يقظةُ الأمن والمخابرات وعقوبة التخابر والتجسُس

|| مقالات || مطهر يحيى شرف الدين

 

يتتابع ويستمر التربص والترصد الغربي الأعرابي لليمن منذ قديم الزمان بشكلٍ مباشر وغير مباشر سواءً كان الترصد أصيلاً أَو وكيلاً لحساب استراتيجيات أجنبية طامعة.

 

ومنذ سبع سنوات وتلك الأنظمة تبحث عن أية وسيلة أَو أدنى مبرّر يعزز ما تقوم به من تحشيد قواتٍ من أطياف ومكوناتٍ معادية ليتم الزج بها في معارك ضد شعبٍ مسالم هُــوِيَّته إيمانية أراد لنفسه تقرير المصير السياسي والاقتصادي المستقل البعيد عن تحكم ووصاية الأجنبي.

 

رأت تلك الدول وَالأنظمة أن ثمة فرصاً ومبرّرات لاعتدائها على اليمن هي في حقيقة الأمر ساذجة ومفضوحة تم على إثرها إعداد العدة والعتاد العسكري وتوجيهه نحو استباحة دماء اليمنيين ونهب ثروات وخيرات اليمن في مساعٍ أضحت تحلم بها في إعادة المجد الاستعماري البغيض ومحاولة بسط النفوذ على أرض الإيمان والحكمة والسعي نحو التحكم بالممرات المائية التي تشرف عليها السواحل اليمنية.

 

إذ لا يخفى على أحد مشاركة بريطانيا الرئيسية في حربها على اليمن وَفرض حصار شاملٍ ومطبقٍ أضحى يعاني من ويلاته وآثاره الملايين من المدنيين الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال.

 

وحين فشلت تلك الدول والأنظمة في إيجاد موطئ قدمٍ لها على الأرض اليمنية أَو إحداث مراكز نفوذ تابعة وعميلة كانت نتيجته انكسارها وتقهقرها على أيدي الأبطال المجاهدين في الجبهات والميادين سعت الدول والأنظمة الاستكبارية الحالمة في محاولاتٍ أُخرى فاشلة نحو إعادة ترتيب عدوانها على اليمن بصورةٍ أُخرى كان مصيرها أَيْـضاً الفشل والفضيحة والتي رأيناها جميعاً في اعترافات العملاء الجواسيس ضمن تحَرّكاتٍ حقيرة دنيئة تعمل لصالح الاستخبارات البريطانية بعد أن استلمت هذه الأخيرة الجانب العدائي والتجسسي من حليفتها أمريكا وقامت بتشكيل وإدارة شبكة محلية عملت على رفع إحداثيات ومعلومات لمواقع وأماكن أمنية وعسكرية خَاصَّة بالصواريخ والطيران المسيّر.

 

لم يكن يدرك أُولئك الجواسيس مدى يقظة الجهاز الأمني المخابراتي اليمني والحس الأمني الذي يتمتع به، إذ أثبت كفاءةً عالية وخبرةً واسعة ونشاطاً أمنيًّا يوحي بجدية التحريات والتنبه السريع على كافة الأصعدة وتتبعه وإحاطته الشاملة والدقيقة لأُولئك الجواسيس الذين يعيثون في الوطن الفساد ويعبثون بسيادة واستقلال اليمن ويؤثرون مصلحة المعتدي الأجنبي الطامع على مصلحة بلادهم وأرضهم وقد انعدمت لديهم النخوة والحمية نحو وطنهم وأرضهم وَليس لديهم أي اعتبار لمبادئ الدين وغير آبهين أَو مبالين بخطورة التخابر لصالح دولٍ أجنبية معروفةً بعدائها السياسي التاريخي لليمن.

 

إن أفعالهم وممارساتهم تلك تعتبر خيانةً عظمى يستوجب مرتكبوها تطبيق أقصى العقوبات التي تقرها كُـلّ الدول في تشريعاتها وَقوانينها التي تجرم العمالة وَالتخابر والتجسس الذي يعتبر فعلاً ماساً باستقلال البلاد وسيادته، فكيف بنا ونحن في ظرفٍ تسعى فيه تلك الدول الاستعمارية الطامعة أمام مرأى ومسمع من العالم إلى تفكيك اليمن عبر إثارة النعرات المناطقية والعنصرية وانتهاك الأرض والعرض ونهب مقدرات وخيرات البلاد.

 

لقد تغافل الجواسيس وغضوا الطرف وهم يمارسون أفعالهم القذرة والمنحطة عن مدى الإجرام الكبير الذي ارتكبوه متعمدين عدم إدراكهم ووعيهم بأن إفشاء أسرار الدفاع أَو الاتصال غير المشروع مع دولة أجنبية وأن الالتحاق بالقوات المسلحة لدولةٍ في حالة حرب وعدوان بقصد الإضرار بمركز الجمهورية الحربي أَو السياسي جرائم يستحق مرتكبها الإعدام وفق قانون الجرائم والعقوبات اليمني.

 

وللعلم أَيْـضاً فَـإنَّ قوانين معظم دول العالم تنص على عقوبة الإعدام أَيْـضاً وبعضها ينص على عقوبة السجن المشدّد أَو المؤبد على كُـلّ شخص يقوم بالمساس باستقلال بلاده أَو وحدتها أَو سلامة أراضيها وكذلك كُـلّ من يسعى لدى دولة أجنبية معادية لمعاونتها في عملياتها الحربية في بلاده.

 

كل الاحترام والتقدير لرجال الأمن والمخابرات لجهودهم ومهامهم في كشف مخطّطات ومؤامرات تحالف دول العدوان وسعيهم نحو استتباب الأمن والسكينة في بلادنا العزيزة وَمجتمعنا الكريم ولا نامت أعين الجبناء والخونة.

مقالات ذات صلة