سنوية الشهيد .. محطة مهمة لاستذكار عظمة الشهادة وتضحيات الشهداء

تُشكّل الذكرى السنوية للشهيد، محطة مهمة في تاريخ اليمن المعاصر الذي قدّم وما يزال منذ ست سنوات، التضحيات الجسيمة في سبيل الحرية والكرامة والخروج من الوصاية والهيمنة الخارجية والدفاع عن الأرض والعرض.

ووجد اليمنيون أنفسهم في ظل التكالب العالمي والتحالف الدولي بشن العدوان عليهم في 26 مارس 2015م، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما المواجهة لنيل شرف الشهادة دفاعاً عن الوطن وسيادته واستقلاله أو الاستسلام للعدو الذي يحاول كسر الإرادة اليمنية والنيل من اليمن.

حينذاك اختار الشعب اليمني المواجهة والنزال في ميادين وساحات العزة والبطولة والكرامة، ليتسابق أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل إلى جبهات مواجهة قوى العدوان وأدواته، معتمدين على الله في الغلبة والنصر والتمكين على التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.

وتنافس أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل، على الجبهات واستشهد منهم قادة ألوية وضباط وأفراد ومتطوعين، وأصبحت ذكراهم خالدة، سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته نظير تضحياتهم ذوداً عن حياض الوطن وأمنه واستقراره.

وتأتي الذكرى السنوية للشهيد، لاستذكار مواقف الشهداء وتضحياتهم وما سطروه من ملاحم بطولية وانتصارات نوعية في مواجهة ترسانة العدوان في مختلف الجبهات، وفي الوقت ذاته تفقد أحوال أسر وذوي الشهداء وتقديم سبل الرعاية لهم في مختلف الجوانب.

ورغم التحديات التي فرضها العدوان والحصار، شرعت الدولة والحكومة في اتخاذ سلسلة من القرارات والإجراءات لرعاية أسر الشهداء، ومنها إنشاء صندوق خاص لهذا الغرض وتخصيص قطعتي أرض لكل أسرة شهيد ومعاق لبناء مساكن لهم بأمانة العاصمة والمحافظات.

كما خصصت حكومة الإنقاذ الوطني نسبة لأبناء الشهداء والمعاقين في الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة وكليات المجتمع والمعاهد المهنية والمدارس الخاصة والكليات العسكرية والأمنية، وإصدار التوجيهات لوزارة الخدمة المدنية باعتماد درجات وظيفية لأبناء الشهداء وجرحى الحرب في إطار خطط التوظيف السنوية والتعاون مع وزارة المالية بشأن ذلك.

وشملت القرارات الحكومية التوجيهات للوزارات والمؤسسات التي يوجد بها شهداء أو جرحى حرب من موظفيها، بتوفير الرعاية اللازمة لأسرهم وتخصيص إعانة شهرية لها، فضلاً عن تخصيص منح علاج مجانية لأسر الشهداء والجرحى بمستشفيات أمانة العاصمة والمحافظات بما يضمن حصولهم على الرعاية الصحية والعلاجية بصورة مجانية ودائمة.

وضمن فعاليات الذكرى السنوية الشهيد للعام 1442 هجرية، أقرت اللجنة العليا للاحتفالات الخطة الحكومية لإحياء هذه الذكرى بتنظيم فعاليات رسمية على مستوى الوزارات والمؤسسات والسلطات المحلية بما يليق بمكانة الشهداء وتضحياتهم.

وزارة الأوقاف والإرشاد واحدة من الوزارات التي أعدت خطة إرشادية توعوية للاحتفاء بهذه الذكرى، شملت عقد لقاءات موسعة مع العلماء والخطباء والمرشدين على مستوى المحافظات والمديريات وإرسال قوافل إرشادية توعوية ميدانية للحديث عن أهمية الذكرى وعظمة الشهداء وتعزيز ثقافة الاستشهاد.

وأكد وزير الأوقاف والإرشاد نجيب ناصر العجي الحرص على إحياء سنوية الشهيد، للتذكير بعطاء الشهداء وتضحياتهم دفاعاً عن اليمن وسيادته واستقلاله.

وأشار إلى أن وزارة الأوقاف والإرشاد وهي تحتفي بهذه الذكرى، لن تدخر جهداً في رعاية أسر الشهداء وذويهم لما من شأنه التخفيف من معاناتهم في ظل استمرار العدوان والحصار .. حاثاً مكاتب الأوقاف بالمحافظات على الاهتمام بأسر الشهداء والعناية بروضات الشهداء.

نائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد محمد ناجي، أشار إلى أن الذكرى السنوية للشهيد، يجب أن تحظى هذا العام بمزيد من الاهتمام، بما يليق بالتضحيات التي من أجلها قدّم الشهداء أرواحهم رخيصة وضحوا في سبيلها من أجل استقلال القرار اليمني.

