الصماد والمشاط نماذجُ مدرسة القرآن

رفيق محمد

 

كان الرئيسُ الشهيد الصماد يحملُ نفسيةً وروحيةً قرآنية ومتواضعة مع الشعب وقريبة من الشعب، وكان تعامله معهم تعامل الأب لابنه والأخ لأخيه، يتعامل معهم برفق ويتعامل معهم وهو يعرف أنهم شعبُ التضحية والإباء وأبناء الأوس والخزرج وأهل الإيمان والحكمة كما قال رسولُ الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، وكان يُحبُّهم ويقدّرهم إلى حَــدّ أنه قدّم نفسَه شهيداً في سبيل الله وفداء لهم وحفظاً لكرامتهم وحريتهم ودفاعاً عن سيادة بلدهم واستقلاله، وكان رجلاً بحجم المرحلة العصيبة التي حكم البلاد فيها، من حيث إدارته الناجحة ومكافحته للفساد بالقدر الذي كان يستطيعه، وهذا ما ميزه وجعله مختلفاً عن كُـلّ من سبقوه في حكم البلاد الذين كان همهم هو إرضاء الأمريكي والإسرائيلي، ولا يلتفتون إلى شعبهم إلَّا بعيون حمراء وأوداج منتفخة، ولم يعملوا لهذا الشعب شيئاً وهذا ما جعل الشعب يكرههم ويتخلّى عنهم.

 

عندما تولى الرئيسُ المشاط إدارة أمور البلاد بعد استشهاد الصماد، كان الشعب يقول: “أما الصماد لن نلقى مثله”، ولكن وجد الشعبُ اليمني في رئيسه المشاط الروحية والنفسية والاهتمام الذي كان يحمله الرئيس الشهيد الصماد، وفي الكلمة الأخيرة التي ألقاها الرئيس المشاط وجدناه كالصماد ولم نفقد إلَّا شخصَه، وجدناه لا يملك بيتاً حتى في مسقط رأسه بعد ما قام طيرانُ العدوان باستهدافه في بداية العدوان، وجدناه يعيش كما يعيش أبناء هذا الشعب ويعيش همومهم، ويكافح الفساد الموجود في مؤسّسات دولتهم بكل شجاعة وحسم وحزم في ذلك، بل إن إدارته لأمور البلاد في هذه المرحلة وخُصُوصاً بعد ما رأى من ترصد الأمريكي وتحالف العدوان على اليمن لكل رئيس حر يبرز لليمن، هذا بحدِّ ذاته يعد شجاعة لا نظير لها وحبًّا للشعب اليمني قد يرقى إلى مستوى حب الصماد لهم.

 

من نعمة الله على الشعب اليمني، أن يكون له حكام بهذا المستوى العظيم، وخَاصَّة في ظل هذا العدوان وهذه الأوضاع العصيبة، فلماذا هم بهذا الشكل والمستوى العظيم؟ ولماذا حكمهم لشعبهم يختلف عن حكم كُـلِّ حكام هذا العالم المظلم لشعوبهم؟

 

هناك مؤهلات أهلتهم إلى هذا المستوى نذكر بعضاً منها:

 

أولاً: ارتباطهم الدائم والمستمر بالله سبحانَه وتعالى وتوليهم له، وعلاقتهم القوية برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، وتوليهم لأعلام الهُدى وعلى رأسهم الإمام علي –عليه السلام-.

 

ثانياً: ارتباطهم بالقرآن والثقافة القرآنية وتفهمهم لها واستيعابهم لها (الملازم)، وكذلك ارتباطهم بالسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وتوليهم له.

 

ثالثاً: قربهم من شعبهم ومعرفة احتياجه وظروفه التي يعيشها في ظلِّ العدوان والحصار.

مقالات ذات صلة