المجتمعُ وهدى الله بين الواقع المُـر وطموح قائد الثورة (2)

منير الشامي

 

إنَّ المتابعَ لكل خطابات قائدِ الثورة ودروسه وتوجيهاته في المناسبات وغير المناسبات يدركُ تمامَ الإدراك أن هدفَه الأول والأخير هو هدايةُ كُـلّ أبناء المجتمع وتوعيتهم بوعي المشروع القرآني كما يظهرُ لكل ذي لُبِّ أنه يحفظه الله ويرعاه من شدة حرصِه ولهفته على رفع مستوى وعي المجتمع بالقرآن لو كان بإمْكَانه أن يجعله مشروباً في عبوات لفعل ذلك ووزعه بيديه الشريفين وأسقاه ليس لكل يمني بل لكل مسلم ولو كان الثمن روحه ودمه وما تأخر لحظة عن ذلك.

 

ويرجعُ هذا الاهتمامُ الجادُّ منه إلى أنه يعلمُ تمامَ العِلمِ واليقين أن حَـلَّ كُـلّ مشاكل الفرد والمجتمع الشخصية منها والعامة صغيرها وكبيرها وكل مشاكل الوطن والتحديات أمامه في المشروع القرآني.

 

ولو حمل أغلبيةُ الناس المشروعَ القرآني وكانوا في حمله على قلب رجل واحد لحُلَّت كُـلُّ مشاكلنا وانفرجت كُـلُّ كُرَبِنا وانزاحت كُـلُّ همومنا من أكبرها حتى أصغرها وأولها العدوان، ولصفت بالسعادة والمحبة والخير كُـلَّ أيامنا، خُصُوصاً وتحقيقُ ذلك ممكنٌ وبسيطٌ وغيرُ مكلف بتاتاً، فلا يحتاج سوى الفطرة السليمة والسريرة النقية والآذان الواعية.

 

لهذا كله، فأغلبُ جهود قائد الثورة منصَبٌّ ومركَّزٌ بصورة مباشرة على هذا الجانب رغم مسؤولياته الجسيمة وحمله الثقيل في ظل العدوان وحصاره ومؤامراته وحروبه المختلفة والمستهدفة لكل مجالات حياتنا، وأكبرُ دليل على ذلك أنه كان ولا يزال المشرفَ الثقافي الأول في المسيرة، ويعطي هذا الجانب اهتماماً كبيراً ومتابعةً على مدار الساعة لمختلف أساليب وطرق تنفيذ وتفعيل النشاط الثقافي ويظهر ذلك فيما يلي:-

 

أولاً: على المستوى الداخلي للمسيرة القرآنية من خلال الآتي:-

 

1- عبر الدورات المكثّـفة التي استهدفت ولا زالت تستهدفُ معظمَ شرائح المجتمع، سواءً قبل العدوان أَو خلال سنواته واتِّخاذ كافة التدابير لنجاحها.

 

2- اهتمامه الشديد بتوفير المادة الثقافية بمختلف أنواعها المطبوعة، والمسموعة والمرئية ومتابعته لتوزيعها إلى كُـلّ مكان وتوفير الوسائل والأجهزة اللازمة للاستفادة منها.

3- إشرافه المباشر على تأهيل الكادر العلمي وإعداده الإعدادَ الكاملَ الذي يمكِّنُه من تنفيذ هذه المسؤولية على الوجه الأكمل وتأدية هذه الأمانة بنجاح.

 

4- توفير كافةِ الإمْكَانيات اللازمة لأداء هذه المسؤولية رغم الظروف الصعبة وشحة الموارد.

 

5- حرصه على إقامة المراكز الصيفية ودعمه لها ودعوته لكل الأطراف للمشاركة في إنجاحها؛ لما لها من نتائجَ عظيمةٍ وثمارٍ كثيرة لا مجال لذكرها الآن.

 

6- تأكيده المستمر في كُـلِّ مناسبة بأن المشروعَ القرآنيَّ هو مشروعٌ للأُمَّـة على اختلاف اتّجاهاتها ومذاهبها، ولم ولن يكون مقصوراً على فئةٍ دونَ غيرها ولا محصوراً على أتباع مذاهب دون أُخرى، فهذا المشروعُ هو تجسيدٌ عملي وتحَرُّكٌ واقعي لروح القرآن الكريم وتوضيحٌ كاملٌ يرشدُ إلى كيف نتعامل مع القرآن وكيف نتفاعلُ مع آياته البينات ليتفاعلَ معنا وكيف يعزز كُـلّ مسلم ارتباطه بكتاب الله ارتباطاً وثيقاً وحقيقياً ترتقي إلى مستوى التناجي بينهما.

 

7- وضع هيكل تنظيمي متكامل لدائرة الثقافة القرآنية يشملُ كُـلّ مستويات التجمعات السكانية في المدن والأرياف.

 

هذه بعضُ صور اهتمام القائد بالجانب الثقافي للمشروع القرآني على المستوى الداخلي للمسيرة القرآنية، وسنتحدث في المقال التالي عن اهتمامه بهذا الجانب على الصعيد الرسمي إن شاء الله.

مقالات ذات صلة