هزائم متتالية للمرتزقة جنوب مأرب.. كيف تمكّن المقاتلون اليمنيون من إذلال تحالف العدوان السعودي؟

قبل عدة أيام، تمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وبمساعدة بعض القبائل اليمنية في محافظة البيضاء من تنفيذ عدد من الهجمات العسكرية الناجحة ضد قوات ومرتزقة تحالف العدوان السعودي المتمركزة في المديريات الشمالية لمحافظة البيضاء والمديريات الجنوبية لمحافظة مأرب وذلك عقب إخماد نار الفتنة التي اشعلها المرتزق “ياسر العوضي” في شمال محافظة البيضاء. وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الميدانية، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية لم يكتفوا فقط بتطهير مديرية “ردمان” مسقط رأس المرتزق “ياسر العواضي” ومحاصرة منزله، بل شنوا أيضاً هجمات على المرتزقة السعوديين بالقرب من المناطق الحدودية جنوب محافظة مأرب.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير أنّ المدعو “ياسر العوضي”، الشيخ والسياسي البارز الذي كان موالي للرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح”، كان قد انضم إلى تحالف العدوان السعودي عقب مقتل هذا الاخير. ولفتت تلك التقارير إلى أن “العواضي” قام خلال الاشهر القليلة الماضية بالتخطيط لخلق فتنة جديدة في محافظة البيضاء. وأكدت تلك التقارير أن “العواضي” قام خلال الفترة الماضية بدعوة الكثير من مناصريه وقام بشن سلسلة من الهجمات على مقاتلي الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وقام أيضاً باستدعاء العديد من العناصر مسلحة من بعض القبائل لزعزعة الأمن والاستقرار في محافظة البيضاء.

ولكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية والأجهزة الأمنية والأحرار من أبناء مديرية ردمان آل عواض وقبائل محافظة البيضاء، لم يظلوا مكتوفي الايدي تجاه هذه المؤامرة الخبيثة، فلقد تمكنوا من دحر مجاميع ميليشيا المرتزق “ياسر العواضي” المدعومة من قوى العدوان السعودي من جميع مناطق مديرية ردمان وتطهيرها بالكامل. إن القضاء على التمرد الذي “ياسر العواضي”، السبت الفائت، في مديرية “ردمان” في محافظة البيضاء، لم يستغرق سوى بضع ساعات من خلال عملية نوعية، وذلك رغم إسناد طائرات العدوان السعودي المكثف لمليشيات المرتزق “العواضي”.

ووفقاً لبعض المصادر المطلعة في صنعاء، فإن هذا التمرد هدف إلى إشغال الجيش عن جبهته الرئيسة في مدينة مأرب التي باتت بحكم الساقطة عسكرياً. يذكر أن “العواضي” دعا إلى تحرّك قبلي في البيضاء مطالباً بتسليم العناصر الأمنيين إلى القبائل، بزعم أنهم قاموا بقتل امرأة تدعى “جهاد الأصبحي”، مستغلاً هذه المزاعم لينفذ مخطط فتنوي بدعم من قوى العدوان السعودي. وقد لاقت القوى المحلية التابعة لحكومة المستقيل “عبد ربه منصور هادي” ودول تحالف العدوان السعودي، المرتزق “العواضي” في منتصف الطريق، من خلال الدعم الإعلامي والمالي والاستعداد لتقديم الدعم العسكري إن استمر الرجل في تمرده على حكومة صنعاء.

وأشارت تلك المصادر الميدانية، إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية المقاتلين شرعوا قبل عدة أيام في شن عملية عسكرية جديدة من منطقة “نقعة الأغوال” وسد “الرواف” ضد قوات تحالف العدوان السعودي المتمركزة في الأجزاء الجنوبية لمحافظة مأرب، وتمكنوا من تحرير والسيطرة على العديد من المديريات والمناطق الواقعة في شمال محافظة البيضاء وجنوب محافظة مأرب. ووفقاً للمعلومات التي قدمتها تلك المصادر الميدانية، فلقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من عبور الحدود الشمالية لمحافظة البيضاء والدخول الى منطقة “الماهلية” الواقعة جنوب محافظة مأرب، وتمكنوا أيضا من تحرير والسيطرة على جبال “الفالق والدوماني”.

وعلى صعيد متصل، كشف مصدر ميداني، عن استمرت الاشتباكات في مناطق “المسعودة، والباطن” وبعض المناطق الاخرى، ولفت ذلك المصدر الميداني إلى تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من توجيه العديد من الضربات الموجعة لقوات تحالف العدوان السعودي التي كانت متمركزة في تلك المناطق واجبرتها على الانسحاب والفرار إلى داخل مدينة مأرب. وأكد ذلك المصدر الميداني على أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا من تحرير والسيطرة على مدخل منطقة “سوق قانية” الواقعة شمال محافظة البيضاء.

