تمسك الشعب بالولاية دليلٌ على ظهور فجر الأُمَّــة

محمد الهادي

 

إجلالاً ليوم الولاية التي أعلنها الرسولُ الأعظم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يوم غدير خم عندما قال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه…)، وحينما نرى الجميع يتسابقون لإعلان ولائهم لأعداء الأُمَّــة من اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل)، فإننا أبناء الشعب اليمني نحن وأبناء المقاومة الإسلامية نعلن ومن بين أنقاض منازلنا ومدارسنا ومساجدنا الولايةَ لله ولرسوله ولأمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

 

(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ) المائدة- (56).

 

وبعد أن وصل الحال بأغلبية الأُمَّــة الإسلامية إلى أن يتولوا اليهود مبتعدين عن ولاية الله في أرضه ما جعلهم محط أطماع الأمم الأُخرى، عاد أبناءُ اليمن لمناهضة سموم الثقافة التكفيرية الدخيلة على سماحة الإسلام، وأعلنوا بقيادة الشهيد السيد الحسين بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- تمسكهم بتولي أولياء الله في أرضه، وذَلك كان سبباً أَسَاسياً سلَبَ النوم من عيون الكفار والمنافقين، وأصبح أمراً يقلق أعداء الأمة الإسلامية، وهذا كان سبباً كافياً لإعلان الحرب على الشهيد القائد في البداية وَحينما عزم أبناء اليمن على الخروج من تحت ظلم وجور الهيمنة والوصاية الأمريكية إلى تحت عز وفضل الوصاية السماوية، كان ذلك ذنباً كافياً عند الكفار والمنافقين الأعراب (البعران).

 

وفي حينه قاموا في السادس والعشرين من مارس بشن حقدهم على الصغير والكبير، الطفل والشيخ، الرجل والمرأة، ظناً منهم أن حربهم ستغير سير طريق المؤمنين نحو الولاية.

 

في مناسبة الولاية لا بد لنا أن نستلهم السلوك والثقافات التي سار عليها أولياءُ الله في أرضه والذي تتمثل في العمل الصالح، وكما يقال لا يخفى القمر، لم يصل أي شخص مستوى الولاية إلا ببذل الجهد والجهاد للعمل في سبيل الله، وذلك ما جعل الإمام عليًّا ينال منقبةَ الولاية من رب العالمين.

 

فكثيرة هي الأوسمة التي مُنحت للإمام علي من الله على لسان النبي حينما قال النبي الكريم: “أنا مدينة العلم وعلي بابها”، وقال: “يا عمار إذَا سلك الناس وادياً وسلك علي وادياً، فسلك وادي علي”، وقال: “يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق”، وقال: “يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي”.

 

وبعد أن أكمل النبي حجّـة الوداع، أمر منادياً ينادي في المسلمين أن ينتظروا في منطقة غدير خم، وفي حينه تجمّع عشرات الآلاف من حجاج بيت الله العتيق ليستمعوا (الأوامر السماوية على لسان النبي الكريم)، قام النبي وإلى جانبه علي وبعد أن حمد لله وأثنى عليه، أخذ بيد علي وكان الخطاب للناس وليس لعلي وقال: (أيها الناس، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله).

 

فرسول الله وأهل بيته الأطهار هم علامة فاصلة بين المؤمنين، والمنافقين المتمثلين في بني أمية ومن على شاكلتهم إلى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة