ما الذي يدل في الواقع على وجود رعاية إلهية لآل محمد؟

|| من هدي القرآن ||

 

هذه آية إلهية تدل فعلًا على أن لأهل البيت دورًا مهمًا في هذه الأمة، وأنهم مرتبطون بالقرآن الكريم، وأنهم حظوا برعاية إلهية، وحفظ إلهي في بقاء وجودهم، وإلا فهم تعرضوا لاستئصال عرقي فعلًا؟ حفظوا كما حفظ القرآن الكريم، ألم يحفظ القرآن الكريم؟ ما احد استطاع أن يغير أو يبدل أو يقضي عليه.
آل محمد قرناء القرآن حفظوا، حاول الطغاة بكل الوسائل القضاء على آل محمد فقتلوا وشردوا، حتى كان البعض منهم يبنون عليه عمودًا وهو ما يزال حيًا فيموت داخل ذلك العمود، ومع هذا لم يستطيعوا أن يقضوا عليهم.
ذرية معاوية أين هم؟ ذرية هارون الرشيد أين هم؟ ذرية أناس قريبين منذ أربعمائة سنة أو خمس مائة سنة أين هم؟ إذا كان هناك وجود لهم فقد يكون بأعداد نادرة جدًا.
كذلك في المكانة في الدين الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدًا كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أليست هذه مهمة كبيرة وفي نفس الوقت فضل كبير لأهل البيت؟ أن يقرنوا بالقرآن في ضرورة التمسك بهم لتنجو الأمة من الضلال، هذه هي وراثة الكتاب التي أعطاها بني إسرائيل والتي تحدث عنها في القرآن كثيرًا.
وهذا معنى الصلاة، الذي يقول لك: الصلاة من الله هي الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن المؤمنين الدعاء. هكذا يفسرونها تلقائيًا، لا أدري من أين جاء هذا التفسير. لو أن الصلاة منا بمعنى الدعاء – نحن فعلًا ندعو ونقول: اللهم صل – لكن لو أن الامتثال لقول الله سبحانه وتعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} يكون معناها: ادعوا له، لكان الامتثال كيف يكون؟ اللهم ارحم محمدًا، اللهم اغفر لمحمد، اللهم أجزه عنا خيرًا، أليس هذا هو الدعاء؟ أن ندعو له وندعو لآله على هذا النحو.
لكن هنا نحن نقول: [اللهم صل]، فنحن ندعو أن الله هو الذي يصلي عليهم، فعندما يقولون: الصلاة منا هي الدعاء، لا.. هي أن ندعو الله بأن يصلي، ليس معناها مجرد الدعاء منا، أن يكون الامتثال لقوله تعالى: {صَلُّواْ عَلَيْهِ} هو: أن ندعو أدعية أخرى.. صلوا عليه، قولوا: (اللهم صل)، ألسنا في الأخير طلبنا من الله أن يصلي هو؟
والصلاة من الله الرحمة، هكذا يقولون، الله قال في آية أخرى: {هُوَ الَّذِى يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَـاتِ إِلَى النُّورِ} (الأحزاب: من الآية 43) هذه الصلاة {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التوبة: من الآية 103) هذه أيضًا صلاة، كلمة: [صلاة] هي تختلف عن أي دعاء بأي مفردة أخرى، أن أقول: اللهم صل على فلان، معناها: اللهم حُطه من لديك بعناية ورعاية وامنحه عزة وشرفًا أو أي شيء من هذه الأشياء التي يكون لها قيمة في نفسه، لكن الصلاة على محمد وعلى آل محمد جاءت متميزة، أن تكون على النحو الذي حصل لإبراهيم وآل إبراهيم.
وآخر الصلاة يفسر لنا معناها (إنك حميد مجيد) فأنت مصدر الحمد ومصدر المجد، فمنك الحمد ومنك المجد، أليس الحمد معناه الثناء، والمجد العزة والرفعة؟ إذًا فنحن دعونا من له الثناء والمجد أن يمنح محمدًا وآل محمد ثناءً ومجدًا: عزة ورفعة ومكانة.. إلى آخره. ولو أنها كانت بمعنى الدعاء لكان آخرها (إنك غفور رحيم مثلًا، أو إنك سميع الدعاء، إنك سميع مجيب) أو نحو هذه.
فالصلاة في الصلاة هذه: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) التي نقولها هي تدل فعلًا على أن أمر الأمة أمر الدين وراثة الكتاب، الهداية إلى الحق إقامة العدل والقسط في الناس هو منوط بمحمد وآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم).
قضية أن تأتي الصلاة عليهم على هذا النحو المطلق، هل في تفسير الآية عندما قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) هل أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لا يعلم أنه سيكون في ذريته من ليسوا بصالحين؟ هو يعلم، فما هو الفارق؟ مثل الآية القرآنية تمامًا {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} (فاطر:من الآية 32).

معنى الصلاة على محمد وآله

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 9/2/2002م
اليمن – صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصرللإسلام

مقالات ذات صلة