الشهادةُ تكريمٌ للمحسنين في سبيل الله

محمد الهادي

 

(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)..

(وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإسرافنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخرة وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

ونحن على مقربة من حلول الذكرى السنوية للشهيد والتي تعتبر محطة نحتاج إلى أن نقف معها وقفة إجلال واحترام، لنستلهم ونستحضر قدر الإحسان والتضحيات التي قدّمها الشهيد؛ مِن أجلِ عزة هذه الأُمَّــة، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، والذي لا بد علينا الجميع أن نقدم ونحسن ولو القليل أمام أسر وأبناء الشهداء.

الشهداء تحَرّكوا بخطوات واثقة وَأقدم ثابتة يتنورون بثقافة العلم والمعرفة، وهي من أوصلت الشهيد إلى أن يقدم روحه الزكية في سبيل الله، وذلك بعد المعرفة الكاملة للقيمة الحقيقية للنفس البشرية في ديننا الحنيف، الشهداء هم من استناروا بهدي الله وعادوا إلى طرق الكتاب والعترة..

قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).

(يَوْمَ ندعو كُـلّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئك يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا).

فتحَرّكات الشهداء هي من تحكي وتجسّد لنا وتترجم الحياة الراقية في الولاء الصافي والصادق لله ورسوله وأعلام هداته، (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ).

هم فتية آمنوا بربهم وعملوا جاهدين بأنفسهم في ميادين الجهاد المقدس دون أن تثنيهم أقاويل المبطلين وسموم أيدلوجية الثقافات التكفيرية.

وبعد أن ربط الله على قلوب الشهداء والمجاهدين، أصبحوا هم الطوفان والأمواج التي لا شك في أنها ستغرق كُـلَّ فراعنة هذا العصر، وخير شاهد الضربات الموجعة والمتتالية والتي سيأتي يوم ما لتكون في حلقة من سلسلة هيكل هذا التحالف العجوز، وبعدها لن تقوم لهم قائمة.

فمن الواجب علينا جميعاً كأمة مؤمنة أن نستشعرَ عظمة هذه الدماء الطاهرة والتي ستكون ثمناً لانتصارات وفتوحات المناطق التي تحت سيطرة العدوّ الحقيقي للأُمَّـة (اليهود) ، وتعتبر ثمناً لتطهير الأراضي المقدسة (بلاد الحرمين وبيت المقدس) ، (وَأُخرى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).

الشهداء لم يقدموا دماءَهم رخيصة إلا لعلمهم المؤكّـد أن هذه التضحيات تعتبر عملاً أَسَاسياً لهزيمة قوى الكفر.

مقالات ذات صلة