تفاصيل الاشتباكات العنيفة في عروس البحر الأحمر..عن ماذا يبحث تحالف العدوان في الساحل الغربي لليمن؟

أفادت الأنباء الواردة من جنوب غرب محافظة الحديدة، أن عددًا من قوات تحالف العدوان السعودي المتمركزة في منطقة “الفازة” المهمة والحساسة، نفذت عملية عسكرية على المحور الشرقي ضد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية للتسلل إلى منطقة “الجبيلة”. وبحسب المعلومات التي قدمها مصدر ميداني، فإن قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية المتمركزة في تلك المنطقة، والذين كانوا في حالة تأهب قصوى، استجابوا بسرعة لتلك الهجمات المباغتة ومنعوا في الوقت المناسب قوات تحالف العدوان السعودي من التقدم في منطقة “الجبيلة”.

 

وقال المصدر الميداني، أن قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية أجبروا القوات الغازية على الانسحاب من المنطقة بعد اشتباكات عنيفة، مضيفاً، أن “عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي تحاول زيادة الأمن في منطقة الفازة من خلال توسيع نطاق سيطرتها على المناطق في محور الجبيلة”. ووفقاً لهذا المصدر الميداني، فإن تحالف العدوان السعودي يحاول من خلال التقدم على محور “الجبيلة”، أيضًا جعل طريق “المخا – يختل – مثلث المتينة – الفازة – مثل الحسينية – مدينة الحديدة” أكثرأمانًا، مما سيؤدي إلى إخراج قواتها ومعدات مرتزقتها بأمان من المحور الغربي لمحافظة تعز ونقلها إلى مركز محافظة الحديدة وضواحيها.

 

 

وترتبط منطقة “الجبيلة” بهذا الطريق المهم والاستراتيجي (تعز – الحديدة) من المحور الغربي، وتخشى قوات تحالف العدوان السعودي في حال وقوع اشتباكات أن يغلق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية هذا الطريق ويحاصرونهم في مدينة الحديدة والمناطق الجنوبية ولهذا فقد أدى هذا الموضوع وهذا القلق إلى وضع احتلال منطقة “الجبيلة” على جدول أعماله. وتشير التقارير الواردة من الضواحي الغربية لمدينة “الدرهمي” المحاصرة، إلى أن قوات تحالف العدوان السعودي شنت عملية عسكرية من المحور الشمالي لمنطقة “الطائف”، لكن قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية الذين كانوا على الخطوط الأمامية، كانوا لهم بالمرصاد وتمكنوا من منعهم من التسلل إلى المدينة وأحبطوا جميع هجماتهم.

 

وتقع مدينة “الدرهمي” في الجزء الغربي من محافظة الحديدة وبالقرب من الضواحي الجنوبية الشرقية لمدينة الحديدة الساحلية، وتخضع للحصار منذ أكثر من عام، حيث تطلق قوات تحالف العدوان السعودي العشرات من قذائف الهاون على مناطق سكنية والبنية التحتية لهذه المدينة. ويعتبر المحور الشرقي لمدينة “الدرهمي”، الذي يرتبط بطريق “بيت الفقيه – المنصورية”، هو السبيل الوحيد للتواصل مع العالم الخارجي، والذي منعه تحالف العدوان السعودي من خلال تنفيذ العديد من الهجمات المستمرة بقذائف الهاون والصواريخ البالستية، لمنع وصول المساعدات لأهالي تلك المدينة.

 

 

وأفادت الاخبار القادمة من مدينة الحديدة، بأن قوات تحالف العدوان السعودي عززت مواقعها في بعض الشوارع المحتلة، وبحسب مصادر ميدانية، فقد عززت قوات تحالف العدوان السعودي في الأيام الأخيرة مقارها وسدودها قرب شارع الخمسين وقاموا باستهداف بعض مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في المحور الغربي والأوسط للمدينة بقذائف الهاون. ووفقاً لآخر المعلومات، فإن قوات تحالف العدوان السعودي انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة 71 مرة على الأقل في الأيام القليلة الماضية بمهاجمة مواقع قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية وإلحاق أضرار ببعض المناطق السكنية.

