رجـــــالٌ صـــدقــــوا

محمد علي سعد*

 

لقد صدق السيدُ الشهيدُ حسين بدرالدين الحوثي حينما رفع شعار “الموتُ لأمريكا، الموتُ لإسرائيل، اللعنةُ على اليهود، النصر للإسلام”، وحمل من بعده أمانةَ الشعار قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -أطال اللهُ عمرَه وأبقاه ذُخراً لليمن-. فقد جسّد تلك اللعنةَ بصدق وإخلاص، ومن يتابع تصريحاتِ السفير الأمريكي ومواقفَ دولته يتأكّـد أن أمريكا عدو العرب عامة وعدوٌّ للشعب اليمني على وجه الخصوص.

 

ودعونا نذكِّر العرب والمسلمين أن أمريكا خلال الست السنوات الأخيرة كانت ولا زالت هي العدوّ والقاتلَ للشعب اليمني صغيره وكبيره، وكل الذين يعتقدون أن أمريكا يمكن أن تكونَ صديقةً للعرب واهمون.

 

لا صديقَ لأمريكا سوى مصالحها، وهي التي باعت المملكةَ ترسانةَ أسلحة قتلت بها أبناءَ هذا الشعب صغاراً وكباراً وشيوخاً وأطفالاً من دون أي شعور بالمسئولية الأخلاقية والإنسانية.

 

وحين نعودُ بذاكرتنا إلى تاريخ جرائم أمريكا ضد شعوب العالم، فلقد تأسّست أمريكا على جماجم الإبادات الجماعية للهنود الحُمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية، كما خاضت أكثرَ من ١٢٥ حرباً ضد شعوب العالم منذ تأسيسها، وكلنا يتذكر حربَ فيتنام وجرائمها المرتكبة في حق الشعب الفيتنامي، ولعل أقربَ حرب في متوالية حروبها الاستعمارية حرب أفغانستان وحرب العراق وتدخلها في حرب سوريا واليمن، وخلال مسيرتها ارتكبت جرائمَ يندى لها جبينُ الإنسانية.

 

وأقول للسفير الأمريكي في السعودية: أنت وإدارتك في البيت الأسود، أسلحتُكم لن تخيفَ وتثبِّطَ من عزائم رجالٍ عقدوا العزمَ على تحرير بلدهم من التبعية والوصاية والارتهان، رجال صار شعارُ “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” يرضعونه لصغارهم مع حليب أُمهاتهم، فلن تخيفَهم ترسانةُ سلاحكم المباعة للمملكة التي أحرقها أبطالُ جيشنا ولجانه الشعبيّة بالولّاعة والكراتين، وتحوّلت إلى خردةِ حديدٍ بلمحِ البصر.

 

* رئيسُ مجلس إدارة مؤسّسة أكتوبر، رئيس تحرير صحيفة ١٤ أكتوبر.

مقالات ذات صلة