ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ

|| من هدي القرآن ||

 

يجب على الناس أن يلتفتوا بجدية إلى واقعهم، وأن ينظروا إلى ما حكاه الله عن بني إسرائيل، بنو إسرائيل اختارهم الله، واصطفاهم، وفضلهم، ولكنهم عندما فرطوا في المسئولية وعندما قصروا وتوانوا، وعندما انطلق منهم العصيان والاعتداء ضرب عليهم الذلة والمسكنة.

وعندما يقول الله لـك في الـقرآن الكـريم: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} هو ليقول لك وللآخرين بأنك وأنت إذا ما عصيت واعتديت، إذا ما قصرت في مسؤوليتك، ستُعَرض نفسك لأن تضرب عليك الذلة والمسكنة، وأن تَـتِيه كما تاه بنو إسرائيل من قبلك.

 

الشيء الواضح أمامنا جميعًا هو أن إسرائيل مهيمنة على العرب، أليس كذلك؟ هو أن اليهود والنصارى يستذلون المسلمين، أليس كذلك؟ أليس واضحًا؟ نرجع إلى القرآن الكريم، ألم يقل الله عن اليهود والنصارى بأنه {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ}؟ (آل عمران: من الآية112) ألم يقل هكذا عنهم في آيتين في القرآن الكريم أنه ضرب عليهم الذلة والمسكنة، إذًا فلماذا نحن أذلاء تحت من ضُربت عليهم الذلة، ونحن مساكين تحت رحمة من ضُربت عليهم المسكنة؟‍! ونحن أيضًا في غذائنا في كل شؤوننا تحت رحمة من قد باءوا بغضب من الله.

 

ما السبب في ذلك؟ هو أننا فرطنا تفريطًا خطيرًا، وقصرنا تقصيرًا كبيرًا، جعلنا جديرين بأن نكون كذلك وإلا لما كان اليهود يمتلكون هذه الهيمنة، ولما كانوا قد ملأوا الدنيا فسادًا. ألم يملأ اليهود الدنيا فسادًا؟ ألم يصل فسادهم إلى داخل كل البلاد الإسلامية، إلى كل قرية، إلى كل بيت تقريبًا؟ فسادهم الثقافي، فسادهم الأخلاقي، فسادهم السياسي، فسادهم الاقتصادي.

 

الربا أليس من المعروف أن بني إسرائيل هم كانوا من المشهورين بالتعامل بالربا؟ التعامل بالربا الآن أصبح طبيعيًا وأصبح تعاملًا اقتصاديًا طبيعيًا داخل البلدان العربية كلها، البنوك في البلدان العربية تتعامل بالربا بالمكشوف، والشركات تتعامل بالربا بالمكشوف. ألم يُفسِد بنو إسرائيل حتى العربَ أنفسَهم؟ وحتى جعلوا الربا الذي قال الله في القرآن الكريم وهو يحذر من الربا: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (البقرة الآية 278 – 279) يتهدد بحرب من جهته وبحرب من جهة رسوله لمن يتعاملون بالربا، ثم يصبح الربا شيئًا طبيعيًا.

 

السفور في النساء، تجد النساء في القاهرة وفي معظم العواصم العربية، وبدأ في صنعاء بشكل كل سنة أسوأ من السنة الماضية، أصبح شيئًا طبيعيًا، لا تفرق بين المرأة المسلمة وبين المرأة اليهودية، لا تفرق بينهن شكلهن واحد، ثقافتهن واحدة، زيهن واحد، أليس هذا من إفساد اليهود؟

 

ثم إذا وجدنا أنفسنا على هذا النحو فإن معنى ذلك بأن مَن هم في الدنيا أذلاء تحت من باءوا بغضب من الله أي أنه قد غضب على هؤلاء أكثر مما غضب على أولئك.

 

فإذا كان هؤلاء ينتظرون الجنة وهم من غضب عليهم في الدنيا، والغضب من الله لا يأتي هكذا حالة لا أحد يعلمها، آثارها تظهر، الغضب من الله، السخط من الله على عباده على أحد من عباده تظهر آثاره في حياته تظهر آثاره؛ لأن الله قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه:124).

 

أليس وضع الأمة العربية وضعًا سيئًا جدًا في حياتهم المعيشية، في كل شؤونهم؟ أصبح العربي لا يفتخر بأنه عربي، من هو ذلك الذي يفتخر بأنه عربي؟ هل أحد أصبح إلى درجة أن يفتخر بأنه عربي؟ أصبح العربي الذي تجنس بجنسية أمريكية أو بريطانية يفتخر بأنه استطاع أن يتجنس أن يأخذ الجنسية الأمريكية أنه عربي أمريكي، لكن العربي الأصيل العربي الذي لا يزال عربيًا أصبح لا يرى بأن هناك بين يديه ولا في واقع حياته ما يجعله يفتخر بأنه عربي.

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم

 

#لا_عذر_للجميع_أمام_الله

 

ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي

 

بتاريخ: 21/12/1422ه‍

اليمن – صعدة

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

مقالات ذات صلة