ماذا يحدث وسط اليمن.. ما هي المناطق التي تمّ تحريرها في محافظتي البيضاء ومأرب من قبضة تحالف العدوان؟

يمرّ تحالف العدوان السعودي هذه الأيام بأوقات عصيبة في محافظتي البيضاء ومأرب ويخشى أن يستمر في خسارة الكثير من المناطق في هاتين المحافظتين، حيث يمكن أن تؤثر هاتان المحافظتان المهمّتان والاستراتيجيتان الواقعتان وسط اليمن على المعادلات السياسية في جميع أنحاء البلاد. وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، وقوع العديد من الاشتباكات العنيفة في المناطق الوسطى من اليمن في الأشهر والأسابيع الأخيرة، حيث كان لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية اليد العليا في ساحة المعركة، بينما عانى تحالف العدوان السعودي ومرتزقته من الكثير من الهزائم غير مسبوقة في تلك المناطق.

ولفتت تلك المصادر، إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الفترة الماضية من تحرير العديد من مديريات محافظة البيضاء وتمكنوا أيضا من إخماد فتنة الشيخ “ياسر العوضي” وتطهير مديرية “ردمان” الواقعة في الجزء الشمالي من محافظة البيضاء، وتمكّن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية حتى الآن من السيطرة على أجزاء مهمّة من الأجزاء الجنوبية لمحافظة مأرب. وتحتل محافظة البيضاء موقعا جغرافيا بالغ الأهمية، حيث تشترك حدودها مع ثماني محافظات، هي “شبوة والضالع وأبين ولحج من محافظات الجنوب اليمني، ومأرب وصنعاء وذمار وإِب من محافظات الشمال”. وهذا الموقع الاستراتيجي يجعلها تلعب دوراً حاسماً في تطورات الصراع اليمني الحالي بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وتحالف العدوان السعودي ومرتزقته.

وتضم هذه المحافظة 22 مديرية تسمى “مكيرات، والصومعة، ومسورة، والبيضاء، وناطع، وذي ناعم، والزاهر، والطفة، والملاجم، ونعمان، والسوادية 1، السوادية 2، وردمان (أل عواض)، والشرية، والقريشية، وولد ربيع 1، وولد ربيع 2، وولد ربيع 3، ورداع والعرش، والرياشية وصباح”. ووفقاً لبعض التقارير الاخبارية، فإن القبائل المهمة في هذه المحافظة هي قبائل “ال بوهي وال حميقان وال بني وهب والعسودي والسواد وال عواض” تعيش في محافظة البيضاء وتلعب دوراً مهماً ومميزاً في التطورات الميدانية. وتغطي محافظة البيضاء مساحة تقارب 11200 كيلومتر مربع، 75٪ منها (8400 كيلومتر مربع) تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، و 2793 كيلومترًا آخر تحتلها قوات تحالف العدوان السعودي وجماعات “داعش” والقاعدة الإرهابية.

وفي الوقت الراهن، تحتل قوات تحالف العدوان السعودي وبعض عناصر “القاعدة” الإرهابية حوالي 30 في المئة من مديريتي “الصومعة ومكيراس” الواقعتين في القسم الشرقي لمحافظة البيضاء، و70 في المئة من مديرية “الزاهر” الواقعة في جنوب محافظة البيضاء لا تزال أيضا تحت سيطرة عناصر من تنظيمي “داعش” و”القاعدة” الإرهابية. وحوالي 95 في المائة من منطقة “ولد ربيع 1” وحوالي 40 في المائة من منطقة “القريشية” الواقعة شمال غرب محافظة البيضاء لا تزال تحت سيطرة إرهابيي من تنظيم “داعش”، وأما بالنسبة لمناطق “ناطع ونعمان والسوادية 1” لا تزال هي الاخرى تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي؛ وباقي المناطق الأخرى من محافظة البيضاء هي مناطق خاضعة لسيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

وتشير أحدث المعلومات إلى وقوع اشتباكات متقطعة خلال الايام الماضية في شمال محافظة البيضاء، ولكن بشكل عام، فإن استعداد والاستجابة الحاسمة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في أنحاء مختلفة من هذه المحافظة، تركت قوات تحالف العدوان السعودي في وضع ضعيف وغير قادر على الاستمرار في القتال.

