البيضاء.. بيضاء للمؤمنين وسوداء للمنافقين!

إبراهيم عطف الله

 

لعدة سنوات ظلت محافظة البيضاء مجرد اسم بيضاء، لكن جوفها سوداء معتمة مليئة بالجرائم الداعشية من تكفير داعش والقاعدة، تجذرت تلك الجماعات الإرهابية في محافظة البيضاء خلال السنوات الماضية منذ العهد العفاشي إلى العهد العدواني وأدواته في الداخل إلى ما قبل يومين فقط من تطهيرها.

 

حظيت هذه التنظيمات بدلال داخلي عفاشي سابق ورومانسية خارجية أمريكية، ورعاية مباشرة من الخارج ودعم لوجستي بكامل أنواعه، سلاح مطور وحديث دعم بالأموال والارتزاقيين الداخليين والخارجيين، حماية جوية برية بحرية، تواصل وتنسيق مشترك فيما بينهم، تغطية أممية، ورعاية أمريكية عالمية طبية غذائية، تسهيلات التحرك من وإلى ما يريدون وكيف ومتى ما يريدون، باختصار مُنحت الحرية المطلقة لقتل ونهب وتفجير وسفك دماء الأبرياء والمواطنين من أبناء البيضاء وغيرها.

 

تعمقت الداعشية باستهداف الأحياء السكنية والشوارع وبث الفزع والخوف في أوساط المجتمعات، بقتل الأبرياء والمواطنين من أبناء البيضاء وغيرها، أمنيين عسكريين مواطنين جيش لجان شعبية مجاهدين مزارعين إلخ.. لم تبق أي فئة من أبناء الشعب إلا وارتكبت هذه التنظيمات التكفيرية بحقها أبشع الجرائم الوحشية والانتهاكات اليومية.

 

تولت عدة مهام أوكلتها عليها دول العدوان الأمريكي الباغي، من قتل وتفجير اغتيالات تقطعات أغتصابات نهب دهس ذبح وصلب إلخ.. وأخيراً مؤامرة شيطانية وتخطيط إرهابي ذات تمويل أمريكي لفتح جبهة نحو العاصمة صنعاء، والتي كانت آخر مهمة وآخر نقطة في قائمة العدوان لإسقاط صنعاء اليمنية واحتلالها داعشياً وأمريكياً.

 

على هذا النحو، استمرت هذه الجماعات التكفيرية تنخر جسد الشعب من الداخل وتفتك بأبنائه ومواطنيه إلى ما قبل يومين من إزالتها كلياً على أيدي رجال الله.

 

عزم المجاهدون تطهير البلد من دنس الغزاة والمحتلين وأذنابهم في الداخل من قاعدة وداعش ومرتزقة، تقدم أبطالنا المغاوير بمساندة من أحرار المنطقة من عدة مسارات وفق توجيهات القيادة الحكيمة صوب وكر العدو الداعشي بمحافظة البيضاء، خاضت المواجهات العنيفة مع تلك التنظيمات وسطرت أروع ملاحم الانتصار، بتطهير البيضاء بالكامل بما فيها (ولد ربيع والقرشية) من رجس أكبر تنظيم قاعدي داعشي تكفيري على مستوى الجزيرة العربية.

 

وبمستوى الفتنة الداعشية وحجمها، حظي مجاهدونا الأبطال بتأييد وتوفيق إلهي وعون رباني غير مسبوق، باجتثاثهم لزمرة التكفير الإرهابي من الوجود، وتكبيدهم الخسائر بكل أنواعها، قتل، أسر، اغتنام أسلحة ومعدات، كشف وثائق بالخيانة، العثور على أحزمة ناسفة وعبوات متفجرة، إسقاط اثني ىعشر معسكراً بعد تدميرها وتطهيرها من العناصر الإجرامية، وتكتمل العملية بتحرير ألف كيلومتر مربع وتطهيرها من التكفير الداعشي كما تطهر الثوب الأبيض من الدنس، كلهُ بفضل الله وعونه وتأييده لأنصاره ولأحرار شعبه المختار.

 

أخيراً.. ما جاء في بيان العميد سريع كافياً للمعرفة، وما وثقته عدسات الإعلام الحربي شاهد على آيات الله في واقع المعركة، ولا يسعنا الحديث عنها أكثر حمداً وشكراً لله تعالى على نعمة المجاهدين، فالجميع شاهد على ما تم العثور عليه في أوكار تلك الجماعات السفاحة من أحزمة وعبوات وسكاكين (مقاصم) كبيرة الحجم دليل على حقدهم وخبثهم وأعمالهم البشعة.

 

فلولا نعمة الجهاد والمجاهدين لكانت تلك العبوات والأحزمة حليفة الأبرياء، وكفيلة لإبادة الشعب كاملاً، ولولا فضل الله والمجاهدين من بعده ممن قاموا بهذه العملية التي أثلجت الصدور فرحاً بإفشال مؤامرات التنظيم الداعشي، لسمعنا أصوات التفجيرات في كل حي وفي كل شارع، ولشاهدنا الجرائم والمجازر تتوالى بحق الأبرياء في كل يوم ولحظة.

 

من أي نصرٍ إلهي نبدأ الحمد.. والانتصارات يا الله لم تهدأ..

مقالات ذات صلة