ماذا نصنع إن كان الحوثي أقوى من الإرهاب؟!

|| مقالات || رأي الله الأشول

 

ماذا أصنعُ إن كان القرآنُ أقوى من فرنسا!

 

كانت تلك إجَابَة وزيرُ المستعمرات الفرنسي “لا كوست”..

 

الذي قام باستجلاب عددٍ من الفتياتِ الجزائرياتِ وعلَّمهن اللغةَ الفرنسية وألبسهن الزيَّ الفرنسي وزجَّ بهن بمدارسَ فرنسية ولقَّنهن ثقافتَهم، لتتم تنحيةُ القرآن من عقول الجزائريين.

 

وبعد أحدَ عشرَ عاماً وفي يومِ تخرجهن، تفاجأ الفرنسيون بطالباتٍ محجباتٍ يتكلمن العربيةَ ويقرأن القرآن، وفشلت تجربة فرنسا التي أخذت منهم الكثيرَ دونما نتيجة، وحينها ثارت حفيظةُ الصحافة الفرنسية وكتبت تتساءل: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر طوالَ هذه الأعوام، فأجاب “لا كوست” بالعبارة الشهيرة: “وماذا أصنع إن كان القرآنُ أقوى من فرنسا”!

 

غسلُ الأدمغة وتجريفُ الهُـوِيَّة وتشويهُ الحركات التحرّرية وسيلةٌ متجددةٌ دأبها -رغم فشلهم- كُـلُّ دُعاةِ الاستعمار عبر التاريخ ويزاولها اليوم استعمار العدوان في حربه على اليمن، فمن تأجيجه للمناطقية واللعب على وتر المذهبية، إلى محاولته إشعال حرب داخلية تسحقُ اليمنيين جميعاً، لجأ أخيرًا وليس آخراً إلى شماعة الإرهاب وتصنيفه الخصومَ المدافعين عن أنفسهم جماعةً إرهابيةً، مُريداً بذلك ذر الرماد على العيون للهروب بجرائمه من التصنيف الحقوقي العالمي المنصف واستغفال العالم حول ما اقترفه بحق الشعب اليمني عاملاً بالمقولة الشهيرة: ضربني وبكى وسبقني واشتكى.

 

أكثر ما يثيرني تعجباً أن أمريكا الراعيةَ للإرهاب هي من تصطفي الناسَ أَو تجعلهم إرهابيين.

 

الإرهابُ القديمُ الجديدُ أمريكيٌّ سعودي بامتيَاز بشهادة الأمريكيين أنفسهم، ولا أدَلَّ من وقائعِ الأحداث وتقارير الصحف ومراكز الدراسات والمنظمات الحقوقية الأمريكية التي تؤكّـد قطعاً بأن النظامَين الأمريكي والسعودي الصانع والداعم الأصلي للإرهاب وخَاصَّةً إسرائيل والقاعدة وداعش الذين يمثلون عمودَ الإرهاب العالمي، هذا من جانب، كما أن جرائمَهم بحق الشعوب التي واجهوها والتي لم يواجهوها تشهدُ واقعاً بحجمِ الوحشيةِ التي تجتازُ مصطلحَ الإرهاب الذي أطلقوه هم على تنظيمات ابتكروها لتحقيق مآربهم في الشرق الأوسط وشرق آسيا من جانب آخر.. بل إن حقيقةَ أن أمريكا أم الإرهاب كحقيقة أن الشمس تشرقُ من الشرق، وهذا يدحض فرضية “إرهاب أنصار الله”، إذ من غير المتصور أن يقوم إرهابٌ بشن عدوان على إرهاب آخر.

وإذا ما أتينا إلى التصنيفِ الأمريكي بعَينٍ منصفةٍ ومحايدةٍ، بعيدًا عن أي شيء آخر، فلا شيء يؤكّـدُ بُطلانَه أكثر من رؤيتك المنظماتِ والجمعياتِ وحتى الشعوب الأجنبية في أنحاء العالم تخرُجُ تنديداً به وبالعدوان والحصار على من أُلصقوا به، وهذا يعزز جِـدًّا تفوُّقَ القضية اليمنية، فلم نسمع يوماً أن هناك منظمةً أياً كانت جنسيتُها أَو شعباً -بعيدًا عن موقعه الجغرافي وعرقه وديانته وانحيازه- خرجوا تأييداً للإرهابيين.

 

بُطلانُ التصنيف الأمريكي وعدمُ فاعليته بالنظر للحراك العالمي المُلفت والمسيرات المليونية القوية في الداخل والثبات السياسي الذي بدت عليه حكومةُ صنعاء أَدَّى إلى تعاظُمِ قوةِ أنصار الله ووضعِ الإدارة الأمريكية في حَرَجٍ شديدٍ كانت في غنىً عنه، بالإضافة إلى أن حلفاءَها حصدوا خيبةً كبيرةً جِـدًّا، فالضررُ الذي أرادوه لخصومِهم ارتدَّ عليهم، واللعبة الأمريكية دائماً ما تحمل نتائجَ عكسيةً على المهللين بها، مضافاً إليه أن الفاتورة الباهظة التي دفعتها بقرتُهم نظيرَ الابتزاز الأمريكي الجديد ذهبت أدراجَ الرياح أَيْـضاً، كما أن الخسائرَ السياسيةَ هائلةٌ هذه المرة، أكانت للسعودية أم لشرعيتها، وبالتأكيد فَـإنَّهم يلقون بأسباب الفشل كُـلٌّ على الآخر، وحين يلقي آلُ البقرة ومرتزِقتها اللومَ على وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عن حجم الخسائر التي تكبدوها وفشل رهان تصنيفه!

 

سيجيب الوزيرُ الأمريكي قائلاً: ماذا نصنع إن كان الحوثي أقوى من الإرهاب! .

مقالات ذات صلة