محافظة مأرب أهم قاعدة لتحالف العدوان السعودي في وسط اليمن

على مدى السنوات الخمس الماضية، كانت محافظة مأرب واحدة من القواعد الرئيسية لتحالف العدوان “الغربي – العربي – العبراني في وسط اليمن، وقد استثمر النظام السعودي الكثير من الأموال من أجل المحافظة على استقرار مواقع مرتزقته في هذه المحافظة وقام خلال السنوات الماضية بتزويد القوات الواقعة تحت قيادته (حكومة منصور هادي المستقيلة والهاربة) بمعدات عسكرية مختلفة ومتطورة. وتتمتع محافظة مأرب بأهمية استراتيجية كبيرة للنظام السعودي، حيث أنه حشد كل قوته ومرافقه العسكرية في هذه المحافظة خلال السنوات الماضية، لأنه كان يحلم باحتلال مدينة صنعاء، حيث أنه كان يعرف جيدًا أنه من أجل الوصول إلى العاصمة، كان عليه أن يقوي مواقعه العسكرية في هذه المحافظة.

ولقد كانت قوات تحالف العدوان السعودي تسيطر على زمام المبادرة في محافظة مأرب حتى أوائل الشتاء عام 2020، عندما بدء أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية عملياتهم العسكرية في أطراف هذه المحافظة، وبهذا فلقد تغّير الوضع على الأرض وتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تحرير أجزاء كبيرة من هذه المحافظة وبهذا الأمر تلاشت كل آمال الرياض. وتقع محافظة مأرب، التي تسمى بقلب اليمن، على بعد حوالي 170 كم من المحور الغربي لمدينة صنعاء، وهي البوابة الشرقية للعاصمة، والتي تربط شمال اليمن بجنوبه وهي محافظة غنية بموارد الغاز والنفط.

ولقد تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في وقتنا الحاضر من استعادة حوالي 3000 كيلومتر مربع من المناطق التي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي في محافظة مأرب، لكن 14000 كيلومتر مربع أخرى لا تزال تحت سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته. ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فإن مديريات “بدبدة وحريب القراميش” إلى جانب 95٪ من مديرية “مجزر” و 20٪ من مديرية “مدغل” و 65٪ من مديرية “صرواح” و 5٪ من مديرية “ماهلية” و 5٪ من مديرية “العبدية”، تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

وبحسب آخر الأخبار، يواصل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية القوات عملياتهم العسكرية في عدد من المحاور من جنوب محافظة مأرب ومن شمالها، لكنهم يواجهون مقاومة شديدة من قبل قوات تحالف العدوان السعودي، المجهزة بالعديد من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة والمنشآت العسكرية المحصنة والدعم الجوي، ويعلم تحالف العدوان السعودي جيداً، أنه إذا ما خسروا هذه المناطق، فإنهم سوف يخسرون المعركة وسيخسرون محافظة مأرب بالكامل التي تعتبر قلب اليمن الاقتصادي في أقرب وقت ممكن. وبالتزامن مع العمليات العسكرية على هذه المحاور، أعاد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية فتح محور جديد من جنوب محافظة مأرب قبل أسبوعين للوصول إلى مركز مدينة مأرب لزيادة الضغط على قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته.

ومن ناحية أخرى، كشفت العديد من التقارير الميدانية، أن مديريات “مأرب، ورغوان، والجوبة، وجبل مراد، وحريب”، و5٪ من مديرية “مجزر”، و80٪ من مديرية “مدغل”، و35٪ من مديرية “صرواح”، و85٪ من مديرية “رحبة”، و95٪ من مديرية “العبدية” و80٪ من مديرية “ماهلية” لا تزال قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي؛ بينما يحتل إرهابيون تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، 15 في المائة من مساحة مديريتي “رحبة وماهلية”. وتعتبر مناطق “صافر والرجاء والنصر” من أكبر وأهم حقول النفط في محافظة مأرب (الوسطى والشرقية) التي تحتلها قوات تحالف العدوان السعودي. وتقع الموارد النفطية ومصفاة “صافر” المهمة والاستراتيجية في الضواحي الشرقية لمدينة مأرب والتي تُعد واحدة من ثلاثة حقول نفطية رئيسية في اليمن. ويغطي قطاع النفط والغاز في مأرب حوالي 40٪ من إجمالي مساحة محافظة مأرب وهو أكبر قطاع استثماري في هذه المحافظة.

وتُظهر التطورات الميدانية في ساحة المعركة اليمنية، أنه مع سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على المناطق الجنوبية الغربية والغربية من محافظة مأرب، سوف يُجبر تحالف العدوان السعودي على الانسحاب من الأجزاء الشمالية الغربية من محافظة مأرب ولا سيما من مديريات “مجزر، ومدغل ورغوان” إلى حقل “صافر” النفطي المهم للغاية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تحالف العدوان ومرتزقته، يبذلون الآن قصارى جهدهم لوقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على هذه المحاور والوصول إلى مركز محافظة مأرب التي تعتبر الشريان الاقتصادي النفطي لليمن، لكن كل الأدلة تشير إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية يتقدمون وفق خطة تم رسم ملامحها في غرفة العمليات في العاصمة صنعاء.

“الوقت التحليلي”

مقالات ذات صلة