الشهداءُ فخرُ الأُمَّــة

|| مقالات || روضة أحمد جدبان

 

الحديثُ عن (الشهيد القائد حسين البدر) يعتبر حديثاً استثنائيًّا في حياة الأُمَّــة بشكل عام، وفي حياة اليمنيين بشكل خاص.

 

هذه الشخصية لها امتدادٌ وتأثيرٌ واضحُ المعالم والاتّجاهات في هذه المرحلة، فَـإنَّ تحَرُّكَه رسم ملامحَ غيَّرت وجه التاريخ.

 

هو حاضر وَبصمته حاضرة بقوة في كُـلّ المجالات العملية والفكرية والثقافية والسياسية والعسكرية والتربوية والنفسية والإيمانية والأخلاقية والمنهجية في كُـلّ مناحي الحياة.

 

نحن فعلاً نعيشُ هذا التحول، وكل ما أمامنا شاهد على ذلك التحول.

 

في هذه الأيّام نُحْيي ذكرى استشهاد الشهيد القائد حسين العصر سلام الله عليه..

 

في هذه الأيّام ونحن نحيي مشروعه القرآني الذي أحيا به الأُمَّــة، في هذه الأيّام ونحن نستلهم الدروسَ والعبرَ من كفاح ونضال وجهاد وتمسك القائد الشهيد حسين البدر بعدالة قضيته.. وثقته المطلقة بالله وبنصره وبوعده لعباده المستضعفين بالنصر والتمكين..

 

في هذه الفاجعة الأليمة نستذكر شهيدنا القائد وما قدمه من تضحيات عظيمة في سبيل إقامة دين الله الحق وكلل كُـلّ تضحياته بدمائه الطاهرة الزكية؛ لأَنَّه يعرفُ معنى الشهادة العظيمة وفضلَها في سبيل الله وما يترتب عليها من فوز وفلاح وَعزة وكرامة في الدنيا والآخرة، فسلام عليه يوم وُلد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً.

 

الشهادة نعمةٌ عظيمةٌ جِـدًّا من الله على المؤمنين فهنيئاً هنيئاً لكل من اختاره الله واصطفاه ونال وسام الشرف بالشهادة.

 

وبقدر ما تعبر الشهادة عن المظلومية هي أَيْـضاً تعبر عن القيم والأخلاق والمبادئ التي يحملونها فالشهداء يقفون في وجه الطغيان في وجه الظلم في وجه المجرمين، يسعَون لإقامة الحق والعدل في الأرض ودفاعا ونصرة للمستضعفين.

 

انطلقوا وقدموا حياتهم؛ لأَنَّهم مرتبطون بالله ارتباطاً وثيقاً..

 

ولأنهم يمتلكون نفوساً عالية لديهم مشاعر إنسانية جعلتهم يتألمون مما يشاهدون ويثورون، يمتلكون عزة وإباءً وشعوراً كبيراً بالإحساس بالمسؤولية الدينية.

 

ففي هذه الذكرى نستذكر الشهداء وعظمتهم وأخلاقهم وشعورهم بالمسؤولية وانطلاقتهم في مرضاة الله ونصرة الدين.. فنستلهم الدروس العظيمة ونخلدها في مسيرة حياتنا.

 

هذه الذكرى هي تمجيدٌ للعطاء الذي هو أرقى وأسمى عطاء وإحياءٌ للروحية المعطاءة والصامدة للشهيد والشهادة في وجدان الأُمَّــة.

 

وأيضا في هذه الذكرى العظيمة تأكيداً على مواصلة السير على درب وَطريق الحرية والكرامة والعزة..

 

تأتي هذه الذكرى احتفاءً وتقديراً وتعظيماً لشهيدنا القائد ولكل الشهداء الأخيار والتذكير بالمسؤولية علينا تّجاه ما قدموه من فيض دمائهم الطاهرة.

 

ومقامهم العظيم والرفيع عند الله وتكفينا الآية (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).. تكفينا هذه الآية لنعرف فضلهم وفضل الشهادة.

لنحيِ في هذه الذكرى روحَ الجهاد والاستشهاد في مشاعرنا وقلوبنا وأنفسنا ونتذكر في كُـلّ حين أن ما نحن فيه من خير وأمن وأمان وعزة وحرية وكرامة ونصر وتمكين هو ثمرة لعطائهم ومجدهم وتضحياتهم وتفانيهم فلا ننسى ذلك أو نتناسى..

 

هنيئاً لشهيدنا القائد الجزاء العظيم والرضوان من الله وهنيئاً لكل شهيد قدم روحه رخيصة في سبيل الله تعالى.

 

ونقولُ لسيدي الشهيد القائد سلام الله عليه جزاك الله عنا خير الجزاء ووفقنا الله وثبتنا على السير على نهجك ودربك ونهج آبائك وأجدادك أهل بيت النبوة ومنبع الرسالة عليكم من الله أزكى السلام جميعاً.

 

وتجديدًا منا للعهد والولاء لسيدي قائد الأُمَّــة والمسيرة القرآنية (السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه) نعاهدُك يا سيدي القائد بأننا وَنعلنها بقوة نتولى الله ونتولى رسوله والإمام علي عليهم السلام ونتولى سيدي عبدَالملك وأننا ماضون تحت لوائك، وتسليمنا لك تسليمٌ مطلقٌ، أرواحنا لك الفداء.

مقالات ذات صلة