فتنة ديسمبر وعودة زمن الوصاية

أمة الملك الخاشب

 

كان الهدف الرئيسي لفتنة ديسمبر 2017هو إعادة اليمن لزمن حكم السفارات وزمن الوصاية الذي قضت عليه ثورة 21 سبتمبر 2014 وجاء مخطط العدوان عبر الخائن عفاش لأنه هو من أدخل اليمن في نفق الوصاية المظلم منذ أن كان أداة للسعودية في القضاء على حلم اليمنيين في بناء دولة مدنية عادلة بمشاركته في قتل الشهيد إبراهيم الحمدي التي لم تكن السعودية في عهده تجرؤ على التدخل في شئون اليمن الداخلية ,فإستغل العدو عشقه للسلطة ورغبته في أن يعود ليتصدر المشهد هو وأبناءه,

 

ولم يجدوا أفضل منه ليجعلوه في مواجهة إرادة شعب قد قدم التضحيات الجسيمة وهو يواجه أعتى عدوان ارتكب جرائم حرب أصبحت عار على جبين الإنسانية جمعاء.

 

ففي مطلع ديسمبر لليمنيين ذكريات مع #فتنة_ديسمبر التي كشفت الوجه الحقيقي لزعيم الخيانة صالح عفاش الذي حكم اليمن 33 عاما وبعد خروجه من الحكم ظل يخطط ويمكر ويتحرك بكل حرية داخل العاصمة لمدة 5 سنوات مستغلا تسامح الأنصار وعفو قائد الثورة الذي لم يقابله صالح بالوفاء والقبيّلة مثلما نقول في اليمن,

 

قبل الفتنة كان هناك ملايين اليمنيين مخدوعين فيه بأنه ذلك الزعيم الذي لم يخن الوطن يوما لأنهم كانوا بسطاء وسطحيين لا يعلمون حقيقة وجهه القبيح لأنه كان يخدع الجماهير بالخطابات المعسولة والوطنية وأبّى الله إلا أن يفضحه وأمام كل محبيه الذين انصدموا وهم يسمعوه يدعوا علنّا للانتفاض والاقتتال بين اليمنيين، فلو علم الله فيه خيرا لكان قضى في تفجير النهدين وكان نصف الشعب المخدوع فيه آنذالك سيخرج لتشييعه مخدوعين فيه بأنه شهيد, ولكن حكمة الله شاءت أن يظل على قيّد الحياة ويعيش بعدها عدة سنوات حتى تأتي نهاية المطاف ليكشف عن سوءته وعن نواياه الخبيثة تجاه الوطن وتغليب مصلحته على مصلحة الشعب.

 

كانت نهايته مخزية تمثل قوله تعالى خزيّ في الدنيا وعذاب في الأخرة، سنّة الله في كل ظالم ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا.

 

ظل تاريخ صالح الأسود وجرائمه الكثيرة في حق أبناء وطنه وفي حق الوطن بأكمله ظل تاريخا مخفيا إلا ممن كانوا يعلمون حقيقته وعايشوا ظلمه وذاقوا من مرارة حكمه وتجرعوا من كأس سمومه التي كان يستخدمها ليفرق بين القبائل اليمنية ويضرب هذا بذاك,

 

حاول صالح طوال فترة حكمه أن يجمّل من صورته القبيحة التي كانت سببا في كل ما نحن فيه اليوم من ظلم وعدوان وحصار وفقر وجوع لأن صالح مثلما ذكرت أنفا  هو من أدخل اليمن تحت الوصاية منذ أن كان ذراعا للسعودية في قتل الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي, وهاهو كل الشعب يدفع ثمن أخطاءه الكارثية بحق كل الوطن وهاهو الشعب يناضل من أجل نيل حريته واستقلاله التي باعها عفاش وتنازل عنها مقابل بقاءه في السلطة.

 

كثيرون هم من خُدعوا في الخائن عفاش وما لبثوا أن أبدوا صدمتهم وهو يعلن الانتفاض والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد, يدّعوا للانتفاض ليس ضد المحتل الغازي والقاتل , ولكن ضد من قادوا الشعب للصمود والتضحية وتقديم أغلى ما يملكون وهم فلذات الأكباد , لم يحسب صالح حساب أن معظم الشعب قد قدم تضحيات وناضل وواجه العدوان في سبيل نيل حريته واستقلاله

 

عفاش الذي خبز وعجن كثير من نسخّه في كل مرافق الدولة ولا زلنا نعاني منهم الى يومنا هذا فزرع الفساد في نفوس كل الموظفين وتسبب بفساده وظلمه في هجرة ما يقارب 2 مليون يمني في السعودية وغيرها باحثين عن فرص لتوفير لقمة العيش لأسرهم بينما كانت ثروات اليمن السعيد تنهب لصالح أسرة واحدة مع المقربين منها ,

 

عفاش الذي بلغ حجم ثرواته مبالغ 60 مليار وربما أكثر وماخفّي كان أعظم  وما تم كشفه من حقائق مع الوثائق عن ثروات وفساد عفاش جعل ملايين اليمنيين شبه مصدومين في هذا الزعيم الذي ظل يتغنى بالوطنية والوطن

 

من أسوء نكبات الدهر في تاريخ اليمن هي حقبة حكم عفاش الذي لم يدع جرما إلا ارتكبه لدرجة أنه كان من أوائل الدعاة الى التطبيع مع الصهاينة وهومن كان يلقب نفسه بفارس العرب  وعايش الدور ومصدقه ,

 

إصلاح الكوارث الذي ارتكبها عفاش في فترة حكمه تحتاج لسنوات طوال للإصلاح وتحتاج عزيمة صادقة واطلاع كامل وذلك لإصلاح كل الملفات الاقتصادية على رأسها والزراعية والثقافية والتعليمية و و الخ الخ  ومع وجود الرجال المخلصين سيصلح كل شي بإذن الله ورحم الله كل شهداءنا وتقبلهم الله مع الأولياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأخص بالذكر الشهداء الذين سقطوا في فتنة عفاش وهو يحاول إحراق العاصمة الحبيبة صنعاء  فقاموا بواجبهم في الذود عنها ولو بأرواحهم ودماءهم الطاهرة .

مقالات ذات صلة