التطبيع المذل لمشيخات وممالك الخليج مع العدو الصهيوني

تتهافت ممالك ومشيخات الخليج وبشكل مذل لما تسمية التطبيع مع الكيان الصهيوني، متباهية بهذا الإجراء الذي يشكل طعنة في الظهر لقضية الأمة المركزية والأولى “قضية فلسطين”.

ففي أٌقل من شهر من التطبيع الإماراتي – الإسرائيلي، هاهي مملكة البحرين تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وعبر الرئيس الأمريكي ترمب يعلن من واشنطن عن هذا التطبيع، في تآمر واضح على تصفية القضية الفلسطينية وتعزيز دور هذا الكيان وسيطرته على المنطقة العربية وثرواتها وموقعها الجغرافي المتميز.

يبرز ذلك واضحاً وجلياً من الفرحة الكبرى التي عمّت كيان الاحتلال الصهيوني من الوصول إلى هذه النتيجة التي تخدم الوجود الإسرائيلي في المنطقة وتعزز من تواجده خاصة بعد تحييد جمهورية مصر العربية والقضاء على أقوى جيشين عربيين “السوري والعراقي”، وتمزيق وتفتيت المنطقة العربية من خلال عمل استخباراتي أمريكي صهيوني غربي دام أكثر من عقدين من الزمن.

الشيء المؤسف أن الواقع العربي يمر بمرحلة من التمزق والتشرذم، الأمر الذي يشير إلى واقع ومستقبل عربي يتسم بالقتامة والأسوأ مما هو حاصل اليوم في ظل عدم وجود عمل عربي مشترك وقيادات لم تتحمل المسؤولية التاريخية لحاضر الأمة ومستقبلها.

إن التطبيع والسلام مع الكيان الصهيوني أمر يكتنفه الغموض لأن هذا التطبيع يتم من طرف واحد أمريكا وإسرائيل ومن مركز القوة لفرض هذا الأمر على من تريد وبدأت به مع الكيانات الضعيفة والهزيلة سياسياً الإمارات والبحرين اللتان لا تأثير لهما في السياسة العربية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فوجود البحرين والإمارات يتسم بدور وظيفي في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني وليس لديهما رؤية سياسية ناضجة لما هو حاصل وإلى ما ستؤول إليه الأمور ودورهما في الصراع العربي الصهيوني هامشي ولا يكاد يٌذكر.

لقد تم اختيار الإمارات والبحرين لتكونان رائدتان لهذا العمل المٌشين بالمنطقة العربية وأفريقيا وجنوب آسيا جراء غياب الدور العربي الفاعل، خاصة بعد تحييد دور جمهورية مصر العربية والتي كانت رائدة العمل العربي المشترك.

واليوم أصبح السائد في المنطقة العربية بعد خروج الدول العربية القوية مصر وسوريا والعراق كيانات عربية صغيرة وهزيلة على شاكلة الإمارات والبحرين يتم توجيههما بما يجب عمله بالريموت من واشنطن وتل أبيب.

لكن الشيء الذي يجب المراهنة عليه لإسقاط مشاريع التطبيع والاستسلام، هو الجماهير  العربية التي تتسلح بوعي قومي عبر عقود من الزمن ورفضها لإتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ولم تتعامل معها ومع كل مخرجاتها رغم المدة الزمنية الطويلة التي مرّت عليها منذ توقيعها في سبعينيات القرن الماضي.

وباختصار لا يمكن شراء مواقف الجماهير العربية حتى وإن كانت الأنظمة التي تحكمها هزيلة تباع وتشترى في سوق النخاسة، ويمكن الجزم في القول إن مآلات اتفاقيات التطبيع مع أمريكا وإسرائيل الفشل الذريع كسابقتها كامب ديفيد.

وعليه .. فإن موقف الجمهورية اليمنية سيظل ثابتاً في الرفض القاطع لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما أكده بيان وزارة الخارجية مساء أمس، مؤكداً وقوف اليمن حكومة وشعباً إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع حتى إنهاء الإحتلال الصهيوني البغيض وصولا إلى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

“سبأ نت”

مقالات ذات صلة