هل سيحطم اليمنيون أحلام الإمارات و”إسرائيل” في سقطرى؟

لا يجهل أحد طبيعة الأهداف والغايات التي تسعى الإمارات إلى تحقيقها في اليمن من خلال عدوان 2015 الذي تقوده السعوديّة لإراقة دماء اليمنيين وتدمير بلادهم، من أجل تحقيق أهداف جُلها اقتصاديّة، فبعد سيطرت ميليشيات ما يسمى “المجلس الانتقاليّ الجنوبيّ” المدعومة من أبو ظبي، قبل أشهر، على جزيرة “سقطرى” الاستراتيجيّة، الواقعة شرق خليج عدن بشكل كامل، لما لها من ثقل اقتصاديّ وجغرافيّ هام، تسعى الإمارات بالتعاون مع العدو الصهيونيّ لإنشاء مرافق عسكريّة واستخباريّة في تلك الجزيرة، فيما خرج أهالي المحافظة في مظاهرات رافضة للخطوات الإماراتيّة، التي تلت اتفاق الخيانة الموقّع مع العدو، كما شهدت مدينة “تعز” الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، احتجاجات كبيرة طالبت بطرد القوات الإماراتيّة من سقطرى.

 

 

 

طرد الإمارات

 

 

 

واضح جاء رد الشعب اليمنيّ على الخطوة الإماراتيّة الخبيثة، التي تهدف لإنشاء قواعد عسكريّة تابعة للعدو الصهيونيّ، مجددين القول إن اتفاق الاستسلام والتطبيع مع الكيان خيانة للقضيّة والشعب الفلسطينيّ، كما طالبوا بطرد القوات الإماراتيّة من الجزيرة.

 

وفي هذا الصدد؛ دعا المحتجون في المظاهرات التي نُظمت في مركز “قبهاتن” غربيّ سقطرى، بعودة الأوضاع إلى سابق عهدها، قبل التدخل الإماراتيّ الذي حول حياة الناس هناك إلى مأساة حقيقيّة، وجعل الظروف المعيشية لأبناء المنطقة في أسوأ حالاتها، إثر سيطرة ما يسمى “المجلس الانتقاليّ الجنوبيّ” التابع للإمارات على الجزيرة التي تحتل موقعاً في غاية الأهميّة.

 

إضافة إلى، خرجت مظاهرات في مدينة تعز، التي توصف بالعاصمة الثقافيّة للبلاد، طالبت بطرد القوات الإماراتيّة من جزيرة سقطرى، معتبرين أنّ الوجود غير الشرعيّ للإمارات لا يمكن وصفه إلا بالاحتلال، وشدّدوا على ضرورة قطع اليد الإماراتيّة التي ستجلب عدوهم الأكبر إلى بلادهم، مجددين رفضهم لدعوات “انفصال الجنوب” التي يسعى المجلس الانتقاليّ المدعوم من أبو ظبي لتحقيقها.

 

من ناحية أخرى، أفادت قناة الجزيرة القطريّة، نقلاً مصدر حكوميّ يمنيّ، بوصول سفينة إماراتيّة جديدة تحمل اسم “إد أسترا” إلى ميناء سقطرى، مبيّناً أن طبيعة الشحنة التي تقلها مجهولة، مؤكّداً أنّ جزيرة سقطرى الاستراتيجيّة، أصبحت تحت سيطرة قوات أبو ظبي بشكل كامل، وأنّ المسؤولين اليمنيين يجهلون تماماً ما يجري داخلها.

 

وفي هذا السياق أكّد موقع “ساوث فرونت” الأمريكيّ، والمتخصص في الأبحاث العسكريّة، أواخر آب المنصرم، عزم الإمارات والكيان الصهيونيّ إنشاء مرافق عسكريّة واستخباريّة في الجزيرة ، وكشف الموقع نقلاً عن مصادر عربيّة وفرنسيّة، أنّ وفداً ضم ضباطاً من كلا الجانبين قاموا بزيارة سقطرى الاستراتيجيّة مؤخراً وفحصوا عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخباريّة، بحسب مواقع إخباريّة.

 

في غضون ذلك، اتهم كبير مشايخ القبائل في جزيرة سقطرى، “عيسى سالم بن ياقوت”، الثلاثاء المنصرم، الإمارات والسعودية بإدخال العدو الصهيونيّ إلى المحافظة، في إشارة إلى غض البصر السعوديّ الفاضح، في ظل تطبيق المشاريع السعودية والإماراتية القذرة، على أساس أطماعهم في ثروات اليمن ومواقعه الاستراتيجيّة التي تنافس بقوة كل المناطق في دولهم القائمة على التخريب وبث الشرور.

 

 

 

أهداف مفضوحة

لُقبت جزيرة “سقطرى” بالمكان الأكثر غرابة في العالم، نظراً لأهميتها البيئية والتنوع الحيوي النادر فيها، وقد أصبحت “سقطرى” التي تمثل أكبر الجزر اليمنية محافظة مستقلة عام 2013.

 

ومن المعروف أنّ دولة الإمارات التي تصف نفسها بالعربيّة كانت قد أرسلت، قوات عسكريّة إلى سقطرى في أيار 2018، بالتزامن مع زيارة للجزيرة من قبل رئيس الحكومة اليمنيّ آنذاك “أحمد عبيد بن دغر”، حيث قال وزير الدولة الإماراتيّ للشؤون الخارجية “أنور قرقاش” وقتها، أنَّ لبلاده علاقات تاريخيّة وأسريّة مع سقطرى وأهلها، ما يظهر التاريخ القذر للإمارات الذي يلهث وراء الأطماع الاقتصاديّة لدولة شقيقة، متناسين كل التعاسة والظلم الذي لحق بهذا الشعب الطيب.

 

وما ينبغي ذكره، أنّ السخط الشعبيّ يتزايد بحدّة من الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، لعجزه التام عن اتخاذ أيّ خطوة دون أن يأذن أسياده في السعوديّة التي تتعامى بشكل تام عما يحدث هناك من احتلال إماراتيّ وصهيونيّ علنيّ لسقطرى.

 

خلاصة القول؛ وبحسب ما قاله مستشار وزارة الإعلام اليمنية “توفيق الحميري”، قبل مدة، فإنَّ ما يحدث في عدن وسقطرى وحضرموت وكل المناطق اليمنية المحتلة هو عبارة عن تأجيج لمسح الهوية ومحاولة لفرض الاحتلال وتمريره على أبناء الشعب اليمنيّ، لكن الرفض الشعبيّ لهذا الاحتلال سيستمر، ولن يغفل عما يحدث في سقطرى وغيرها.

 

“االوقت التحليلي”

مقالات ذات صلة