وذكر ذلك المصدر الميداني، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بعدما تمكنوا من احكام سيطرتهم على تلك المواقع التي تم تحريرها مؤخراً، قاموا خلال الايام القليلة الماضية من التقدم نحو المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من جبل “الفالق”، ونجحوا أخيرًا في السيطرة على منطقة “سوق قانية” الاستراتيجية وطرد مرتزقة تحالف العدوان السعودي من المنطقة. ومع تحرير منطقة “سوق قانية” شمال محافظة البيضاء، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحرير جميع المناطق الجنوبية، بما في ذلك “العلياء، والعشة، والقفرة، وحوران، والعر ، وما إلى ذلك من المناطق القريبة. وتمكنوا أيضا من احكام سيطرتهم على أجزاء من مديريتي “الماهلية” و”ردمان” واعادة الامن والاستقرار لهما.

وفي الوقت الراهن، تندلع اشتباكات عنيفة حول منطقة “سوق قانية” والمناطق الشمالية من جبال “الفالق” و”الدوماني”، وحول هذا السياق، كشف مصدر ميداني سقوط العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين ولكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية كان لهم اليد العليا في تلك المواجهات. وأكد ذلك المصدر الميداني على أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية سوف يتمكنون خلال الايام القليلة القادمة من تحرير وتطهير جميع تلك المناطق واعادة الامن والاستقرار إليها. ومع تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في الاجزاء الشمالية لمحافظة البيضاء وفي الاجزاء الجنوبية لمحافظة مأرب، قامت قوات تحالف العدوان السعودي بنقل تعزيزات عسكرية ضخمة إلى تلك المناطق لإعادة احتلالها مرة أخرى ولكن جميع محاولاتهم فشل حتى الآن.

ووفقاً لبعض التقارير الاخبارية، فقد استهدفت مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي المناطق والمديريات الجنوبية من محافظة مأرب والأجزاء الشمالية من محافظة البيضاء 15 مرة على الأقل خلال اليومين الماضيين لمنع تقدم المقاتلين اليمنيين في تلك المناطق. ولكن وعلى الرغم من الضربات الجوية الكثيرة التي شنتها قوات تحالف العدوان السعودي على تلك المناطق، لا يزال المرتزقة عاجزين عن تغيير ميزان القوى في ساحة المعركة، ولا يزال أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية مستمرين في تقدمهم في تلك المناطق بأيد فارغة وباسلحة بسيطة، وهذا الامر أثار استياء قادة تحالف العدوان السعودي. كما أفادت تلك التقارير، أن العشرات من قوات تحالف العدوان السعودي قتلوا وجرحوا خلال الاشتباكات التي وقعت في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب (مديريتي الماهلة والعبدية) وأصيب في تلك الاشتباكات أيضا “عبد الله محمد نكير”، المسؤول والقائد العسكري في قوات “منصور هادي”.

وهنا يمكن القول أنه يبدو أن الوجهة التالية للمقاتلين اليمنيين الأبطال في جنوب محافظة مأرب هي مناطق “معبا الشجب، ومجزع، و…”. وإذا تم تحرير هذه المناطق، سيكون الجزء الشمالي من محافظة البيضاء أكثر أمانًا واستقراراً، وسيفتح الطريق لتقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في الجزء الجنوبي لمحافظة مأرب، كما سيتم توفير الأمن لأجزاء من الطريق السريع “مارب – مفرق عفار”. وبحسب آخر المعلومات، فإن منطقتي “ناطع والنعمان” الواقعتين في شمال محافظة البيضاء وبالقرب من الحدود مع محافظة مأرب، ما زالتا قابعتين تحت سيطرة مرتزقة تحالف العدوان السعودي.

وفي الختام، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، أن تحالف العدوان يقوم بإحياء مشاريع التنظيمات الارهابية، وما يسمى تنظيمي “القاعدة وداعش” في محافظات البيضاء ومأرب وشبوة، ومنحهما مناطق نفوذ في المحافظة، مقابل انخراط عناصرهما للقتال في صفوفه، بعد انعدام ثقته بمسلحيه بعد تلقيهم هزائم مدوية أمام قوات الجيش واللجان الشعبية في محافظات البيضاء ومأرب والجوف خلال الأسابيع الماضية. وأكدت تلك المصادر الاخبارية إلى أن محافظة بعض المديريات في محافظتي البيضاء ومأرب تحولت في الأيام الماضية إلى قبلة لعناصر ما يسمى بتنظيمي “القاعدة وداعش” الذين يقوم العدوان بتجميعهم من محافظتي شبوة وأبين، ويدعمهم بالمال والسلاح، بعد انهيار مسلحيه أمام قوات الجيش واللجان الشعبية خلال المعارك الأخيرة الدائرة في المحافظة في ظل تحذيرات محلية ودولية من تحول المحافظة إلى بؤرة للإرهابيين بعد سيطرة عناصر التنظيمين على أجزاء كبيرة من المحافظة، وإقامة معسكرات هي الأكبر في المحافظة، في الوقت التي تتواصل إمداداتها من دول العدوان بالسلاح والمال.

“الوقت التحليلي”

مقالات ذات صلة