عاشوراء.. الأسبابُ والنتائج

رفيق محمد

 

إنَّ ذهابَ الإمام الحسين (ع) إلى العراق لم يكن صدفةً وإنما ذهب اليهم بعد أن دعوه وأرسلوا إليه الرسائل التي بلغ عددها كما ورد في التاريخ إلى أكثر من خمسة عشر ألفَ رسالة.

 

فلماذا قتلوه بعد أن دعوه؟

 

هناك أسبابٌ يجبُ أن نلتفتَ إليها؛ لكي لا نقع فيها، فمن أهم هذه الأسباب: هو الانحراف الأول عن توجيهاتِ رسول الله (صلوات الله عليه وعلى اله وسلم) في يوم السقيفة، وَأَيْـضاً خذلان أهل العراق في السابق للإمام علي (ع) وعدم الاستفادة مما كان يلقيه عليهم من مواعظ وإرشاد وتعليم وتبيين فلم يستفيدوا وعياً من وعيه ولا بصيرة من بصيرته ولا نظرة من نظرته القرآنية، فلم يعززوا ثقتَهم بالله وارتباطهم به وعظمة وقداسة أولياء الله وأعلام الهُدى في نفوسهم فصار ما صار وهذا هو من أهم الأسباب.

 

السبب الثالث لم يكن لديهم معرفةٌ بالوضع السياسي ولم يكونوا يهتموا؛ لهذا فعندما جاء لهم قليلُ مشاكل كان هَمُّهم هو التخلص منها، فكانوا يفكرون بقلة وعيهم ونظرتهم المغلوطة والسطحية أن الإمام الحسين (ع) هو المشكلةُ فبتخلصهم منه تخلص المشاكل، ولكن (لا) الإمام الحسين كان هو الحلَّ فعندما قتلوه لتخلص المشاكل لم تهدأ أرض العراق بعده يوماً، ولم يمر يومٌ بدون سيل دماء، فسلط الله عليهم الحجاج بن يوسف الثقفي يقطفُ رؤوسَهم ويسفك دماءَهم وغيره الكثير من الولاة الظلمة.

 

أما النتيجة الثانية أنه إذَا لم ينصر الناسُ أهلَ الحق ودينَ الله وأعلام الهُدى من أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى اله وسلم) في كُـلّ زمان، فإنَّهم يتعرضون للخذلان الإلهي ولم يعودوا مؤهلين لأن يوفقهم الله لنُصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ونشر دين الله، وهذا ما حدث لأهل العراق مدى الأزمان.

مقالات ذات صلة