اليمن والطفولة

أحلام حسن

 

الطفولةُ اسم يوحي بعالمٍ من البراءة، وحينما نذكر الطفولة والأطفال وكأننا نتحدّث عن عصافير تزقزق بحيوية ممزوجة بالجمال، كأنها زهور تفوح بعبق روائحها الجميلة، الطفولة عالم من الألوان الجذابة، فيا لجمال الطفولة!

 

فهناك أطفال يلعبون، وهناك أطفال يضحكون، وهناك أطفال يمرحون، تتعالى أصواتُهم بالفرحة، بالبهجة، في كُـلّ وقت وكل حين، أطفال يعيشون طفولتهم بسعادة، هكذا هي الطفولة.

 

لكن… ما بال الطفولةُ في بلدي؟!

 

أشلاء أطفال مبعثرة، جثث أطفال مشتعلة ومضطرمة بالنيران، وجثث أُخرى متفحمة، ما بال الطفولة في بلدي؟!

 

أطفال تتعالى أصواتهم بالصراخ، وأطفال لا نرى منهم سوى دموعهم، أطفال يبكون اليُتْمَ نظراتهم كلها تساؤل.. أين أبي؟! أين أمي؟! أين بقية إخوتي؟! أين المنزل الذي كان يأوينا؟!

 

آهاتهم تسبق نظراتهم، أوجاعهم تصل إلى عنان السماء، ما بال الطفولة في بلدي؟!

 

امتلأت نفوسهم بالرعب والهلع، وغاب الأمان من حياتهم، الخوف تكتسي به أعينهم وأرواحهم، من الذي دمّـر الطفولة في بلادي وبأي ذنب تتدمّـر الطفولة، بل تُقتل الطفولة في بلادي، هنا اليمن من قتلوا فيها الحياةَ بوحشية المتجبرين والظالمين، قتلوا فيها الطفولة بصواريخهم المتغطرسة، قتلوا اليمن وحياة اليمن وأطفال اليمن، من ينعمون برفاهية العيش في قصورهم مع أطفالهم أتوا ليقتلوا أطفالنا، ويدمّـروا منازلنا، ويحرمونا الحياة الطيبة، والحياة الكريمة.

 

مملكة الإجرام مع أعداء الإسلام والمسلمين أعداء الإنسان والإنسانية أمريكا الشر وإسرائيل السرطان يقتلوننا في بلادنا بلا ذنب سوى أننا نريد أن نحلّقَ في سماء الحرية والاستقلال كما عصافير السماء، وننعم بحياة طيبة نكتسبها بعرق جبيننا، فهل في ذلك ما يدعو لعدوانهم الظالم والمستمر علينا لست سنوات، لا يكلون ولا يملون من ارتكاب أبشع الجرائم بحق شعبنا وأرضنا، شيوخنا ورجالنا، نسائنا وأطفالنا.

 

ست سنوات من الأوجاع، من الألم من الجوع والخوف والحرمان، ست سنوات وقد ربما يطول عدوانهم علينا أكثر وأكثر، ومما لا ريب فيه أن أطفالنا تحولوا إلى رجال في عمر الطفولة، وسينتقمون لأنفسهم ولآبائهم لأُمهاتهم لمنازلهم لأرضهم لشعبهم، غداً سيكبرون وسيتحولون إلى حمم بركانية تضطرم بمن ظلمهم فتنسفهم من الوجود وتحولهم إلى مزبلة التاريخ الأسود، وإن غداً لناظرة لقريب.

مقالات ذات صلة