالات، وعلى أيديهم يتم تغيير الدنيا، هل جاء في واقع الرسالات أن تغير الدنيا نحو الأفضل على يد المستكبرين والجبابرة، أم على يد المستضعفين؟ لكن أما إذا كان الناس المستضعفون من ذلك النوع الآخر: {قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ}(النساء97)، هؤلاء مستضعفين من نوعيتنا لا نعي شيئاً، ولا نفهم واقعنا، ولا نفهم مسؤوليتنا، ولا نفهم من أين أوتينا، مما هو مرتبط بأعدائنا، ومما هو مرتبط بثقافتنا، من هذا النوع ماذا يقال لهم؟ {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً} ألم يقل: {مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}؟ وهم مستضعفون؟.

مقالات ذات صلة