المرتزقة الحكوميون الذين يتأمرون ضد حزب الله

كشف أحد مسؤولي الكيان الصهيوني مؤخراً في بيان له عن مؤامرة هذا الكيان مع تواطؤ زعماء آل خليفة وآل نهيان ضد المقاومة في لبنان. حيث صرح هذا المسؤول الصهيوني، المعروف باسم “يهوشوا زرقا”، علانية بأن قادة البحرين والإمارات ساعدا تل أبيب في اتخاذ إجراءات ضد حزب الله اللبناني. حيث يشغل زرقا حاليا منصب مدير الشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية.

في الواقع، كان الهدف الأساسي من التآمر الإماراتي والبحريني مع الكيان الصهيوني ضد حزب الله في لبنان هو لتصنيف دول العالم قاطبة حزب الله، على أنها جماعة إرهابية.

هذا في حين انه في السنوات الأخيرة، وصفت بعض الدول حزب الله اللبناني بأنه جماعة إرهابية تحت تأثير جهود المثلث الإماراتي البحريني الصهيوني.

لكن قادة آل خليفة وآل نهيان والكيان الصهيوني لم يستطيعوا تحقيق هدفهم الرئيس ضد حزب الله. وهذا يعني أنهم فشلوا حتى الآن في إقناع الأمم المتحدة بإدراج اسم حزب الله اللبناني في قائمة الجماعات الإرهابية. وعلى الرغم من الجهود التي بذلت من قبل هذه الأطراف في السنوات الأخيرة لتحقيق ذلك ، إلا أنه لم يتم تحقيق أي نتائج حتى الآن.

والحقيقة هي أن الكيان الصهيوني وحلفاءه في المنطقة قلقون للغاية من توسع الحدود الجغرافية للمقاومة. وقد بذلوا قصارى جهدهم لمنع المزيد من انتشار المقاومة من خلال تقديم حزب الله اللبناني كمجموعة إرهابية. وهم أنفسهم يدركون جيدا أن المقاومة وخطابها اليوم يتجاوزان الحدود الجغرافية أكثر من أي وقت مضى ولم يعدا محصورين في حدود جغرافية معينة.

لذلك بذل هذا المثلث المذكور قصارى جهده لمنع خطاب المقاومة من التقدم عبر حدود جغرافية أوسع. وفي غضون ذلك، يدرك المسؤولون البحرينيون والإماراتيون أن خيار التسوية سيتلاشى في المستقبل غير البعيد إذا توسعت المقاومة أكثر؛ الخيار الذي قاموا بتعليق آمال كبيرة عليه والذي يعتقدون انه من خلاله سيمكنهم تحقيق أهدافهم في المنطقة.

في غضون ذلك، لا يمكن اعتبار جهود الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني ضد حزب الله والتآمر ضد المقاومة اللبنانية غير مرتبطة بالضغط الأمريكي الأقصى على هذه المجموعة المقاومة.

ففي الأشهر الأخيرة، فرض الأمريكيون عددا من العقوبات على حزب الله اللبناني، وغني عن البيان أن محاولات آل خليفة وآل نهيان لتصوير حزب الله على أنه منظمة إرهابية في جميع أنحاء العالم جاءت تماشياً مع جهود واشنطن العدائية ضد هذا الحزب.

ولا شك في أن تصرفات قادة آل خليفة وآل نهيان في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني يمكن تفسيرها وشرحها في سياق مواجهة محور المقاومة في المنطقة والعالم. والواقع أن القادة البحرينيين والإماراتيين يرون في تطبيع علاقاتهم مع تل أبيب أداة تمكنهم من مواجهة محور المقاومة ، بينما لا يزالون يفشلون وعاجزون عن تحقيق أهدافهم ضد جبهة المقاومة.

كما ان كل هذه المساعي العدائية من قبل امريكا والكيان الصهيوني وحلفائهما الإقليميين، بما في ذلك الإمارات والبحرين، تجري في وقت نشهد فيه اليوم توسع حدود المقاومة من سوريا ولبنان إلى العراق وفلسطين واليمن.

ومع ذلك لم تثمر أي من هذه الجهود حتى الآن لمنع انتشار المقاومة، ومن الواضح أن آل خليفة وآل نهيان لن يتمكنا من تحقيق أهدافهما ضد المقاومة في المستقبل.

وما نسيته السلطات البحرينية والإماراتية هو أن الكيان الصهيوني بوضعهما على طريق التسوية والاستسلام، قد تبنى في الواقع استراتيجية استخدام المنامة وأبو ظبي كأداة. دون إعطائهم أي امتيازات في الواقع. لذلك لا ينبغي النظر إلى القادة البحرينيين والإماراتيين باعتبارهم فاعلين رئيسيين، بل يجب النظر اليهم كأدوات في يد واشنطن وتل أبيب لتحقيق الأهداف الكبرى للكيان الصهيوني.

“الوقت”

مقالات ذات صلة