ولفت إلى أن الوزارة أعدت خطة بهذه الذكرى، تتضمن إرسال قوافل إرشادية من علماء وخطباء ومرشدين وتفعيل دورهم لإبراز عظمة الشهادة وحث المجتمع على تفقد أحوال أسر الشهداء وتلمس أوضاعهم وتقديم سبل الرعاية لهم.

وذكر العلامة ناجي أن الوزارة ستنظم زيارات إلى رياض الشهداء ضمن أنشطة الذكرى السنوية للشهيد وإقامة فعاليات على مستوى المكاتب وتكريم أسر الشهداء من الدرجة الأولى عرفاناً بتضحيات الشهداء ومواقفهم البطولية في مختلف الجبهات.

فيما أوضح وكيل الوزارة لقطاع التوجيه والإرشاد العزي راجح أن خطة الاحتفاء بذكرى سنوية الشهيد شملت مكاتب الوزارة على مستوى المحافظات والمديريات والمساجد الكبرى بالعزل والقرى والأحياء.

ودعا إلى تفاعل الجميع مع فعاليات وأنشطة هذه الذكرى، والتذكير ببطولات الشهداء واستذكار عظمة تضحياتهم في سبيل الدفاع عن الدين والوطن .. مبيناً أن هذه الذكرى محطة سنوية لتعزيز ثقافة الشهادة واستمرار رفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد.

بدوره اعتبر مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة تعز محمد الأهدل سنوية الشهيد، ذكرى مهمة في وجدان اليمنيين لاستذكار ما انطلق من أجله الشهداء في تعزيز مبادئ الحرية والكرامة والعزة وإحياء للمبادئ السامية.

وأوضح أن مكتب أوقاف تعز يساهم في فعاليات الذكرى السنوية للشهيد من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات، بما يعكس ثقافة الشهادة في أوساط المجتمع عبر رسالة المسجد الإرشادية والتوعوية.

وأشار إلى أن المكتب تكفل بتقديم مساعدات مالية وعينية وتخصيص أراضٍ لأسر الشهداء ورعاية ذويهم وتسخير الإمكانيات المتاحة لخدمتهم وتزيين روضات الشهداء وتعليق لوحات ولافتات تعزز الوعي بثقافة الاستشهاد.

من جهته اعتبر مدير مكتب الأوقاف والإرشاد في إب بندر العسل الذكرى السنوية للشهيد فرصة لاستذكار تضحيات الشهداء باعتبارهم رمزاً للعزة والكرامة والحرية للشعب اليمني.

ودعا إلى الاهتمام بأسر الشهداء .. وقال” نحن في مكتب أوقاف إب سنعمل على تقديم سلال غذائية لأسر الشهداء في المحافظة وتنظيم الفعاليات للاحتفاء بالشهداء وتضحياتهم ورعاية رياض الشهداء وغيرها “.

مدير مكتب أوقاف محافظة ذمار عبدالله الجرموزي، أكد الحرص على إحياء ذكرى سنوية الشهيد والبدء في تدشين الفعاليات يوم الأحد المقبل .. وقال” المسألة تحتم علينا وتلزمنا القيام بواجب أسرهم ورعايتها وتعزيز المبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها وفي سبيلها”.

وأضاف “مضمون الفعاليات حول ذكرى الشهيد ومن خلالها ننطلق لتحفيز المجتمع اللحاق بهذا الركب في ساحات المواجهات واستمرار رفد جبهات الجهاد بالرجال وسد الفراغ الذي نتج عن فقدان الكثير من الشهداء والاهتمام بأسرهم وتقديم سلال غذائية”.

وأشار الجرموزي إلى اهتمام مكتب الأوقاف في المحافظة برعاية أسر الشهداء من المكتب من خلال زيارتها وتفقد أحوالها وتقديم المساعدات اللازمة لها عرفاناً بتضحيات الشهداء وما سطروه من ملاحم بطولية في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته.

في حين أشار مدير مكتب أوقاف محافظة الجوف الشريف قعشم إلى أن المكتب أعد خطة بالذكرى السنوية للشهيد في كافة مديريات المحافظة، وتشكيل لجان بالقرى والعزل لتنفيذ الفعاليات والأنشطة المكرسة لهذه الذكرى.

وأكد أن الذكرى السنوية للشهيد، تحظى باهتمام الشخصيات الاجتماعية والمشايخ والوجهاء في المحافظة بتفقد أسر الشهداء ورعاية ذويهم وزيارتهم على مدار العام .. مبيناً أن أبناء الشهداء حالياً يلتحقون في مدارس خاصة للتعليم العام وبصدد البحث عن مقاعد جامعية لهم، كأقل واجب يمكن تقديمه لهم نظير التضحيات والبطولات التي سطرها الشهداء.

ستظل سنوية الشهيد، ذكرى خالدة في وجدان اليمنيين يستذكرون من خلالها عظمة الشهداء الأحياء عند الخالق جل وعلا، وتضحياتهم العظيمة وبطولاتهم المشرفة في مواجهة أعتى عدو عرفته البشرية، أهلك الحرث والنسل والبشر والحجر والشجر ودمر كل مقدرات اليمن.

مقالات ذات صلة