نساء اليمن لسن صكوكاً للأوباش

|| مقالات || زينب إبراهيم الديلمي

 

لا غُفران لمن هَتَك الشرف اليمني وعِرضه، وفَقَد صواع الغيرة والحميّة في رحل الارتزاق والعمالة وانتهجَ بها صوب الاستكانة ليُصبح نِداً للعير التي قادت العدوان واستدرجته ببيعِ ناموسه ومساومته بالأموال الباخسة.. يُقابلها اختطافُ عفة المرأة اليمنية وشرفها وحرمتها في انسلاخٍ واضحٍ وتجرّد مُطلق من هُـوِيَّة الآدميّة.

 

في وحشيةٍ هي العار الأسود والأقبح لا الدين ولا الأعراف ولا النّواميس تسمحُ في المساس بأعراضنا المكنونة.. فقبل عامين ونيف اقترف أوباشُ العدوان جريرةَ اختطاف المواطِنة “سميرة مارش” في الجوف واقتيادها في سوقِ نخاسة العدوان وبيعها لأرباب البغي والجور، ولم تزل هذه القضيّةُ تستنجدُ بالنُّصرة حتى السّاعة وكرّرت على مسامع العالم الساهية ما ينتابُها من الآهات والآلام، فلا من مُجيبٍ يُفصح عن المُطالبة بالإفراج عن هذه المواطنة المُسالمة ولم نرَ من المُنظمات التي تدعي الإنسانيّة سوى التعنُّت والتلكؤ المعهودين.

 

الجريرةُ الأُخرى التي سوَّلت لعتاولة الارتزاق أنفسهم القذرة في شنّها، هو اختطافُ 8 نساء بتهمة ساذجة أنهُن خلايا تجسسية.. وأبواق العدوان نعقت بالسّرور وما كمّت أفواههم التي جرت عادتها أن تنعقَ بالزور والبُهتان، فالاتّهامات الباطلة التي نسبوها لمن هُنّ أشرف وأطهر من سلوكيّاتهم الدنيئة تعكس مدى لهثهم وراء الأموال المُكدّسة في وحل الذل والإلحاح في أن يكونوا هم المرتزِقة الأذلاء الذين وضعوا أنفسهم موضع النّعال التي يرتديها أسيادهم.

 

داخلياً، يُحاول مَن ضمرت قلوبهم بِعضال الحياد والتنصّل عن أية مظلوميّة تُنتهك فلا عويلَ لأصواتهم يسمع، وإن جئنا ما يسلب لُبِّهم هو نجواهم الذي لا طائل له عن مواضيع تشوّش حقيقة ما يجري في واقعنا المُعاش وما يصبو إليه العدوان من غايات صبيانيّة عدائيّة.

 

فهل ابتلعت ألسنتهم وأُعميت بصيرتهم قبل بصرهم عندما رأوا العفة والشرف والعرض اليمني تُنتهك وتُسترق في وضحِ النّهار وأمام مرأى ومسمع منهم تُصبح صكاً للأعداء، وهل أدركوا جيِّدًا حقيقة المرتزِق الوضيع الذي أراد لأرضه وعرضه أن تُدنّس وتُنتهك بكل هذه البساطة؟

 

يقيناً أن العنفوان اليمني لن يدخر جهداً في إبداء الجهوزية والنكف والثأر حفاظاً وصوناً لجوهر الأعراف ورداً وردعاً لأية جرائر مزدوجة بالبشاعة والازدراء التي لا ترتبط أواصرها بالعروبة ولا بالأصالة اليمنية العريقة.

مقالات ذات صلة