 

وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن جبهة الساحل الغربي، شهدت خلال الساعات الماضية،  اشتباكات  في قطاعين جراء خروقات جديدة لقوات تحالف العدوان السعودي انتهت بالفشل الذريع وخسائر بشرية في صفوفها. وأفاد الإعلام العسكري لقوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، أن بقايا جيوب قوات تحالف العدوان السعودي، عاودت محاولة التسلل صوب منطقة “الجبلية” بمديرية “التحيتا” ولكن دون جدوى رغم استخدامها غطاء ناريا ومدفعيا مكثفا أصاب قرى ومزارع مواطنين بعيدة عن أي هدف عسكري. مؤكدا أن الوحدات المرابطة من قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية لتأمين حياة المواطنين في “الجبلية”، اشتبكت مع عناصر ومرتزقة تحالف العدوان المتمركزة في مناطق نائية غير ذات قيمة عسكرية على خط “زبيد” وأجبرتها على الفرار بعد تحقيق إصابات مباشرة في صفوفها. وفي قطاع “كيلو 16” شرق مدينة الحديدة اشتبكت وحدات من قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية مع عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي أثناء محاولتها التسلل إلى تباب قريبة من خط التماس. وأكد الاعلام العسكري مصرع وجرح عدد من عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي وإجبار البقية على الفرار.

وتبلغ مساحة محافظة الحديدة الساحلية المعروفة بعروس البحر الأحمر حوالي 13،500 كيلومتر مربع، وهي من أهم مناطق غرب اليمن، وتبعد حوالي 230 كيلومترًا شرق العاصمة (مدينة صنعاء) ومن المحافظات التي تحدها هي “حجة، وتعز، وأب، وذمار، وريمة، وصنعاء، والمحويت”. وتتكون محافظة الحديدة من 26 جزء وتضم 40 جزيرة من أهمها جزيرة “كمران، وطققاش، وحنيش الكبرى، وحنيش الصغرى، إلخ” وتتصل بالبحر الأحمر من المحور الغربي ولقد تم استغلال هذه المحافظة كرافعة للضغط على الشعب اليمني.

 

ووفقاً لبعض المصادر الاخبارية، فإنه باحتلاله لمحافظة الحديدة الساحلية، يحاول تحالف العدوان السعودي قطع ارتباط اليمن بالعالم الخارجي وزيادة الضغط على حكومة الإنقاذ الوطني وجبهة مقاومة “أنصار الله”، ولفتت تلك المصادر إلى أن جميع تلك الخطط والمؤامرات التي نسجها تحالف العدوان السعودي خلال الفترة الماضية لتحقيق اهدافه تلك، بائت جميعها بالفشل حتى الآن ولم يتمّكن من تحقيق أي نتائج.

 

وفي الوقت الحالي، وإضافة إلى مديرية “الخوخة”، تحتل قوات تحالف العدوان السعودي مناطق “حيس والجراحي والتحيتا وبيت الفقيه والدريهمي والحوك والحالي”، بمساحة تصل إلى حوالي 4000 كيلومتر مربع، وتشكل نحو 30٪ من مجموع الأراضي في محافظة الحديدة، وتسيطر قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على حوالي 9500 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 70٪ من مساحة محافظة الحديدة.

 

 

وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من المصادر الاخبارية، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية شنوا عملية عسكرية قبل عدة أشهر في محافظة الجوف بعد أن وجهت ضربات شديدة للتحالف السعودي في الجزء الشرقي من العاصمة صنعاء والمحور الغربي لمحافظة مأرب وتمكنوا من تحرير العديد من المناطق وطرد قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته منها ومن أبرز تلك المناطق مديرية “الحزم” العاصمة الإدارية لمحافظة الجوف. ولفتت تلك المصادر إلى أن هذه العمليات العسكرية المفاجئة ادخلت الرياض في صدمة عميقة.

 

ومع تلك الانتصارات الميدانية المذهلة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظات الجوف ومأرب والحديدة والبيضاء وتعز في شهر مارس الماضي من هذا العام، تحول ميزان القوى في شمال اليمن لمصلحة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وأصبح تحالف العدوان السعودي الخاسر الأكبر ولهذا فلقد فضّل التّحول إلى الوضعية الدفاعية لتجنب المزيد من الإذلال والهزائم. وفي وقتنا الحالي تجري العديد من الاشتباكات المتفرقة بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ومرتزقة تحالف العدوان السعودي في محافظة الحديدة والجوف ومأرب والبيضاء وتعز، ومن المتوقع حدوث تطورات كبيرة في الأيام والأسابيع المقبلة.

“الوقت التحليلي”

 

 

مقالات ذات صلة